أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى متانة علاقات الأخوة والروابط المشتركة التى تجمع بين مصر والسودان، لافتاً إلى اتفاق الجانبين على الإعداد للجنة مشتركة برئاسة رئيسى البلدين، على أن تجتمع فى الخرطوم العام الجارى.
وأضاف «السيسى»، خلال كلمته فى المؤتمر المشترك مع نظيره السودانى عمر البشير، اليوم، بقصر الاتحادية، على هامش القمة المصرية السودانية، إن «هذه الزيارة تعكس الروح الإيجابية بين البلدين، حيث تناول مع الرئيس البشير سبل تعزيز التعاون المشترك، ورفع التنسيق الثنائى إلى أعلى مستوى، كما تم الاتفاق على التنسيق والتشاور فى مختلف المجالات، وبحث الفرص المتاحة».
وأكد الرئيس أن نهر النيل يمثل شريان الحياة لشعوب وادى النيل، لافتاً إلى أن مصر أكدت عزمها العمل مع السودان والأشقاء فى إثيوبيا، للتوصل لشراكة فى نهر النيل تحقق المنفعة للجميع، دون الإضرار بأى طرف، مع مواصلة العمل على تنفيذ نتائج القمة الثلاثية حول سد النهضة.
الرئيس: اتفقنا على تنفيذ نتائج «سد النهضة».. وعقد لجنة «مصرية سودانية» العام الجارى بالخرطوم.. ونعتزم المضىّ فى تعزيز التعاون بمجالات الطاقة والربط الكهربائى والبرى والبحرى ومشروعات البنية التحتية بين البلدين.. وهناك لجان عديدة تعمل على تذليل أى صعوبات أو تحديات ودعم العلاقات الأخوية العميقة بين البلدين
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أهمية التعاون والتشاور بين مصر والسودان، والتنسيق فى مختلف المجالات والقضايا التى تهم البلدين، وبحث الفرص المتاحة، وتفعيل الآليات المتعددة بين البلدين، من بينها اللجنة الخاصة بتعزيز التجارة والهيئة العليا لمياه النيل، واللجنة العسكرية ولجنة المنافذ الحدودية. وأشار «السيسى» إلى أن هناك لجاناً أخرى عديدة تعمل على تذليل أى صعوبات أو تحديات، ودعم العلاقات الأخوية العميقة بين البلدين، كما تم الاتفاق على دورية انعقاد هذه الآليات بصورة منتظمة، وبما يؤمّن تعزيز مصالح البلدين، وحل أى مشكلات قد تطرأ بينهما.
وأعرب الرئيس، عن سعادته بوجود الرئيس البشير والوفد السودانى المرافق فى بلدهم مصر، قائلاً: «أؤكد علاقات الأخوة الأزلية والروابط المشتركة التى تجمع بين شعبى وادى النيل، وإدراكهما لأهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وأهمية تعزيز وترسيخ علاقات الأخوة، وتعظيم مساحات التعاون المشترك، بما يليق بأهمية العلاقات بين البلدين ويرتقى إلى طموحات الشعبين، ويتسق مع ما يجمعهما من تاريخ وعلاقات وطيدة، اجتماعية وثقافية وأيضاً سياسية وأمنية واقتصادية»، وتابع: «تناولت مع الرئيس البشير فى المحادثات الأخوية بيننا، سبل تحقيق وتعزيز المصالح المشتركة، فى ظل الاحترام الكامل للشئون الداخلية والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومى للبلدين، بما من شأنه رفع مستوى التعاون والتنسيق الثنائى إلى أعلى مستوى، على النحو الذى يعكس الأهمية الكبيرة التى توليها الدولتان للعلاقات بينهما».
وأضاف «السيسى»: «اتفقنا كذلك على أهمية العمل على استشراف آفاق أوسع للتعاون والتشاور والتنسيق فى مختلف المجالات والقضايا التى تهم البلدين، وبحث الفرص المتاحة، وتفعيل الآليات المشتركة المتعددة بين البلدين، ومن بينها اللجنة الخاصة بتعزيز التجارة والهيئة الفنية العليا المشتركة لمياه النيل، وهيئة وادى النيل للملاحة النهرية، واللجنة القنصلية، واللجنة العسكرية، ولجنة المنافذ الحدودية، وآلية التشاور السياسى على مستوى وزيرى الخارجية، ولجان أخرى عديدة تعمل على تذليل أية صعوبات أو تحديات أمام تلك العلاقة الأخوية العميقة.. واتفقنا أيضاً على الحفاظ على دورية انعقاد هذه الآليات بصورة منتظمة وبما يؤمّن تعزيز مصالح البلدين ومعالجة أية شواغل أو تحديات قد تطرأ أمامهما»، مؤكداً اعتزام البلدين المضىّ فى طريق تعزيز التعاون فى مجالات الطاقة والربط الكهربائى، والنقل البرى والجوى والبحرى، ومشروعات البنية التحتية، والاستفادة من الخبرات الاستشارية والتنفيذية المتوافرة لدى البلدين.
وقال «البشير» إن «اللقاءات الثنائية بين الخرطوم والقاهرة، إيجابية ولها أثر كبير فى زيادة التفاهم لمزيد من التعاون بين البلدين فى المجالات المختلفة»، مؤكداً أن العلاقات المصرية السودانية أمانة فى يد قيادة البلدين، فى ظل ترابط وعلاقات تاريخية.
وأكد الرئيس السودانى، خلال كلمته بالمؤتمر، اليوم، أن «العلاقات المصرية السودانية يربطها التاريخ المشترك والمصير المشترك، والنيل والمستقبل المشترك، وهذه العلاقات تساهم فى مزيد من التعاون لمصلحة الشعبين والبلدين»، مشيراً إلى أن الرئيس السيسى تحدث، خلال المباحثات، عن مشروعات الربط والطرق البرية، وربط وتطوير النقل النهرى بين البلدين، والملاحة النهرية، والربط الكهربائى، وربط السكك الحديدية، وتحدثا عن الربط البحرى بين البلدين.
وتابع: «التعاون رغبة حقيقية للشعبين، التعاون قوة للطرفين، ستظل لقاءاتنا على مستوى القمة لمراجعة الآليات التى تم التأسيس لها، فى شتى المجالات»، مؤكداً: «سنركز على عقد قمم فى الخرطوم والقاهرة، وستكون فرصة لمراجعة الآليات وما تم تنفيذه لتعزيزه، وإزالة المعوقات أمام التعاون المشترك، وليس لدينا خيار سوى التعاون، وهو الرغبة الأكيدة لشعوبنا ونحن نعبر عن شعوبنا».
وأوضح الرئيس السودانى أن «مصر تمر بفترة انتخابات، ونصلّى لحفظ أمن واستقرار مصر، واختيار توقيت الزيارة جاء لدعم استقرار مصر ودعم الرئيس السيسى، ونحن بلد واحد وشعب واحد، يربطنا التاريخ والجغرافيا والثقافة والدين، نحن شعب واحد، شكراً على هذا الاستقبال والترحاب والكرم». وقال السفير بسام راضى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس عقد جلسة مباحثات مع الرئيس عُمر البشير استهلها بالترحيب به فى وطنه مصر، مؤكداً ما يجمع بين البلدين من علاقات تاريخية وعوامل ثقافية واجتماعية مشتركة وممتدة لآلاف السنين، مشيداً بالتطورات الإيجابية التى تشهدها العلاقات بين البلدين مؤخراً على مختلف المستويات، مشيراً إلى انعقاد الاجتماع الرباعى الذى ضم وزيرى الخارجية ورئيسى جهاز المخابرات فى البلدين بالقاهرة الشهر الماضى، والذى تم خلاله مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الطرفين بشفافية كاملة. وأكد الرئيس أيضاً حرص مصر على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف مع السودان من أجل ترسيخ التعاون خلال الفترة المقبلة والعمل على إعطاء قوة دفع جديدة للعلاقات فى كافة جوانبها وتحقيق نقلة نوعية تلبى طموحات شعبى وادى النيل الشقيقين.
الرئيس السودانى: اختيار توقيت الزيارة جاء لدعم استقرار مصر والرئيس السيسى
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس السودانى أعرب من جانبه عن تقديره لحفاوة الاستقبال وسعادته بزيارة مصر، مؤكداً ما يجمع بين البلدين الشقيقين من علاقات أخوية تاريخية، ومرحّباً بتفعيل التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات، والعمل على تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يحقق التكامل بين جهود البلدين التنموية، مرحّباً بالتشاور المستمر بين البلدين، مؤكداً ما يعكسه ذلك من خصوصية العلاقات التى تربط بينهما.
وأشار «البشير» إلى أن التحديات الناتجة عن الأوضاع الإقليمية الراهنة تحتم على البلدين مواصلة التنسيق المكثف بينهما بما يساهم فى تحقيق مصالحهما المشتركة، فضلاً عن تعزيز التعاون على مختلف المستويات، بما فى ذلك على الصعيد الأمنى.
وذكر «راضى» أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بمشاركة الوزراء المعنيين من الجانبين، حيث تم الاتفاق على ضرورة تعظيم التعاون الاقتصادى وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين، خاصةً فى مجالات الزراعة والإنتاج الحيوانى والنقل والبنية التحتية، فضلاً عن إقامة مشروعات حيوية بين البلدين تندرج تحت مفهوم الشراكة الاستراتيجية بينهما، وفى هذا الإطار تم تأكيد أهمية الإسراع فى تنفيذ المشروع الخاص بالربط الكهربائى بين مصر والسودان.
وأعرب الرئيس، خلال المباحثات، عن حرص مصر البالغ على دعم الدولة السودانية ومؤسساتها، مشدداً على ضرورة إبقاء قنوات الاتصال بين البلدين فاعلة ومنفتحة فى إطار من الشفافية والمصداقية، موضحاً أن المتغيرات والظروف التى تحيط بالمنطقة وطبيعة الأوضاع السياسية وحجم التحديات الأمنية، تفرض ضرورة التوحد صفاً واحداً ككتلة صلبة للحفاظ على مؤسسات دولنا وتحصينها من أية محاولات للنيل من مقدراتها، وذلك إرساءً لمبدأ أن الأمن القومى لدول وادى النيل كلٌ لا يتجزأ، وقد اتفق الرئيسان فى هذا الإطار على تعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين من خلال اللجنة الأمنية التى تم تشكيلها بين البلدين.
من جانب آخر، أكد «السيسى» ضرورة المضىّ قدماً فى جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية والعمل على احتواء أى خلافات والتغلب على جميع الصعوبات التى تواجه تلك الجهود بما يُحقق وحدة الصف ومصالح الشعب الفلسطينى الشقيق. جاء ذلك خلال اتصال هاتفى أجراه «السيسى»، اليوم، مع نظيره الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، حيث اتفق الرئيسان على مواصلة التشاور والتنسيق إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.