تكريم البحرينيه د هاله جمال من سمو الاميره بسمه بنت طلال نموذج للمراه العربيه الناجحه
هناء السيد
كرمت الأميرة بسمة بنت طلال الدكتورة هاله جمال نائب رئيس جمعيه عطاء للمسؤوليه الاجتماعيه للافراد بمملكه البحرين ورئيس لجنه المسؤوليه الاجتماعيه بمجلس الشباب العربى للتنميه المتكامله
جاء هذا التكريم خلال فعاليات المؤتمر الدولي الاول المرأة قيادة وريادة في العاصمة الاردنية عمان والذى اختتم فعالياته
وخلال المؤتمر قدمت د هاله جمال مسيرتها كسيده اعمال وناشطه اجتماعيه
شقت طريقها نحو التعليم والعمل بصعوبة كبيرة، فهي أمسكت بالعديد من الخيوط في آن واحد، زواج وعائلة ومسؤولية في عمر مبكر، ودراسة وجامعة وشركات وجمعيات. خليط من الجهد والتعب والمثابرة والكفاح تكلل بالنجاح وخط طريق واضح للمستقبل. حلمت بتأسيس شركتها الخاصة، فمنحتها البيئة الاستثمارية بالبحرين عدة مؤسسات أطلقتها بالشراكة مع عائلتي.
تعتبر الدكتورة هالة جمال نفسها نتاج التمكين والدعم اللامتناهي لسيدات الأعمال في البحرين.
ألفت قصيدة وألقتها أمام جلالة الملك في العام 2011، حاصلة على بكالوريس اللغة الإنجليزية وآدابها بامتياز مع مرتبة الشرف، ثم شهادة الماجستير في المجال نفسه.
ولدت في الكويت، لكن أهلي فضلوا إرسالنا للدراسة في طرابلس بشمال لبنان حيث التحقت بمدرسة فرنسية إلى الصف الخامس الإبتدائي ووقتها كنت أسكن مع جدتي لوالدي وبعد وفاتها (رحمها الله) عدت لإكمال دراستي في الكويت والتحقت بمدرسة فجر الصباح التي تعتبر من المدارس الجميلة جدًّا وقد تركت أثرًا كبيرًا في حياتي، ولا أزال أتواصل مع بعض صديقات الدراسة في الكويت والتي انتقل بعضهن إلى دبي والسعودية. تزوجت وأكملت المرحلة الثانوية في السعودية حيث تخرجت بدرجة امتياز ولله الحمد، وبعد ذلك التحقت بالجامعة لمدة 4 سنوات وحصلت على شهادة بكالوريوس أدب إنجليزي بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف.
واختياري لتخصصي الجامعي (أدب إنجليزي) نقطة تحول في حياتي، فأنا مغرمة بلغة الضاد وبالشعر، الأمر الذي أدخلني في دوامة من التفكير، إلا أنني اخترت بالنهاية الإنجليزي كون العربية لغتنا الأم، وبالتالي يمكن أن نطوّر أنفسنا بها، وهذا شكّل فارقًا لأنه من الصعب القيام بأمرين في الوقت ذاته.
درست الأدب الإنجليزي وتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف وكنت من الأوائل على الدفعة، إلا أن ذلك أثّر على الكتابة باللغة العربية وفي تطوير نفسي فيها، فالإنسان لا يستطيع إجادة الشيء إلا إذا تمكن منه، أعتبر نفسي متمكنة باللغة إلا أن الدراسة تصقل كل شيء، كثيرًا ما أفكر في لو أنني تخصصت في الأدب العربي أين سأكون الآن، ربما هذا الأمر الذي عطلني عن الكتابة باللغة العربية، ولذا أعتبر التخصص بالجامعة نقطة التحول الأولى في حياتي.
أما نقطة التحول الثانية، فكانت تحقيق حلمي بتأسيس شركتي الخاصة، كنت أعيش في دولة عربية ولظروف كثيرة منها الدراسة والعائلة كان من الصعب العمل هناك وحدي، لذا قررت فتح شركة في البحرين وبالفعل أسّست وزوجي أول شركة في العام 2004، ثم أطلقنا عدة شركات، وأقربها إلى قلبي شركة “بدايات” التي تشرف عليها ابنتي ياسمين المسؤولة عن تنفيذ معرض الشوكولاته والقهوة.
بحكم عمل زوجي وعائلته بالسعودية في مجال تصنيع المعادن، قرّرنا إكمال نفس المجال في البحرين برأسمال مناصفة بيننا، وكانت مسؤوليتي في البداية متابعة أمور الشركة الصناعية وإدارتها، إلا أنني شعرت بصعوبة تنفيذ ذلك،
زوجي مسؤول عن المتابعة وحاليًّا دخل ابني محمد معنا وتحوّل العمل إلى عائلي. عندما أسسنا الشركة في البحرين، كانت فرصة كبيرة بالنسبة لي كسيدة لأتمكن من الإنجاز وتحقيق ذاتي، وسهولة تأسيس الأعمال وتسجيلها في المملكة مع وجود كل القوانين التي تدعم عمل المرأة، فجاء قرار الاستقرار بالبحرين.
دائمًا عندما أشارك في مؤتمرات ومعارض داخل وخارج البحرين أقول إنني سيدة نتاج القوانين الداعمة للمرأة في البحرين، وأصبحت سيدة أعمال بسبب التشجيع الكبير الذي تحصل عليه المرأة في هذه الجزيرة الجميلة الوادعة الحاضنة، بالإضافة إلى التسهيلات التي تحصل عليها وتساعد السيدات في التمكين الاقتصادي،
الحمد لله فقد استطعت خلال 12 إلى 13 سنة أن أثبت نفسي كسيدة أعمال وتعلمت الكثير عن أمور التجارة والأعمال، والآن أنا مستعدة لفتح مجالات جديدة بخلاف المجالات التي أعمل فيها، وحاولت أن أهيئ لأبنائي كل واحد منهم بحسب تخصصه، فعلى سبيل المثال ابني محمد يعمل مع والده في مصنع الخليج للمضخات وفتحنا لابنتي شركة للدعاية والإعلانات والمعارض وابنتي الأخرى تعمل في هندسة الديكور،
أهتم كثيرًا بدعم رائدات الأعمال الشابات اللواتي يبدأن بالعمل حديثًا، ونظمنا العديد من المحاضرات وتعاونا مع الكثير من الجهات بهذا الجانب.
حتى السيدات من كبار السن كان لهن نصيب من اهتمامي فقد عملنا في إحدى الجمعيات التي كنت أترأسها برنامج تدريبي للسيدات على الأعمال اليدوية، وهو عمل مطلوب من السيدات كبار السن إما لشغل أوقات فراغهن أو لمن تريد جعله مصدرًا للدخل، كما شاركت في برنامج تمكين سيدات المنازل في استخدام الكمبيوتر مع إحدى الجمعيات، وقد كنت مسؤولة عن البرامج لمدة 10 أشهر، شاركت معنا سيدات لا يعرفن القراءة والكتابة ومع ذلك تعلمن استخدام الكمبيوتر، كان من البرامج الناجحة وحقق مردودًا، وهذا التدريب فتح للسيدات مجال أوسع.
بالإضافة إلى دعم الأسر المنتجة والتركيز على كيفية زيادة إنتاجها
ودخلت في عضوية الجمعيات منذ كنت في السعودية، وأحب هذا العمل كثيرًا لأنني عندما انضممت لجمعية في السعودية كان يبحثون عن سيدة تدريس غير الناطقات باللغة العربية وتقدم لشغل هذه المهنة أكثر من 10 سيدات وتم اختياري لهذا العمل، ودربت لفترة طويلة سيدات من جنسيات غير عربية، فهن يجدن صعوبة في تعلم اللغة العربية وكنت أجد متعة كبيرة في عملي،
كنت أدرسهن اللغة العربية لكن في ذات الوقت أجيب عن بعض الأسئلة الشخصية وأوصل لهن بعض المعلومات عن ديننا الإسلامي الحنيف، وكن يتقبلنها بكل فهم.
دخلت عضوة في جمعية سيدات الأعمال البحرينية، وأصبحت عضوة في مجلس الإدارة من العام 2012 إلى 2014، واعتبرها فترة جميلة جدًّا وتعلمت الكثير من سيدات الأعمال والتقيت خلالها بالقيادة الحكيمة لمملكتنا الحبيبة.
والآن ركزت أكثر على العمل التطوعي، وشعرت أنه من الأفضل أن أبدأ في تأسيس جمعيات بالمجال الذي أعمل فيه وحتى الآن أسست 3 جمعيات معظمها تدعو إلى التسامح والتعايش، وكانت آخر جمعيتين في العام 2016 هما جمعية المسؤولية للأفراد وجمعية المحبة والسلام.
وأعتبر نفسي نتاج التمكين والدعم اللامتناهي لسيدات الأعمال في البحرين، واشارك بمؤتمرات التى تعقد عالميًّا للحديث عن تمكين المرأة الاقتصادي ودوري كسيدة أعمال أو دوري في خدمة المجتمع كناشطة اجتماعية.