مقهى الفجيرة الثقافي يستعرض أهمية القراءة المستدامة
هناء السيد
ـ نظم المقهى الثقافي التابع لجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية أمسية حوارية بعنوان “القراءة المستدامة” في “أوبرا كافيه” بالفجيرة، بحضور نخبة من أدباء ومثقفي المنطقة.
وتناول ضيوف الأمسية أهمية القراءة كمصدر رئيسي للمعرفة، ودور دولة الإمارات في ترسيخ القراءة كعادة مجتمعية دائمة وسلوكاً يومياً في حياة الكبار والصغار.
وأكد خالد الظنحاني رئيس الجمعية على أهمية القراءة في حياتنا اليومية والتي باتت مصدراً رئيسياً في بناء الثقافة ونشر الوعي بين فئات المجتمع، مشيراً إلى ضرورة إبراز دور مؤسسات المجتمع في ارتياد المكتبات لترسيخ ثقافة القراءة كأسلوب حياة.
وأضاف الظنحاني: إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أكد على أهمية القراءة في إرساء أسس التنمية الحضارية والارتقاء بالأمم والشعوب على اعتبار أن القراءة باتت تشكل جسر الوصول إلى المعرفة.
وافتتحت الكاتبة سلمى الحفيتي مديرة المقهى الثقافي الجلسة بمجموعة من التساؤلات حول أهمية القراءة كان أبرزها: ما الذي يدفعنا للقراءة؟ وماذا يعني أن تقرأ كتاباَ جديداً؟ لتجيب الحفيتي في الوقت نفسه قائلة: معناه أن تقرأ فيه كل الكتب المختبئة خلفه.. تلك الكتب التي انصهرت في عقل الكاتب ووجدانه ثم قدم شهده المذاب على شكل سطور.
واختتمت الحفيتي بقول الأديب الأرجنتيني ألبرتو مانغويل: “كل قارئ يوجد كي يضمن لكتاب معين قدراً متواضعاً من الخلود، والقراءة بهذا المفهوم هي طقس انبعاث”
بدوره تحدث ضيف الأمسية الكاتب محمد الحبسي مستعرضاً تجربته الأدبية في الكتابة وأبرز المحطات التي صقلت موهبته في الكتابة. كما تحدث عن أسباب عزوف الشباب عن القراءة التي حددها بحسب اختلاف الأجيال ودور الأسر في تشجيع أبنائها على القراءة، مشيراً إلى أن الجيل الحالي أكثر إدراكاً لأهمية القراءة مقارنة مع السابق بحكم التحصيل العلمي الحالي للأبوين.
وأوضح الحبسي: “إن المبادرات التي تطلقها دولة الإمارات كانت مهمة في التشجيع على القراءة والتي بدأت منذ عام 1981 عندما أمر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آلى نهيان، طيب الله ثراه، بتنظيم معرض أبوظبي للكتاب على نفقته الخاصة، تلاها في عام 1982 إعلان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة عن تنظيم معرض الشارقة للكتاب، ثم مبادرة “تحدي القراءة العربي” وهو أكبر مشروع عربي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي”.
وأشار الحبسي إلى أن إصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أول قانون من نوعه للقراءة، وضع أطراً تشريعية وبرامج تنفيذية ومسؤوليات حكومية، لترسيخ قيمة القراءة في دولة الإمارات بشكل مستدام.
وختم الحبسي باستعراض روايته “كوخ الشيطان” التي تدور أحداثها ضمن بيئة جبلية وتقدم وجهاً آخر للحب، تتقاطع فيه سيرة الوفاء مع الأقدار الفائقة بأحزانها ومراراتها في سياقات غرائبية وأسطورية تحبس الأنفاس، وتستحوذ على المشاعر من بداية الحكاية حتى نهايتها.
ومن جهتها، شاركت الكاتبة عفراء الشحي في الأمسية مستعرضاً تجربتها في الكتابة الإبداعية، وأن البيئة المحيطة بها كانت الملهم لدعم كتاباتها الأدبية، حيث أصدرت أول كتاب لها بعنوان “نصفي الآخر” الذي يسلط الضوء على التحديات التي تواجه المرأة والتي تحول دون تمكنها من تحقيق أهدافها.
وفي ختام الأمسية كرم رئيس الجمعية خالد الظنحاني المشاركين بشهادات تقدير.