تلوين البيض .. تناول وجبة الفسيخ .. والخروج إلى الحدائق و المصايف ..هكذا يحتفل المصريون ب” عيد شم النسيم”

كتبت-د.هويداالشريف

كانت وما زالت مصر دائما تختلف عن الآخرين في السعي وراء البهجة و الإستمتاع بالحياة و الظروف مهما مرت بأزمات و معوقات
و لعل ابرز ما يثبت ذلك عاداتهم في الإحتفال بعيد شم النسيم
الذي يذكر المؤرخون أنه العيد التقليدى الأقدم والأعظم لكل المصريين، فكان المصريين القدماء يرون أن مجىء عيد شم النسيم يعنى مجىء الربيع وانبعاث الكائنات .
ذلك العيد الذي ترجع بداية الإحتفال به إلى ما يقرب من خمسة آلاف عام
كان قدماء المصريين يحتفلون بذلك اليوم احتفالا رسميا كبيرا
وأطلق الفراعنة على ذلك العيد اسم (عيد شموش) أى بعث الحياة، حرِّف الاسم على مر الزمن، ليتحول إلى اسم (شم) ، وأضيفت إليه كلمة النسيم نسبة إلى نسمة الربيع التى تعلن وصوله
فهو عيد شعبي تشترك فيه جميع طبقات الشعب فيخرجون في جماعات إلى الحدائق والمتنزهات؛ ليكونوا في استقبال الشمس عند شروقها، حاملين طعامهم وشرابهم، ليقضوا اليوم في الاحتفال بداية من شروق الشمس حتى غروبها، فتتزين الفتيات بعقود الياسمين ويحمل الأطفال سعف النخيل المزين بالألوان والزهور، ويستمتع الاطفال بالسباحة فى البحر وحمامات السباحة بالنوادى والقرى السياحية واللعب على الرمال
ثم يتوج اليوم بحفلات الرقص على أنغام الناي والمزمار والقيثار، لتصاحبها الأغاني والأناشيد الخاصة بعيد الربيع
تحفل مائدة عيد الربيع بالأطعمة المحببة للمصريين فى ذلك اليوم
و أشهر هذه الاطعمة الفسيخ او السمك المملح الذي اعتبره قدماء المصريين رمز الخصوبة وكانوا يصاحبون المتوفى فى مقبرته بالسمك الفسيخ لانه يتحمل التخزين اعتقادا منهم انه اذا عاد للعالم الاخر يجد ما ياكله
اما“البيض الملون، اعتبره قدماء المصريين ” رمزا لخلق الحياة” فكانوا ينقشون عليه دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد لتتطور هذه النقوش فيما بعد لتصبح لونًا من الزخرفة الجميلة والتلوين البديع للبيض
لا يمكن أيضا ان نغفل عن البصل و الخس .. تلك الثمار التي حرص المصريين القدماء على تناولها دائما في هذه المناسبة ..
قد تتعاقب السنوات و تندثر بعض العادات و يبقى الإحتفال بعيد شم النسيم ظاهرة محتفظة بطقوسها و بهجتها
وأنتم كيف ستحتفلون هذا العام ؟!