النظم السياسيه – بين التأييد والمعارضه
بقلم: د. فاطمه الكومى
الرئيس -أى رئيس – عندما يطرح نفسه للمنصب يحتاج إلى دعم مايسمى بالظهير الإنتخابى . وهذا جمهور من الشعب يؤمن بكافئته الفنيه فى إدارة الدوله وبقدرته على تحقيق طموحه فى مستوى معيشى أرقى . يظل هذا الظهير الإنتخابى يدعم الرئيس حتى يوم فوزه وتوليه السلطه .. بعد السلطه هو لايحتاج دعم من احد فلديه السلطه والقوه بمعنى حقه فى اتخاذ القرارالدستورى .
.. من هذا اليوم يجب ان يتحول هذا الجمهور الداعم إلى قوه ضاغطه على الرئيس ليدفعه إلى تحقيق الطموحات التى كانت أمانى قبل توليه السلطه . ينتقد احيانا ويقدم المساعده فى شكل حلول للقضايا أحيانا ويشير إلى مناطق الضعف الإدارى ويبدى وجهة نظره فى السلوكيات الفنيه الرئاسيه والحكوميه . ويفعل ذلك على قاعدة أنه من الداعمين لوجوده كرئيس …وليس من بين اهداف هذا الجمهور العمل على تغيير الرئيس قبل انتهاء مدة رئاسته الدستوريه .
.. المعارضه هى جمهور مختلف عن جمهور الظهير الإنتخابى . هى جمهور لم يقتنع فى الأصل بقدرات الرئيس وانتخب غيره أو امتنع .. وهذا الجمهور موقفه مشروع جدا ولكن لأنه غير داعم فى الأصل يكون انتقاده حاد لكل القرارات إن لم تصل بالامور للحد الأقصى من المنفعه . ومن بين اهدافها تغيير شخص الرئيس ليحل محله من كانوا يظاهرونهم فى الانتخابات ويسعون لحدوث هذا حتى قبل انتهاء الولايه الدستوريه .
(ومن المفترض أن يكون نهجهم فى المعارضه دستورى بعيد عن أساليب المكائد والدسائس وإثارة الفتن .)
… انا والكثيرين جدا كنا الظهير الإنتخابى للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى . انتخبناه ولن ننكس عهدنا معه فى دعمه حتى انتهاء مدته الدستوريه .. لكن تحولنا حسب اصول علم النظم السياسيه الى ظهير ضاغط يطالبه دائما بتحسين الآداء الرئاسي والحكومى .
.لسنا معارضه بالمفهوم الاكاديمى ولن نكون الجمهور الذى ظل جالسا فى الملعب يصفق بعد انتهاء المباراه وخروج الاعبين لمنازلهم ..