المشاط ضروره العمل على “تنمية رأس المال البشرى في قطاع السياحة
هناء السيد
أكدت ا لدكتور ه رانيا المشاط –وزيرة السياحة على ضروره تنميه رأس المال البشرى فى قطاع السياحه
جاء ذلك خلال عقد “الإجتماع الرابع والأربعين للجنة الشرق الأوسط التابعة لمنظمة السياحة العالمية” بمدينة السلام شرم الشيخ والذى يعقد على مدار يومين متتاليين وأوضحت أن اليوم الاول الهدف منه تعميق اواصر التعاون بين الدول اعضاء لجنة الشرق الاوسط و شمال افريقيا و تعزيز السياحة البينية ومناقشة العديد من الرؤى التنموية و التطلع الى افاق جديدة من شأنها ان تساهم فى تطويرقطاع السياحةليس فقط فى جمهورية مصر العربية و لكن فى ارجاء منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا
.
اما اليوم الثانى من هذا الإجتماع والذى تدور فعالياته حول “تنمية رأس المال البشرى في قطاع السياحة: آفاق جديدة”، والذى يعد موضوع غاية في الأهمية لاسيما وأنه يسلط الضوء على أحد المحاور الرئيسية التى يعتمد عليها قطاع السياحة ألا وهو “العنصر البشرى” الذى تبنى عليه آمال التنمية المستدامة في صناعة السياحة، كذلك فإن ما يساهم في تعظيم الإستفادة من هذا المؤتمر هو ضمه لنخبة هائلة من صانعى السياسات دوليا و محليا رفيعى المستوى وقادة صناعة السياحة والأكاديميين البارزين الذين بامكانهم وضع أفضل الممارسات والاستراتيجيات التنموية وعرض الحلول المبتكرة لمعالجة القضايا الرئيسية المتعلقة بصناعة السياحة مثل خلق وظائف جيدة وتحفيز توظيف الشباب وآليات أداء سوق العمل السياحى في ظل التنافسية ودور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في دعم تنمية السياحة المستدامة، وكذا تمكين دور المرأة من المشاركة في المهن ذات الصلة بقطاع السياحة، ، وتوفير الفرص الملائمة، و ذلك بما يتسق مع الاهداف التنمويةلمنظمة الامم المتحدة ومحاورها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ودورها في نهضة شعوب المنطقة وتحسين أوضاعها في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، وهذا بلا أدنى شك يدعونا إلى ضرورة إيضاح وتفعيل كافة المتطلبات اللازمة لنواكب كافة المتغيرات الطارئة، وأن نضع نصب أعيينا العمل على تعظيم الإستفادة من القطاع السياحى ونساند بعضنا البعض كي تشهد مقاصدنا السياحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التنمية المستدامة المنشودة والإرتقاء بكافة المجالات والأنشطة الإنتاجية والخدمية ذات الصلة بقطاع السياحة، والعمل على تأكيد جودة الخدمات السياحية المقدمة للسائحين في جميع مقاصدنا السياحية.
جدير بالذكر أن صناعة السياحة تشهد حالياً ثمة عوامل كثيرة تشترك في تشكيل ملامحها ونهضتها وانتعاشها اقليمياً ودولياً ومن أبرز هذه العوامل “الاستثمار في رأس المال البشرى” وتهيئة الموارد البشرية المدربة وإدارتها بأفضل السبل التعليمية لتمهيد الطريق للتحول الأكبر نحو صناعة سياحية حقيقية لها مواردها وسياساتها وخططها،
وإن مفهوم تنمية رأس المال البشرى لا يعنى فقط الاستثمار في الموارد البشرية بشكل يدر لصناعة السياحة دخلاً متنامياً يشكل رافداً قوياً للاقتصاد الوطني، وإنما أيضاً هو العمل على خلق طاقات مبدعة وقدرات خلاقة ومهارات اتصال فعالة تمد صناعة السياحة بأفكار ومبادرات أقل ما ينتظر منها أن تكون قادرة على أن تحيل صناعة السياحة إلى مصدر رئيسي من مصادر التنمية المستدامة، ومن هذا المفهوم الشامل فإنه يجب أن نضع نصب أعيننا ضرورة إرساء قواعد بنية تحتية بشرية مؤهلة للنهوض بطموحات منظومة العمل السياحي وكذا تفعيل آليات مناهج التطوير المستدام في قطاع السياحة بحيث تفتح أبواب واسعة للمبادرات المتميزة لتغذية صناعة السياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مما يستلزم ضخ مزيد من الاستثمارات التنموية التى توفر للقطاع أكثر من ميزة تشغيلية تترك أثراً أكبر فى أداء هذا القطاع فى الحاضر والمستقبل، وكذا توفير برامج وطنية متخصصة ومترابطة تعمل على تقييم وتقويم الوضع الراهن للعنصر البشرى العامل فى المجال السياحى من خلال إجراء مسح شامل للقوى العاملة وتقدير الاحتياجات المستقبلية كالتوسع فى إقامة المؤسسات التعليمية والتدريبية السياحية ومراجعة أنظمة التأهيل واعتماد المهن السياحية وأنظمة وأساليب المراقبة والتقويم وتحديد القضايا الرئيسية فى التوظيف.
هذا وإدراكاً لمدى أهمية الدور الحيوى الذى يلعبه العنصر البشرى فى دعم كافة القطاعات التنموية، فإن رؤية القيادة السياسية لجمهورية مصر العربية قد أخذت على عاتقها فى إطار مساعيها المبذولة نحو الإصلاح الإقتصادى الشامل أن تطبق المفاهيم الحديثة والصحيحة لتنمية العنصر البشرى والعمل على تحسين سوق العملً تماشيا مع محاور استراتيجية 2030.
ويتفق ذلك التوجه تماماً مع الرؤية الاستراتيجية لوزارة السياحة المصرية نحو إنجاز التنمية المستدامة للسياحة المصرية والتى ترتكز بشكل كبير على تحسين وتطوير الثروة العاملة فى قطاع السياحة وزيادة جودة الخدمات والمنتجات السياحية التى تنعكس على انطباعات ورضاء السائحين وتعزيز قرار تكرار زيارتهم للمقصد السياحى المصرى ، ويدعم ذلك أيضاً الجهود الحالية التى تبذلها وزارة السياحة المصرية تحت مظلة الإصلاح الهيكلى والمؤسسى من أجل العمل على تحسين القدرة التنافسية للقطاع السياحى المصرى والنهوض به.
وفى ختام كلمتى هذه، أود أن أؤكد على ضرورة تفعيل مشاركة المجتمع كعنصر أساسى مع جميع المؤسسات والهيئات السياحية العامة والخاصة وكذا الأوساط الأكاديمية من أجل تحقيق الأهداف التنموية المرجوة فى قطاع السياحة من خلال تنمية رأس المال البشرى واستقطاب وتبنى كافة الكوادر البشرية وتأهيلها بما يتسق وأهداف التنمية المنشودة فى كافة المجالات والأنشطة ذات الصلة بقطاع السياحة.