أول حكم مسلمة.. هكذا كانت رحلة الصومالية جواهر مع عشق كرة القدم
كتب:شعبان قنديل الفضالي
•”كل ما هو مطلوب أن تكون شخصًا جيدًا ومتواضعًا، وتفعل ما يجعلك سعيدًا، وأعتقد أنني أفعل كل ذلك، ولكن عندما يبدأ الناس في مزج الثقافة مع الدين، يكون هذا الأمر مربكًا، لأن بعض الثقافات صارمة جدًا، ويعكس بعضهم ذلك على الدين”، هكذا قالت أول امرأة مسلمة تؤدي دور حكم في مباراة كرة قدم في بريطانيا، والتي نشأت على أنقاض شوارع مقديشو التي مزقتها الحرب.قبل عقدين من اليوم، لم تكن جواهر روبل، البالغة من العمر 24 عامًا، والمعروفة باسم “جيه جيه”، سوى طفلة صغيرة تهرب من ويلات الحروب في مقديشو إلى بريطانيا بحثًا هي وعائلتها عن حياة مختلفة، وها هي اليوم أول حكم مسلمة تبدأ موسمها الكروي الثاني كمسجلة رسميًا في اتحاد كرة القدم.لم تنسى روبل، عندما وصلت بريطانيا مع عائلتها وهي طفلة، عشقها لكرة القدم رغم دراستها تقنية المعلومات بالجامعة، لتفاجئ الجميع بقرارها أن تصبح حكم كرة محترفًا، وجاءتها الفكرة بعد أن كان قد طلب منها أن تحكم في دوري البنات المحلي في شمال غربي لندن، عندما كانت مراهقة.وقالت جيه جيه التي يبلغ طولها 5 أقدام و4 بوصات، في حديث سابق لها إن حضورها في أرض الملعب قوبل في البداية “بالضحك” من قبل بعض اللاعبين، واستغرق الأمر منها بعض الوقت لتحظى بالاحترام على دورها.وتابعت “أن خطواتها على أرض الملعب تمنحها شعورًا بـ”السعادة الصافية”، وأنها مصممة على أن تُري الفتيات أنه بإمكانهن “القيام بكل ما يطمحن إليه”.وتحدثت عن أول مرة أدارت فيها إحدى المباريات، قائلة “عندما وصلت إلى المباراة، كان ممكنًا سماع بعض الأولاد يقهقهون فقط.. وهم يقولون.. لا تراجع.. إنها الحكم، وهم الآن تراجعوا عن سؤالها هل هي الحكم؟ لتبدأ أسئلة مختلفة، وشرحت أن اللاعبين قد تقبلوها الآن.وأضافت: “لا أشعر بأي حزن بسبب كوني أنثى.. كانت هناك مرة واحدة جاء فيها رجل وقال لي: أنا حقًا أحب الحكام الإناث، فهن جيدات، لم يقل لي أحد أن هذا ليس مكانك واذهبي إلى المطبخ.. لم أسمع بهذا ولا أريد سماعه، أعلم أن كرة القدم ليست من ثقافتي، ولكن أنا هنا لكي أكسر التقاليد، فالبنات يمكن لهن لعب الكرة وأن يفعلن ما شئن”.وشرحت اعتقادها بأنه يمكن أن تكون هناك امرأة مسلمة وحكم في الوقت نفسه، “وأن المرأة ودور الحكم غير متناقضين مع بعضهما البعض، من قال إن البنات لا يمكن أن يكن حكامًا وهن مسلمات؟”.فيما قال معلمها “ألان هيل”، إن لديها القدرة على الوصول إلى المستوى الأول، ولديها قدرة على التعلم.. فقد اكتسبت الشخصية ويمكن أن تواصل الطريق، حيث لديها الطموح وهي في أول السلم، لكن يمكن لها أن تفي بالتزامها وتحقق ما تريد فهي حكم جيد”.
وبعد سنوات من تذكرها الذهاب إلى المدرسة، والعودة إلى المنزل وهي خائفة.. ولعبها لكرة القدم في الشارع حتى غروب الشمس، وأول يوم وصلت فيه مطار هيثرو، وأنه كان من الصعب عليها وعلى والديها مغادرة البلد لكنها الظروف، ها هي اليوم تحلم بأنك تكون حكما في دوري أبطال أوروبا وتنعم بسعادة صافية بدخولها للملعب.