النجم المصري محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي يعيد إهتمام الإعلام الغربي بالمسلمين
كتب:شعبان قنديل الفضالي
• بلاشك لا يمكن لأي عاقل أن ينكر الدور الحيوي و المحوري الذي لعبه اللاعب المصري محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي في إعاده الإهتمام الإعلامي بالإسلام والمسلمين، وذلك بعد أن لفت الإنتباه في أكثر مرة بسجود الشكر بعد تسجيله الأهداف،او قراءه الفاتحه في بدايه المباريات كما أعاد بسبب شعبيته الواسعة تسليط الضوء على الجالية المسلمة في أوروبا والتي كانت في السابق ترتبط بالأحداث السيئة و المواقف السلبيه، وخاصة العمليات الإرهابية التي وقعت في أوروبا في السنوات الأخيرة.
و قد إنشغلت الصحف و قنوات التلفزيون و المحطات الإذاعية و المواقع الإلكترونيه منذ عده شهور، سواء في بريطانيا أو في دول أوروبية أخرى، بالحديث عن اللاعب محمد صلاح، فيما التفتت بعض التقارير إلى الحديث عن الإسلام والجالية المسلمة التي ينتمي إليها، وهو ما أعطى انطباعات إيجابية عن المسلمين ودفع الكثير من الأوروبيين إلى البحث عن الإسلام وتفاصيله، كونه الدين الذي يعتنقه اللاعب المحبوب بالنسبة لهم.ويعتبر محمد صلاح المولود عام 1992 أحد أشهر اللاعبين في أوروبا حالياً، وهو مصري يلعب مع نادي ليفربول الإنكليزي حالياً، إضافة إلى منتخب مصر لكرة القدم. وحصد صلاح العديد من الجوائز أبرزها جائزة أفضل لاعب في إنكلترا للعام 2018 وجائزة الاتحاد الافريقي لأفضل لاعب في افريقيا لعام 2017 وجائزة أفضل لاعب افريقي بواسطة «بي بي سي» لعام 2017 وأفضل لاعب في الدوري الإنكليزي لعام 2018 بالإضافة للعديد من الجوائز الفردية الأخرى والعديد من الأرقام القياسية. ونشرت جريدة «ميرور» البريطانية في أحدث تغطياتها عن اللاعب محمد صلاح تقريراً قالت فيه إنه «تسبب في ارتفاع كبير في أعداد الزوار الذين يقصدون المساجد في مدينة ليفربول، إضافة إلى زيادة أعداد المسلمين الذين يذهبون إلى مساجد المدينة لأداء الصلاة». وأضافت إن «صلاح نجح في تحسين صورة الإسلام في بريطانيا بأكملها». ونقلت عن الشيخ عبد الحميد، وهو أحد أعضاء مجلس الإدارة في واحد من أكبر مساجد مدينة ليفربول، قوله: «أعداد متزايدة من الشباب ممن هم في مقتبل العمر يزورون المساجد ويحضرون صلوات الجمعة فقط من أجل التعرف على حقيقة الدين الذي يعتنقه محمد صلاح». كما نقلت عن مسؤول أحد المساجد في ليفربول واسمه غالب خان قوله إن «محمد صلاح نجح في جمع الأطفال سوياً من كافة الأديان والمجموعات والأعراق، ونحن جميعاً فخورون به»و قد نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية هي الأخرى تقريراً موسعاً عن اللاعبين المسلمين في الدوري الانكليزي، وعلى رأسهم المصري محمد صلاح الذي أطلقت عليه لقب «الملك» لتصل إلى خلاصة مفادها أن هؤلاء المسلمين غيروا الرياضة في انكلترا بشكل كامل.
وقالت إن حب المشجعين للملك المصري محمد صلاح يظهر مدى تغيير الرياضة في إنكلترا، بعد فترة طويلة من العصبية والعنصرية ضد اللون والعرق والدين. وأضافت أنه لم يعد الإسلام يُمثل هاجسا بين مشجعي الرياضة في إنكلترا، العنصرية كانت في أوجها في فترة السبعينيات والثمانينيات ضد العرق الأسود، ولكن تغير هذا الأمر بشكل كبير، والوقت الحاضر يشهد ميل الأغلبية إلى تشويه الدين الإسلامي واتهام الإسلاميين بكل جريمة تحدث في العالم، ولكن يمكن القول إن محمد صلاح هو النموذج للإسلام الصحيح، فهو يصلي مع زملائه في الفريق ساديو ماني وإيمري تشان، ويسجد غالباً كلما سجل هدفاً.وأضافت أن هناك لاعبين مسلمين أيضا في أندية أخرى مثل بول بوجبا مع مانشستر يونايتد وهو معروف عنه تبرعه بجزء كبير من راتبه من أجل الجمعيات الخيرية، ولاعب ليستر سيتي رياض محرز الذي ساهم في الفوز بالدوري عام 2016. وشددت الصحيفة على أن اللاعبين المسلمين في إنكلترا نجحوا في الظهور بمظهر أنيق ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي مثل الأشخاص الآخرين، كما أصبح من المعتاد أن نرى لاعبًا ينشر صورته وهو يقرأ القرآن أو يمارس الشعائر الدينية دون أن يتسبب ذلك في إثارة مشاعر النفور لدى الجماهير الإنكليزية.وفي فرنسا، وصفت صحيفة «لوموند» النجم المصري محمد صلاح بأنه «اللاعب الذي جعل جماهير ليفربول يحبون الإسلام ويغنون له». وأضافت أن محمد صلاح نجح في تحقيق شيء «غير وارد» بسبب أن نطاق إنجازاته يذهب إلى أبعد من المستطيل الأخضر. ففي الوقت الذي تعرضت المملكة المتحدة لثلاث هجمات مميتة من قبل جماعات تدعي الإسلام في عام 2017 جاء محمد صلاح ليجعل مشجعي الفريق يغنون ترانيم لتمجيد الدين الإسلامي بأصوات تهز المدرجات كلما سجل هدفا لفريقه.وجاءت كلمات الأغنية: «لو سجل المزيد، لكنت المسلم الجديد. لو جلس في المسجد، لكان في المسجد جلوسي». إلى ذلك بثت القناة التلفزيونية الرابعة في بريطانيا «Channel4» وهي واحدة من أوسع المحطات التلفزيونية انتشاراً في المملكة المتحدة، فيلماً وثائقياً عن اللاعب المصري محمد صلاح قبل أيام، وقالت فيه إن له تأثير كبير وواسع لا يتوقف على الملعب والدوري الانكليزي وإنما يمتد إلى خارج أسوار الملاعب والمسطحات الخضراء.
يشار إلى أن العديد من وسائل الإعلام في بريطانيا وأوروبا كانت سابقاً نشرت تقارير تتضمن لوماً للمسلمين بسبب العمليات الإرهابية التي ضربت أماكن مختلفة من أوروبا في السنوات الأخيرة.