أخبار الرياضة

أزمير بيجوفيتش حارس مرمي منتخب البوسنه و الهرسك يتطلع إلى مواصلة اللعب حتى سن الـ40 و يقول الرضا بقضاء الله مفتاح السعادة

كتب:شعبان قنديل الفضالي
– ليس من السهل على الإطلاق أن تكون بوسنياً مسلماً، وأزمير بيجوفيتش (31 عاماً) حارس منتخب البوسنة والهرسك ونادي بورنموث الإنجليزي حالياً مثال حي على هذه الحقيقة، فهو لم يرَ مسقط رأسه قرية «تريبينجي»، إلا في العام 2008 بعد أن بلغ 21 عاماً من العمر، حيث إنه اضطر لمغادرة مكان مولده وهو في سن الرابعة برفقة عائلته هرباً من الحرب الأهلية التي اندلعت في «يوغسلافيا» السابقة ونجم عنها تقسيم البلاد إلى دول عدة.
– ويعلق «أزمير» على زيارته الأولى لمسقط رأسه ويستدعي الذكريات بقوله: «رأيت القرية التي نشأت فيها، وذهبت إلى مكان بيتنا القديم، ولكن في الحقيقة لم يعد له أي أثر بعد الدمار الذي طاله، وكان من الصعب جداً مشاهدة هذه الأطلال، لكن هذا الواقع جزء من حياتي وجزء من شخصيتي إلى اليوم».
– بيجوفيتش مثل أي مسلم يؤمن بالقدر في كل أسباب الحياة، والرضا بقضاء الله – كما يقول – مفتاح السعادة. ولذلك لم يحقد على مدربه «كونتي» في نادي تشيلسي الذي كان يلعب له أولاً، حيث فضل الاعتماد على «تيبو كورتوا» ليكون الحارس الأول، ويعلق بقوله: «اتصل بي مسؤولو نادي بورنموث قبل بضعة أسابيع من عيد ميلادي ال30 ووجدت فيه فرصة جيدة لإثبات جدارتي وختام مسيرتي»
– ورث «أزمير» أخلاقه الدمثة من والده «أمير»، الحارس السابق الذي لعب في دوري الدرجة الثانية في يوغسلافيا السابقة، ووالدته «آينيجيه» رغم صعوبات العيش في «هيليبرون» الألمانية، حيث انتقلت العائلة للعيش هناك، وعمل الوالد في بناء البيوت وعملت الأم التي كانت على وشك الحصول على بكالوريوس القانون، في معمل لصنع أكياس البلاستيك، ويعلق «أزمير» على تلك الفترة بقوله: «والدي ظل يلعب الكرة بعد العمل، وكنت أرافقه أينما يذهب، مثل التميمة، كل العشيرة كانت تقيم في مربع لا يتجاوز 20 كيلومتراً، كنا نعيش حياة هادئة ثم انتقلنا للعيش في كندا وتوجب على والدتي العمل ب3 وظائف ثم العودة لدراسة التمريض في المنزل، ووالدي اضطر كذلك للعمل في أكثر من مهنة».
– مثل «أزمير» منتخب كندا دون ال17 عاماً ودون ال20 عاماً، لكنه اختير لتمثيل البوسنة في المنتخب الأول عام 2009 وكانت هذه نقلة مهمة في حياته.
– يدرك «أزمير» حجم التحديات التي تمر بها بلاده ويقول: «كي نصبح أفضل علينا التعلم من أخطائنا»، وعن أمنيته قال: «أتمنى بناء أكاديميات رياضية للأطفال الذين يعانون سوء الأحوال المعيشية، ويتحملون ذنب النشأة في أجواء الفساد السياسي».
– يتطلع «أزمير»، الكابتن الثاني في المنتخب، إلى اللعب حتى سن ال40، وهو يدرس حالياً ويخوض دورات متخصصة للحصول على رخصة التدريب، ويقول: اللعب في الدوري الممتاز بعد كل المعاناة التي عشتها في ال30 عاماً الماضية شيء مميز يدفعني للشعور بالامتنان لله، فلو لم أمرُّ بكل ما مررت به ما استشعرت جمال حياتي حالياً.
تزوج «أزمير» بالأمريكية «نيكول هاورد» في 2011 ولديهما ابنتان: «تيلور وبلير روز»، وهو يتقن 3 لغات: الفرنسية والإنجليزية والألمانية، وأسس في أكتوبر 2013 جمعية خيرية تقوم بكل ما يحمل معاني البر والرحمة، وأطلق عليها اسم «أزمير بيجوفيتش فاونديشن»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *