رسائل كوبر للجماهير المصرية بعد وداع كأس العالم 2018.. الخروج من الدور الأول ضربة موجعة.. أفتقد خبرة المونديال.. حافظوا على هذا الجيل لأنه مستقبل مصر.. أرفض التجديد رغما عن الرأى العام.. ولم أتفاوض مع السعودية
وجه الأرجنتينى هيكتور كوبر، المدير الفنى للمنتخب الوطنى، عدداً من الرسائل للجماهير قبل مباراة السعودية غداً فى ختام عقده مع اتحاد الكرة، وقال إن اللاعبين يحاولون استعادة عافيتهم من جديد بعد الهزيمة أمام أوروجواى وروسيا فى الجولتين السابقتين بكأس العالم، موضحاً أن الفريق كانت لديه طموحات كبيرة جداً وكانت فترة الإعداد أكثر من ممتازة، وأن الخروج من الدور الأول كان بالنسبة لنا ضربة قوية وموجعة ونأمل أن يتحسن الفريق فى مباراته الأخيرة أمام السعودية غدا الاثنين، ولا يكون لدينا أعذار، مشيرا إلى أن التغيير وارد فى التشكيل طبقا لرؤيته الفنية للمباراة.
وأضاف كوبر، رداً على إمكانية مشاركة اللاعبين المحترفين فى الدورى السعودى، أنه سيختار أنسب 11 لاعباً يبدأ بهم المباراة وليس لديه سوى هدف واحد هو تحقيق الفوز، مؤكداً أنه لا يفكر فى أى نادٍ ويفكر فقط فى مباراة السعودية، واختيار التشكيل الأنسب والأفضل ولا يعتبر مشاركة بعض اللاعبين فى الدورى السعودى ميزة.
وبسؤاله عن وجود تعليمات أخرى غير الجوانب الفنية باعتبار أن المباراة على درجة كبيرة من الحساسية، قال المدير الفنى للفراعنة، إن المباراة بالنسبة للفريق المصرى مباراة كرة القدم، ولدينا التزام وانضباط واحترام، ونحاول تطبيق ذلك داخل الملعب، مشيرا إلى أن المباراة فى كأس العالم وأنتم تدركون أن المونديال هو أكبر مسابقة لكرة القدم، وأن الفريقين سيخوضان المباراة بشكل محترم ومنضبط، وسنحاول فرض أسلوبنا، ولا أعتقد أن أحدا من لاعبى مصر سيتجاوز بداعى الحساسية، ولن أتحدث إليهم فى هذا الأمر لأنها مباراة فى كرة القدم.
وتحدث المدير الفنى للمنتخب عن مدى تأثره نفسياً من النقد والانتقادات مع ازدياد رد الفعل فى مصر، مشيراً إلى أن النقد جزء من كرة القدم وأنه اعتاد النقد وتعرض للانتقادات فى كل مكان عمل به، وأنه طوال مشواره كمدرب مر بمراحل صعبة جداً وعقبات كبيرة ويعرف أن الجماهير كان لديها طموح وحماس وآمال عريضة، لذا هو متفهم لغضب المنتقدين، قائلا، نحن كمدربين وجهاز فنى ننظر للأمور بمنظور مختلف عندما يفوز فريقى لا أشعر أننى أفضل مدرب وعندما أخسر لا أشعر أننى أسوأ مدرب فى العالم لأننا ناخد الأمور بشكل متوازن وإيجابى ونتعامل مع الأمور بشكل أفضل وناخذ خطوة للأمام.
وأكد المدير الفنى للفراعنة أنه لا يعرف إن كانت مباراة السعودية هى آخر مباراة له مع المنتخب المصرى لأن مصيره فى مصر مجهول، وسيتحدد بناءً على عوامل كثيرة جدا. وردا على أن عقده كان يشترط المنافسة على كأس الأمم الأفريقية والتأهل لنهائيات كأس العالم وأنه نفذ شروط العقد بنسبة 100%، قال كوبر، “صحيح أننا حققنا الأهداف الموجودة فى العقد، وكنا نتمنى أن نفوز ببطولة أفريقيا ونصل لدور الـ16 فى كأس العالم، وهذه الآمال كانت أمنيات أن نحقق أكثر من شروط العقد لكن فى كرة القدم الأمنيات أحيانا لا تكفى ولا تتحقق، أحاول تحقيق كل شىء، أحاول اللعب بشكل جيد، أحاول إسعاد الناس، ونحن كأشخاص كلنا مختلفين كمسئولين كجماهير كل واحد له هدف معين ونحن كجهاز فنى لدينا أهداف معينة نحاول تطبيقها، والحقيقة أن الجميع احترمونى ولابد أن أعترف بأنه فى مصر استقبلونى أفضل استقبال ربما كان هناك أناس لا يرضون عن كوبر وآخرون كانوا مقتنعين وسعداء بالطريقة التى نلعب بها وبالمكاسب التى حققناها، وهناك من كان يفضل طريقة أخرى لتحقيق الأهداف، وهذا طبيعى فى كرة القدم لا يمكن أن يتفق الجميع على نفس الطريقة والفكر.
واكد هيكتور كوبر رداً على سؤال بأن الرأى العام فى الفترة الحالية ليس سعيداًَ، وهل سيكون لذلك تأثير على قرار الاستمرار من عدمه، بأن الشعب المصرى والمسئولين لو اختلفوا مع طريقته وكانت رغبتهم رحيله سيكون الموضوع منتهى بالنسبة له، حتى لو كان واثقاً من تحقيق الأهداف المطلوبة، وكمثال فى ريال مدريد هناك مدرب كسب الدورى واستغنوا عنه.
ودافع كوبر عن لاعبيه نافياً أن يكون هناك بعض اللاعبين قد خذلوه فى هذه البطولة ولا يوجد لاعب خيب آماله، مشيرا إلى أن هناك بعض الفترات كان الفريق سيئاً بشكل جماعى، مؤكداً أن لديه مجموعة من اللاعبين المحترمين الممتازين الذين ضحوا وقدموا أفضل ما لديهم داخل الملعب، رغم أن النتيجة لم تكن على قدر الطموحات التى كنا ننتظرها وأنا لا اشكو لاعبا بالعكس أنا أشكرهم جميعاً.
ونفى كوبر ما يتردد عن اتفاقه لتدريب المنتخب السعودى، مطالباً من لديه تفاصيل لهذا الكلام بأن يحدثه ويكشفها له. وعن مستوى منتخب بلاده أكد الخواجة الأرجنتينى أن الأمر مفاجئ للجميع ويأمل أن يؤدى الفريق بشكل أفضل فى المرحلة الأخيرة بالمونديال لأنه يضم نجوما من العيار الثقيل لكنهم أحبطوا جماهيرهم.
واختتم هيكتور كوبر حديثه لوسائل الإعلام بأن معظم اللاعبين لم يصلوا للمستوى العالمى فى المنافسات التى شاركوا فيها طوال حياتهم، وهذه أول مرة بالنسبة لهم المشاركة فى الحدث الكروى الأهلم فى العالم، وأنه أيضا كمدرب ليس لديه خبرة كأس العالم، مؤكداً أن مصر لديها لاعبون ممتازون أعمارهم صغيرة ومنهم لأول مرة يجد المدرجات مليئة بالجماهير ولم يعتد على الضغط العصبى وعندما يكتسبون الخبرات سيكون لهم شان آخر ولابد من مساندة هؤلاء اللاعبين ومنحهم الدعم والثقة خلال الفتر المقبلة.