
باعة العريش الجائلون …الجميلون… فى الزمن الجميل
بقلم/عبد العزيز الغالى
قبل 67 كانت العريش مدينة هادئة ووادعة وكان من سماتها الجميلة بعضآ من باعتها الجائلون يسرحون ببضاعتهم وينادون عليها بجمل وكلمات مقفاة تحاكى مقاطع الأغنيات الخفيفة الصغيرة ظلت محفورة فى ذاكرتى وذاكرة أبناء جيلى .
فلقدكان هناك رجل فلسطينى من مهاجرى”48″ يجوب المدينة على أقدامة حاملآ بين زراعية قسطان(ومفردها قسط أو سطل ويستعمل لحمل الزيوت)بهما زيت زيتون وكان ينادى:(حى على الزيت..زيت الزيتون يازيت)وكان صوتة مميز وبة بحة واضحة.
وآخر يدعى العم”على العبد شاهين كان “يشترى ويبيع كل ماهو قديم(روبابكيا)ورصدة بعضآ من شبابن الأشقياء وا الظرفاء حيث كان ينادى ويقول:( حديدقديم للبيع…ألمونيا قديمة…نحاس قديم…جلد …جلود… جواعد… حمام… زغاليل…. بوم)ومن الطريف أنة لم يكن يطلق ندائة هكذا على عواهنة فكان أذا مرت بجانبة أمرأة صبية فيغير النداء الى(حمام) أما اذا كانت شابة صغيرة فيتحول النداء ألى(زغاليل)أماأذا كانت عجوز وكبيرة فى السن فيكون النداء المناسب لحالتهاأما(جلد…جلود)أو(بوم).
أما عائلة الشعراوى فكان نصيبها ثلاثة برعوا فى هذا المضمار وزاع صيتهم فكان أولهم أبراهيم أحمد عفيفى الشعراوى وكان يطلق علية(المنادى) أى الذى ينادى “يعلن”عن الأشياءفكان يجوب أحياء وشوارع مدينة العريش قائلآ :(يا أولاد الحلال يارادين الأمانات واللهفات) أو”أللفات”وهى جمع “لفة” وهى الصرة التى كانوا يصرون بداخلها اشيائهم الثمينة كالذهب وماشابهة.ثم يأخذ فى سرد مواصفات الضالة من أول ولد تايه لابس جلابية بيضا أو بيجامة كستور مخططة بأخضر أو جزلان”محفظةجلد غزال”وأنتهاءآ بمعزة سودا أو بيضا. ولم يكن قد أتم دورتة ألا ويجد أصحاب الضالة المرافقين لة ضالتهم فيفرحون باستعادتها وينفحونة ال(حلوان)!
والثانى أبن شقيقةعبداللة عفيفى الشعراوى والذى كان يمتهن ويبيع الحلويات فيصنع من الحلوى الشفافة من السكر “المكرمل”باللون الأحمر على هيئة نماذج محببة للأطفال فيستعمل التفاح ذو الحجم الصغير الأخضر والذى يفضلة عادة الأطفال الصغار لحذاقتة وطعمة أللاذغ فيغرز فى وسط التفاحة عود من الخشب ويغمسها فى السكر المذاب كراميل باللون الأحمر الزاهى والمحبب للأطفال كذلك يصنع من خلال قوالب و نماذج لطيور وحيوانات مختلفة مثل “بطة”أو”ديك”أو”دجاجة”فينادى على بضاعتة قائلآ:( الديك…بيناديك……. والبطة راحت المحطة….وهات التعريفة من خالتك عريفة…وهات البريزة من خالتك فريزة…)
أما شقيقة أحمد عفيفى الشعراوى كان يبيع فول وترمس فكان ينادى على بضاعتة: (أملح وزاكى يافول أزكى من اللوز ياترمس) وكان يستعمل آنية من الفخار فى تصنيع و حمل أطعمتة مما كان يعطيها مذاقآ جيدآ.
أما أبو أحمد أبن الصعيد الذى كان يعمل فى مهنة (فران)خباز فى فرن(محبز)أبو مصطفى العمصى شقيق حسين العمصى صاحب أشهرمحل مينى ماركت (التقوى )والذى كان بجوار مدرسة الجيل الجديد الأبتدائية ولآن مهنة الخبيز عادة تتداخل مع مهنة الحلوانى فكان يستغل وقت فراغة بعد أنتهاء ورديتة فى عمل نوعان من الحلوى المخبوزة ولما لم يكن المجتمع العرايشى قد أخذ بأسباب الحضارة الحديثة بعد وكان منعزلآ بعض الشيئ عن الوادى ولم يكن يعرف مصطلحات أومنطوقآ مثل(كاب-كيك)أوأل(بوريك)فكان أبو أحمد يخرج وعلى رأسة “صاجىن”مناديآ عليهم ومخترعآ أسمآ تجاريآ يشد الفضول والتطفل للشراء فكان ينادى قائلآ:(يلا…أللى بيلى….يلا على المنجئونا) .
علاوة على العزازى بائع الطحال الشهير والمحشو بالعز الدايم الفلفل الأحمر العرايشى الحريف وأللذع.
وأبو شيتة (أبوداوود)وبكرجةالنحاسى”دلة” الأصفر اللآمع وأسفل قاعدتة مكان لبضع جمرات ملتهبة ليحتفظ بالقهوة ساخنة دومآ عوضآ عن الترمس الحديث مارآ على السوق التجارى وأصحاب المحلات ليتقهووآ فيرتشفونها بفناجين “البيشة”بدون ماسكة وينفحونة تعريفة أو قرش صاغ كاملآ.
ولاننسى صاحب النداء الشهير “الله يباركلك..”أبو الشام بائع البسبوسه الجميله وبلح الشام والذى كان يقف على ناصيه محل والدى “هندى الغالى” بميدان الرفاعى حاليآ.
ولاننس الرائع صديق الأطفال الصغار”عم السحار”بائع “الجولاطه”البرد وهو يجوب شوارع المدينه على “كارته”التى يجرها “حماره الصغير”ومقارنه مضحكه بجسده الضخم والذى كان يشبهه الكوميديان الشهير”محمد رضا”.
وكانت محلات كامله محموله على “عربات الكارو”وعليها مائه صنف وصنف كعربه “عم عوض”وهو ينادى معاناكبيات الميه وكبيات الشاي معانا الحنه والمستكه والبخور معانا اترتكه والمرتكه.! ويجوب شوارع العريش بشكل منتظم هو وأخرين مؤدين الخدمه حتى منازلهم وهو المعروف الآن بأل”دليفرى”
والملاحى بياع القلى (هالقلى ياغسالات عالقلى)
وابو غازى السمكرى بتاع البوابير(اصلح بوابير الجاز)
وعم خميس بتاع الفخار ( بياع القلل والزير كولدير زمانه) ..ومحمد طلعت وهو ينادى بلكنته الشهيره”أهرام…أخبار….جمهوريه”وعم عبد الوارث الصعيدى بائع الحليب وهو ينادى”ياصباح اللبن…ياحليييييب”وعمك الجداوى بائع الملح… ومن منا لم يتمشى بشارع 23 يوليو ليجد على ناصيه بحرى عمك “الحمش”بعربته الصغيره وهو ينادى على أحلى لب بلدى مبخر مسلوق ومحمص ولاتنسوا الظريف”أحمد نمر عروج”وهو يضحك الكبار والصغار بحركاته واصواته المميزه وتقليده للهيئه العسكريه فى السير مع أحداث الأصوات المناسبه لها صباحآ….أما مساءآ وفى رمضان يتحول ألى درويش يمسك يطبلته وحوله الصبيه الصغار ليقوم بدور المسحراتى طيله الشهر الكريم لقاء مكافأه العيديه والتى غالبآ ماكانت تتكون من بضع حبات من الكعك والغريبه واقراص العجوه أو التوفى والفول السودانى او حسب ماتيسر.
يالها من أيام جميله من زمن جميل ليتها تعود.