أخبار الرياضة

اليوم في مباراه الدور قبل النهائي بمونديال روسيا 2018 : “كراوتيا الطامحه لكتابه تاريخ جديد ، تصطدم بتطلعات إنجلترا لاستعاده الماضي المجيد”

كتب:شعبان قنديل الفضالي
– يحتضن ملعب لوجنيكي بالعاصمه الروسيه موسكو اليوم و في تمام الساعه الثامنه مساءا بتوقيت القاهره المباراه الثانيه في الدور قبل النهائي و التي تجمع بين إنجلترا و نظيرتها كرواتيا من أجل حجز المقعد الثاني في نهائي كأس العالم روسيا 2018 بعد تحدد الطرف الأول عندما فازت فرنسا بصعوبه هب ف نظيف علي جارتها بلجيكا يوم أمس الثلاثاء .تمكن رفاق القائد لوكا مودريتش من مُعادلة إنجاز الجيل التاريخي للمنتخب الكرواتي في نُسخة فرنسا المُونديالية سنة 1998، إذ يملك الفريق الحالي لكرواتيا طُموحاً غير محدود لتحقيق إنجاز أفضل من ذلك حيث قدم المُنتخب الكرواتي في النُسخة الحالية مُباريات من مُستوى عالِِ، إذ أظهروا تنوعاً كبيراً في طريقة اللعب، وهُو ما يُؤكد وجود مرونة كبيرة من المُدرب زلاتكو في التعامل مع المُباريات من الناحية التكتيكية.ويُعتبر المنتخب الكرواتي رقماً صعباً في مُعادلة نصف النهائي، حيث يسعى رفاق القائد الملكي لوكا مودريتش خلف المجد الغابر.وسيَمر حُلم الكروات عبر محطة إنجلترا «الحالمة»، إذ ستكون قمة ملعب «لوجنيكي» بالعاصمة الروسية موسكو حارقة بكُل المقاييس، نظراً لانتظارات وتطلعات المُنتخبين.وسيَعمل المدرب الكرواتي زلاتكو على تجهيز فرسانه من الناحية البدنية، بعدما أنهى مُعظمهم مُباراة روسي،ا في ربع النهائي بمشاكل عضلية حادة.
علي الجانب الآخر ،إستعاد المنتخب الإنجليزي بريقه الغابر منذ زمن بعيد، وذلك بعدما نجح أبناء المدرب الشاب غاريث ساوثغيت في إيصال منتخب الأسود الثلاثة إلى المربع الذهبي بعد غياب وصل إلى ثمانية وعشرين سنة، منذ نسخة إيطاليا 1990.وتحدى المدرب غاريث ساوثغيت كل مُنتقديه قبل المُونديال، بعدما قام بوضع لائحته النهائية التي عرفت حضور العديد من الأسماء التي تستعد لأول ظهور في مُسابقة كُبرى بألوان المنتخب.وكسب المدرب الإنجليزي رهانه، بعدما أبعد مبدأ المُجاملات واعتمد على الأسماء التي تستحق الحضور وفق المردود المُقدم، ونجح في رهانه على العديد من الأسماء خاصة مدافع ليستر سيتي هاري ماغوير وحارس إيفرتون جوردان لي بيكفورد.وتَعود إنجلترا للواجهة بجيل شاب من اللاعبين يملك طُموحاً كبيراً للوصول إلى القمة، لكن ذلك يمر عبر بوابة المنتخب الكرواتي «المهاري»، وهو ما يُعطي لقمة موسكو بُعداً كبيراً من الانتظارات.ومن المُتوقع ألا يُغير ساوثغيت في تشكيلته شيئاً، إذ يعتمد الخُطة التكتيكية المعهودة (3-5-2)، بوضع الثنائي هاري كين ورحيم ستيرلينغ في الخط الأمامي، كما أن تغييراته لا تخرج عن هذه الأسماء: راشفورد، فاردي، دايير وديلف، وهو ما يُوضح جلياً معرفته الكبيرة للمجموعة التي يتوافر عليها.
ويبحث اليوم منتخب إنكلترا عن الفوز علي منافسه الكرواتي من أجل بلوغ تاريخي لنهائي كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه بعد 1966،و هي البطوله الوحيده المسجله بإسم إنجلترا في سجل أبطال العالم. و يتوقع ان تكون مواجهة كرواتيا، وهي الاولى بينهما في كأس العالم، أصعب مع ترسانة نجوم يتقدمها لاعب الوسط لوكا مودريتش.
كانت كرواتيا أحد 3 منتخبات حققت علامة كاملة في دور المجموعات، من بينها إنتصار ساحق على «أرجنتين ليونيل ميسي» بثلاثية نظيفة. لكن لاعبي المدرب زلاتكو داليتش إحتاجوا إلى ركلات ترجيح مرتين في دور الـ16 أمام الدنمارك وربع النهائي ضد روسيا، لبلوغ المربع الاخير للمرة الثانية منذ 1998 عندما حلوا في المركز الثالث في أول مشاركة لهم بعد تفكك يوغوسلافيا.ويقود المنتخب الكرواتي، المخضرم مودريتش (32 عاما) الذي سيعزز حظوظ نيله الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم بحال بلوغه النهائي، وذلك لتتويجه مع ريال مدريد الإسباني بلقب دوري ابطال اوروبا في مايو الماضي.و إلى مودريتش الذي نال جائزة افضل لاعب في المباراة لثلاث مرات، يتألق لاعب الوسط ايفان راكيتيتش مسدد الركلتين الحاسمتين ضد الدنمارك وروسيا، والحارس دانيال سوباسيتش الذي اصبح ثالث حارس في تاريخ «المونديال» يصد 4 ركلات ترجيحية في نسخة واحدة، بعد الالماني هارالد شوماخر في 1986 والارجنتيني سيرخيو غويكوتشيا في 1990.وخلافا لحالة الهدوء في المعسكر الانكليزي، عكّر الاجواء الكرواتية طرد المدافع الدولي السابق أونيين فوكويفيتش من البعثة وتغريمه من الاتحاد الدولي «الفيفا» لنشره شريط فيديو مؤيدا لاوكرانيا بعد تخطي روسيا بركلات الترجيح السبت.
وأفلت من عقوبة الايقاف المدافع دوماغوي فيدا الذي هز شباك روسيا وظهر في الفيديو مع فوكويفيتش، يقول: «المجد لاوكرانيا»، اذ اكتفى «الفيفا» الذي يحظر التصريحات السياسية في مسابقاته بتوجيه تحذير له.أما كرواتيا، فيأمل جيلها الحالي بالسير على خطى جيل 1998 الذي ضم العمالقة دافور شوكر وزفونيمير بوبان وروبرت بروسينتشكي، الذي تقدم على فرنسا المضيفة في نصف نهائي 1998 بهدف لنجمه رئيس الاتحاد المحلي حاليا شوكر قبل أن ينقذ صاحب الأرض مدافعه ليليان تورام بتسجيله هدفيه الوحيدين مع «الزرق» في 142 مباراة دولية. أما اليوم فيتطلع قائد المنتخب الإنكليزي هاري كاين إلى نصف نهائي كأس العالم أمام كرواتيا، مستوحيا الإلهام من جيل العام 1966 الذي قاد إنكلترا إلى لقبها الأول والوحيد على الصعيد العالمي. و يتصدر مهاجم توتنهام البالغ من العمر 24 عاما، ترتيب هدافي الـ «مونديال» الروسي مع 6 أهداف، ليضع نفسه بالتساوي مع مواطنه غاري لينيكر الذي توّج بالحذاء الذهبي لأفضل هداف في المكسيك 1986. وفي روسيا 2018، بلغت إنكلترا نصف النهائي للمرة الأولى منذ «مونديال» إيطاليا 1990 يوم خسرت أمام المانيا «الغربية» بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1. وسجل كاين 20 هدفا على الأقل في الدوري الإنكليزي خلال المواسم الأربعة الأخيرة، ولم يثبت موقعه بين الهدافين الكبار سوى في المرحلة التي تلت نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل.وبعد سلسلة من تجارب الإعارة، تمكن من فرض نفسه هدافا مع منتخب «الأسود الثلاثة»، بتسجيله في مباراته الدولية الاولى ضد ليتوانيا في مارس 2015 بعد مرور 79 ثانية على بداية المباراة و يتطمح هاري كاين في قياده منتخب بلاده للفوز علي كراوتيا و بالتالي التأهل لنهائي كأس العالم روسيا 2018 . و في المقابل نجد لوكا مودريتش القائد في تشكيلة منتخب بلاده.و تدين كرواتيا بتأهلها الى نصف النهائي، الى لاعب وسط ريال مدريد الاسباني البالغ 32 عاما والذي تألق في ربع النهائي ضد روسيا في سوتشي حيث اختير أفضل لاعب في المباراة، وهي جائزة نالها 3 مرات في المباريات الخمس التي خاضها المنتخب الكرواتي حتى الآن.سجل مودريتش هدفين في «المونديال» الروسي، بينهما تسديدة رائعة في مرمى الارجنتين في دور المجموعات، ومرتين في ركلات الترجيح ضد الدنمارك في ثمن النهائي و روسيا في ربع النهائي و تعتمد كرواتيا علي مودريتش لدوره المحوري في خط الوسط كصانع ألعاب و هداف أيضأ. و قد بدأ الإنكليز المشوار الناجح حتي الآن من بوابة المركز الثاني للمجموعة السابعة إثر فوزين على تونس 2-1 وبنما 6-1 وخسارة «مفتعلة» امام بلجيكا بهدف «الهروب» من مواجهة «الكبار» في الأدوار الإقصائية.تخطت كولومبيا بركلات الترجيح 4-3 بعد التعادل 1-1 في دور الـ 16 ثم السويد بهدفين في ربع النهائي، لذا يتبيّن بوضوح بأنها لم تختبر جدياً.وفي مقابل «الحلم الانكليزي»، ثمة عقبة كرواتية صلبة يقودها لوكا مودريتش ومجموعة من اللاعبين الموهوبين من أمثال إيفان راكيتيتش وماريو ماندزوكيتش.كرواتيا تعي بأن الفرصة الذهبية التي تلوح امامها اليوم، قد لا تتكرر قريباً رغم أنها تدخل «الموقعة» مرهقة.فبعد أن انهت الدور الاول في صدارة المجموعة الرابعة إثر فوزها على نيجيريا بهدفين، والأرجنتين بثلاثية، وايسلندا 2-1، عانت أمام الدنمارك في دور الـ 16 ولم تنجُ منها إلا بركلات الترجيح 3-2 بعد التعادل 1-1. وفي ربع النهائي، تكرر السيناريو امام روسيا المضيفة، اذ تعادلت معها 2-2 قبل ان تقصيها 4-3 بـ «الترجيحية» أيضا.مهمه إنكلترا للوصول إلي «النهائي الحلم»، يمر حتماً بكرواتيا التي أثبتت بأن حضورها في «مونديال» 2018 لن يكون من قَبيل مرور الكرام و بلاشك ستكون المواجهه صعبه و قويه و ممتعه و مثيره و قد يحسم هدف واحد او تكون ركلات الترجيح هي الفيصل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *