الجامعة العربية تحتفل باليوبيل الذهبي للجنة العربية لحقوق الانسان
هناء السيد
اكد الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط اهمية الاسراع باعداد الاستراتيجية العربية لحقوق الانسان معتبرا انها ستسهم في تعزيز تنفيذ الميثاق العربي لحقوق الانسان ووضع اسس جديدة للتنسيق والتحرك العربي على مستوى المجتمع الدولي للدفاع عن القضايا العربية العادلة .
جاء ذلك خلال كلمته التي القاها نيابة عنه مدير ادارة حقوق الانسان بالجامعة العربية منير الفاسي امام احتفالية الجامعة باليوبيل الذهبي للجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان .
واكد ابو الغيط اهمية تلك اللجنة كلجنة اقليمية تبحث في قضايا حقوق ابانسان بابعادها المختلفة وتشكل محطة هامة من محطات العمل العربي المشترك ، والتي ساهمت في تعزيز منظومة حقوق الانسان من خلال تبنيها لاتفاقيات ومواثيق وخطط عمل ولجان متخصصة فضلا عن مدها جسور التواصل مع المنظمات الحكومية شبه الاقليمية والاقليمية والدولية المعنية والمؤسسات الوطنية لحقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني العربية العاملة في مجال حقوق الانسان والمتمتعة بصفة مراقب لدى اللجنة .
ونوه ابو الغيط بدور اللجنة وجهودها في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لافتا الى ان انتهاكات حقوق الانسان لابناء الشعب الفلسطيني تصدرت جدول اعمال اجتماعات اللجنة منذ اول دورة لها في مارس 1969 حيث قامت برسم معالم التحرك العربي على المستويين الاقليمي والدولي للتخفيف من المعاناة اليومية لابناء الشعب الفلسطيني في سعيهم لتأمين حقوقهم الاساسية المشروعة وفضح الانتهاكات المتواصلة واللاانسانية لسلطات الاحتلال الاسرائيلية بحق المدنيين والنساء والاطفال والمعتقلين والاسرى والتي لم تسلم منها ايضا جثامين الشهداء .
وشدد ابو الغيط على اهمية دور اللجنة العربية لحقوق الانسان في تكريس حقوق الانسان في ظل التحديات الراهنة والمنعطف الصعب والخطير الذي تمر به الامة ، معربا عن تطلعه لتعزيز عمل اللجنة وتطوير ادائها بما يرتقي لمستوى تطلعات المواطنين .
من جانبه جدد الدكتور امجد شموط رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان دعوته الى الدول التي لم تصادق على الميثاق العربي لحقوق الانسان الى سرعة المصادقة عليه بصفته الية الحماية الوحيدة لحقوق الانسان في الجامعة العربية والعمل على تطوير نظامه ليضم آلية استقبال الشكاوى من الافراد والمنظمات ، اضافة الى انجاز المحكمة العربية لحقوق الانسان والتي تم اقرارها عام ٢٠١٥ .
ودعا شموط في كلمته امام الاحتفالية الدول العربية الى ضرورة التصديق على النظام الاساسي للمحكمة حتى تدخل حيز النفاذ ، مشيرا الى ان اللجنة بصدد اقرار الاستراتيجية العربية لحقوق الانسان والاعلان العربي لحماية المدافعين عن حقوق الانسان والدليل الاسترشادي لمناهضة التعذيب .
وقال ان الانجاز الابرز المتنثل في البند الدائم على جدول اعمال اللجنة هو التصدي لانتهاكات اسرائيل لحقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ، مؤكدا ان اسرائيل كيان غاصب ومحتل للاراضي العربية وعليها ضرورة الالتزام التام بكافة قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن الامم المتحدة واجهزتها المختلفة واهمية احترام مبادئ القانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الدولي الانساني ،مضيفا “وستظل اللجنة تحمل امانة المسئولية “.
وحذر شموط من خطورة “التسييس “قائلا انه يمثل التهديد الاوسع نطاقا على منظومة حقوق الانسان في المنطقة .
ودعا الى تطوير المنظومة العربية لحقوق الانسان لتفويف الفرصة على الاجندات الخاصة والتي قد تتعارض احيانا مع مبادئ القانون الدولي ، مؤكدا اهمية التعاون والعمل على المستوى الافقي والرأسي للتهوض في المنظومة العربية لحقوق الانسان تحت مظلة جامعة الدول العربية ، مشددا على اهمية تفعيل العمل بالانجازات الحقوقية المحرزة من خلال تعزيز اليات العمل وتنسيق الجهود بين جميع الاطراف العاملة في مجال حقوق الانسان واستحداث اجسام وهياكل جديدة لتطوير المنظومة العربية .
واقترح رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان استحداث منصب مساعد الامين العام لحقوق الانسان والتنمية ومجلس عربي لحقوق الانسان اضافة الى اصدار تقارير دورية عن حالة حقوق الانسان .
كما دعا الى الانفتاح اكثر على المنظمات الدولية المعنية ومؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة كشركاء وبيوت خبرة ومشورة.
من جهته اكد د. عبد السلام سيد احمد -المنسق الاقليمي للامم المتحدة لحقوق الانسان في الشرق الاوسط وشمال افريقيا اهميه انجازات اللجنه العربيه في مجال حقوق الانسان في المنطقه والعمل علي تعزيز التعاون الدولي مع جامعه الدول العربيه في كافه المجالات ومنها حقوق الانسان والتنميه وفض المنازاعات ومساعدة اللاجئين
واكد ان اطلاق الاستراتيجية العربية لحقوق الانسان من اهم الانجازات لتكون نقلة نوعية في مجال حقوق الانسان كاطار اقليمي لتفعيل حقوق الانسان في جميع المجالات
وشدد علي اهميه خلق شراكه حقيقيه للتعاون المستقبلي وتعزيز وحمايه حقوق الإنسان في المنطقه بما في ذلك حريه الراي ومعالجه اشكاليه حقوق الانسان في المنطقه العربيه
فيما اكد ابراهيم الشتي رئيس اللجنه العربيه لحقوق الإنسان الاسبق “سعودي” ان التحديات الراهنه التي تشهدها المنطقة العربيه من حروب ونزاعات تستدعي تضافر الجهود العربيه لحمايه حقوق الإنسان
وشدد علي اهمية الوقوف على الإنتهاكات التي تشهدها الشعوب العربية والتعلم من التجارب السابقه والاهتمام بمعالجة القصور الذي حدث خلال الفترات السابقه مؤكدا اننا بحاجه لتعزيز العمل العربي المشتركه لحمايه حقوق الإنسان.
ودعا جامعه الدول العربيه للتركيز علي ملف حقوق الانسان الذي شهد انتهاكات بسبب الحروب والصراعات الراهنه في المنطقه العربيه.محملا الدول العربية كافة والمؤسسات الحقوقية والمنظمات العربية والدوليه مسؤولية ما يحدث من انتهاكات في المنطقه.
فيما اكد محمد سليمان رئيس اللجنه العربيه لحقوق الانسان الاسبق -علي اهميه دور اللجنه العربيه لحقوق الانسان بالتعاون مع الجامعه في تحقيق الكثير من الانجازات وذلك ادراكا من الجامعه والدول العربيه علي اهميه التعاون المشترك لتعزير مفهوم حقوق الإنسان ودور المجتمعات المدنيه
واضاف ان حقوق الانسان ترتكز علي قيم العداله المذكوره في القرآن الكريم لذلك اهتمت اللجنه العربيه ببث قيم المواطنة والعدل ونبذ العنف لافتا ان القضيه الفلسطينيه من الملفات الثابته التي تبحثها اللجنه بشكل دوري للتصدي للانتهاكات الإسرائيلية المتكرره تجاه الشعب الفلسطيني .
وطالب الجامعه العربيه الي لعب دور اكبر لدعم حقوق الانسان نظرا لاهميه قضيه حقوق الانسان والتنميه والاهتمام بالقانون الدولي والالتزام به.
وتشهد الاحتفالية عقد ندوة تحت عنوان”اللجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان الإنجازات والآفاق المستقبلية وذلك تخليدا لمرور ٥٠ عاما على صدور قرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في سبتمبر ١٩٦٨ والقاضي بإنشاء اللجنة كأول لجنة إقليمية عربية تبحث في قضايا حقوق الانسان في الوطن العربي وكإحد الأجهزة الرئيسية العاملة في نطاق الجامعة وتحت إشراف مجلسها على المستوى الوزاري.
ومن المقرر ان يشارك في اعمال الندوة عدد من الخبراء العرب الذين ساهموا في عمل اللجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان خلال رئاستها او رئاسة وعضوية احدى فرق العمل المنبثقة عنها فضلا عن ممثلي المؤسسات الوطنية لحقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال حقوق الانسان والحاصلة على صفة مراقب لدى اللجنة الدائمة والجهات المعنية في الجامعة العربية والامم المتحدة.
وتأتي هذه الاحتفالية على هامش اجتماعات الدورة٤٤ للجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان-دورة اليوبيل الذهبي-والتي تستمر أعمالها على مدى يومين بالجامعة العربية .
ويتضمن جدول أعمالها بنودا دائمة أهمها التصدي للانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الانسان في الاراضي العربية المحتلة والاسرى والمعتقلون العرب في السجون الاسرائيلية وجثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب المحتجزة لدى سلطات الاحتلال الاسرائيلي في مقابر الأرقام فضلا عن مناقشة بنود مقترح ادراجها من قبل الدول الاعضاء ابرزها تطبيق القانون الدولي الإنساني”اتفاقيات جنيف الأربع” على مؤسسات دولة فلسطين والتدابير القسرية والانفرادية وآثارها السلبية على التمتع بحقوق الانسان في جمهورية السودان والمهاجرون والاتجار بالبشر وتطوير جهود التعاون الاقليمي ضده وخصوصا الاتجار بالنساء والأطفال.
كما تنظر اللجنة في اعتماد كل من مشروع الاستراتيجية العربية لحقوق الانسان ومشروع الإعلان العربي المتعلق بحقوق ومسؤولية الأفراد والجماعات وهيئات المجتمع في تعزيز وحماية حقوق الانسان والحريات الاساسية وشعار اليوم العربي لحقوق الانسان لعام٢٠١٩.