الأمين العام لجامعة الدول العربية فى حفل وضع حجر حجر أساس المقر الجديد لمعهد البحوث والدراسات العربية الالكسوا
هناء السيد
رحب الأمين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط ابالدكتور/ خالد عبد الغفار
وزير التعليم العالي والبحث العلمي
والدكتور/ سعود هلال الحربي
المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
وقال يسعدني أن أرحب بكم جميعاً في احتفالنا بوضع حجر أساس المقر الجديد لمعهد البحوث والدراسات العربية .. وأدعو الله أن يكون هذا المقر فاتحة عهدٍ جديد في التاريخ المُشرف لهذا الصرح العلمي الذي نفخر به جميعاً… ولا يفوتني في هذا المُقام أن أستذكر بكل التقدير والعرفان جهود أخينا الراحل الدكتور عبد الله محارب، المدير العام الأسبق للأليكسو، والذي تبنى مبادرة إنشاء مقر جديد للمعهد يليق به.. وغنيٌ عن البيان أن هذه المبادرة لم تكن لتُثمر أو تتحقق من دون جهود الدكتور سعود الحربي وسعيه المخلص من أجل الارتقاء بهذا المركز العلمي والاستفادة من إمكاناته وطاقاته.
لقد حرصتُ منذ أن توليت منصبي كأمين عام للجامعة العربية أن تكون زيارة معهد الدراسات في مقره بوسط القاهرة من أولى المهام التي أقوم بها.. ولاحظتُ على الفور أن الإمكانيات ليست على مستوى طموح الباحثين وقدراتهم .. جميعنا يعلم أن المؤسسات تقوم على الأفراد في المقام الأول.. ومعهد الدراسات العربية مؤسسة عريقةٌ، توالى على قيادتها رعيلٌ من القامات الفكرية والبحثية العالية.. في مُقدمتهم ساطع الحُصري وشفيق غربال والدكتور طه حسين وآخرون ممن تركوا علاماتٍ في الثقافة العربية المعاصرة.. لقد قامت هذه الأجيال بعملٍ جادٍ ومخلص من أجل ترسيخ وعي حقيقي وعلمي بالمشكلات والقضايا الرئيسية التي تؤرق دول العالم العربي، من الزوايا الاجتماعية والسياسية والثقافية على حدٍ سواء.
على أن البحث العلمي في زماننا هذا لا يقوم فقط على الجهود الفردية مهما توفر لها من أسباب العبقرية والتفوق، وإنما على توفير بيئة تُساعد على البحث العلمي، وتُمكن الباحثين من الإلمام بآخر المستجدات في مجالاتهم المختلفة، والاتصال بنظرائهم في الخارج ممن يعملون على نفس هذه المجالات.. وقد رأيتُ، لدى زيارتي لمقر معهد الدراسات العربية، أن هناك الكثير مما يُمكن عمله من أجل تمكين هذا المعهد العلمي الراقي من القيام بدوره، سواء في بحث القضايا العربية، أو في تربية أجيالٍ من الباحثين المُلمين بهذه القضايا عبر العالم العربي كله.
نحن اليوم في عصرٍ تتأسس إنجازاته على البحث العلمي في كافة المجالات.. وليس أمام أمةٍ تصبو للحاق بعصرها والبقاء في حلبة المنافسة إلا أن تقيم نهضتها على أساس راسخ من العلم والبحث… وما نحتاج إليه حقاً هو توفير البيئة السليمة والإمكانيات المطلوبة للباحثين والدارسين لكي يخرجوا لنا مُنتجاً جاداً، وعلى مستوى عالمي.. ويقيني أن العالم العربي ليس عاطلاً من الخبرات البشرية والمواهب الفذة، بل إن ما ينقصنا حقاً هو توفير المؤسسة العلمية والبيئة الجاذبة للباحثين الموهوبين.. إنني أدعو الله مخلصاً أن يصير هذا المعهد في مقره الجديد الذي يليق به وبمكانته وتاريخه… نقطة ضوءٍ تُعين المجتمعات والحكومات العربية على التعامل مع القضايا والتحديات المركبة التي تواجه بلادنا.. والتي لم يعد لدينا ترف تأجيلها أو التهرب منها.. بل يتعين علينا فهمها بالبحث والعلم.. ومواجهتها بالإرادة والعزم.