“كنت بذاكر 10 ساعات يوميًا، وأحافظ على الصلوات الخمسة، وشقيقتى الكبرى كانت تدفعنى للنجاح وساعدتنى فى حفظ 20 جزءًا من القرآن الكريم، ومرت بلحظات صعبة عندما كنت بتصل على سائق التو توك لكى يوصلنى لمكان الدرس فلم أجده، لكن ربنا رزقنى بأصدقاء أوفياء وأمًا كانت أعظم أم تحملنى على ظهرها لكى تساعدنى فى الذهاب إلى دروسى، وأكرمنى الله بحصولى على 97% فى الثانوية العامة علمى علوم، وسوف التحق بكلية الصيدلة”.
بهذه الكلمات روى علاء كمال السيد مصطفى، الحاصل على 97% فى الثانوية العامة بمدرسة الدكتور عزازى على عزازى بقرية إكياد البحرية، مركز فاقوس، بالشرقية، والمقيم بعزبة المشايخ، قصته لـ”اليوم السابع” قائلاً: كنت طفلا طبيعيا أسير على قدامى حتى سنة الخامسة، وبعدها بدأت أشعر بصعوبة فى الحركة، وتم عرضى من قبل أسرتى على أكثر من طبيب، وتبين إصابتى بضمور فى العضلات فى اليدين والقدمين، وحرصت أسرتى على إلحاقى بالدراسة، والحمد لله كنت طالبا ملتزما فى جميع المراحل الدراسية.
ويتابع “علاء”: كنت أذكر فى الثانوية العامة 10 ساعات يوميًا، وكان يساعدنى صديقى “إسلام” فى الذهاب إلى الدروس، وفى حالة انشغاله تقوم والدتى بحملى على ظهرها وتوصيلى إلى دروسى، واجتهدت فى المذاكرة مع حرصى على الصلاة فى أوقاتها، وبدأت فى حفظ القرآن الكريم، وأتممت حفظ 20 جزءا، بمساعدة شقيقتى الكبرى “مى”، ونجاحى نجاح لها لأنها شريكة فيه.
وأضاف “علاء”، أنه كان يتمنى أن يلتحق بكلية الطب، لكن ظروفه الصحية تحول دون ذلك، موضحا أنه سوف يلتحق بكلية الصيدلية بجامعة الزقازيق، متمنيا منحة من أى جامعة خاصة، أو مساعدته فى شراء سيارة معاقين، خاصة أن صديقه “إسلام” الذى كان يساعده فى الذهاب للدروس، سوف يلتحق بكلية الطب.
فيما تقول فاطمة سليمان يوسف، 41 سنة، ربة منزل، والدة “علاء”: متزوجة من نجل عمى ويعمل سائقا، ورزقنا الله بأربعة أبناء “مى” 22 سنة و”علاء” 18 سنة، و”محمد” 9 سنوات و”وسام” عامين ونصف، وقضاء الله أن “مى” وعلاء” يعانين من مرض عبارة عن ضمور فى عضلات اليدين والقدمين، منذ الصغر وعمرها 5 سنوات، فجأة أصيبا بعدم الحركة، وذهبنا بهما لعدد من الأطباء، فأكدوا أن زواج الأقارب وراء إصابتهما بهذا المرض، الذى أفقدهما القدرة على الحركة نهائيا.
وتضيف “فاطمة”: عرضنا “مى” و”علاء” على أكثر من طبيب، والجميع أكد إصابتهما بضمور فى العضلات، و”مى” لم تكمل دراستها واكتفت بالحصول على شهادة الصف السادس الابتدائى، وذلك بعد شعورها بالخجل من حملها إلى المدرسة ذهابا وإيابا، لعدم قدرتها على الحركة نهائيا، وبدأت فى حفظ القرآن الكريم وأتمت حفظه وعمرها 15 سنة، وبدأت فى تحفيظ أطفال العزبة القرآن، وكانت الحافز الأساسى لدعم شقيقها “علاء” إلى التفوق، وكانت تحفظه القرآن، وتريد تحقيق أحلامها فيه.
وتابعت والدة “علاء”، أنه يتقاضى من الدولة معاشا قدره 320 جنيها شهريا من الشئون الاجتماعية، وهذا مبلغ لا يكفى متطلبات “علاء”، خاصة أنه سوف يلتحق بكلية الصيدلة.
فيما تقول “مى”، 22 سنة الشقيقة الكبرى لـ”علاء”: سعادتى لا تقدر بنجاح شقيقى وتحقيقه التفوق بحصوله على 97% فى الثانوية العامة، ورغبته فى الالتحاق بكلية الصيدلية، فهو مجتهد وكان دائم المذاكرة والصلاة وحرص على حفظ القرآن الكريم.