قرات لك “الطب عند الفراعنة”: المصريون أول من عرفوا التشريح والعلاج بالسحر
الحضارة المصرية القديمة، هى أم الحضارات الإنسانية فى العالم، يرجع إليها الفضل فيما وصل له البشر فى العديد من العلوم، حتى أن الإغريق وغيرهم، اعتبروها مهد الحضارة وأرض العلوم، ومن بينها بالتأكيد الطب.
لكن كيف كانت بداية الطب عند الفراعنة، وكيف تطورت تلك المهنة العظيمة على يديهم؟ هذا ما حاول كتاب “الطب عند الفراعنة” للمؤلف كريستيانو داليو، وترجمة ابتسام محمد عبد المجيد، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، توضيحه من خلال تسلسل زمنى يتضح من خلال البرديات التى تم اكتشافها عن أطباء قدامى.
ويوضح المؤلف كتابه، إن أعظم شعراء الإغريق “هوميروس” قد أشاد فى رائعته “الأوديسة” (القرن الثامن قبل الميلاد)، بمقدرة المصريين، أكثر من الآخرين، فى معالجة كل نوع من المرض، وبعد ذلك زار المؤرخ الإغريقى هيرودوت مصر فى منتصف القرن الخامس قبل الميلاد ويسجل إعجابا شديدا بتنوع التخصصات الطبية.
وتطرق الكتاب للحديث عن علم التشريح، والذى يرى المؤلف إلى أنه لم يكن متعمق بشكل كبير فى أيام الفراعنة، وذلك لقلة الأمراض المتعلقة بالأعضاء البشرية نفسها، وكذلك عدم ممارسة عملية الترشيح على جثث كنوع من التبجيل والاحترام لها.
موضحا فى الوقت ذاته، أن عمليات التحنيط التى انتزع خلالها بعض الأعضاء تمت بانتزاعها مثل انتزاع المخ عن طريق الأنف، أما عظام جدران التجويف الأفقى فكان يتم استخراجها بواسطة خطاف مخصص لهذا الغرض، بعض هذه المعارف انتقل بلا شك إلى الأطباء، ولكن الوحيد الذى مارس عملية التشريح “إيروفيلو” فى الإسكندرية فى العصر البطلمى.
أما عن علم دراسة أسباب الأمراض، فيوضح الكتاب، فعلى سبيل المثال فى حالات الحوادث كان معروفا العلاج يعتمد كلية على مكونات السحر، أما فى حالات الأمراض الداخلية أو حالات الأمراض التى تسببها أعضاء يجهلها المعالج، فكان يتم البحث عنها وربطها بأحداث بعينها او إرجاعها إلى تأثير القوى الخارقة كالأرواح الشريرة والشياطين والتى تجعل مهمة العلاج الطبى أكبر صعوبة، باستثناء بعض الحالات التى بذل فيها الأطباء المصريون جهدا للتوصل إلى علاجات مستخلصة من المواد الطبيعية، على أن يتم استخدام السحر كعلاج مساعد وليس بديل.