عنبرة سلام الخالدى .. كيف عرفت القارئ العربى على ملحمة “الإنياذة”
تعد عنبرة سلام الخالدى واحدة من رائدات النهضة الأدبية النسائية الأولى فى المنطقة العربية، كان لها أثر كبير فى التعبير عن المرأة العربية فى عصرها، وكان لها الفضل فى تأسيس أول ناد نسائى عربى، وكان لها دور بارز فى العديد من المواقف الوطنية خاصة بعد الحرب العالمية الأولى.
وتمر اليوم ذكرى ميلاد عنبرة سلام الخالدى وهى كاتبة ومترجمة وروائية وناشطة وقيادية لبنانية، من مواليد 4 أغسطس عام 1897، غابت عن عالمنا فى مايو من عام 1986، عن عمر ناهز 89 عاما.
وتعتبر عنبرة سلام الخالدى من رائدات حركة الترجمة النسائية العربية، فقدمت للترجمة العربية العديد من الملاحم الشعرية، الكبيرة مثل الأوديسة وهى إحدى الملاحم الشعرية للشاعر اليونانى العظيم هوميروس، وترجمت لها أيضا الإلياذة.
فيما كان من بين أهم أعمالها “الإنياذة” فكانت أول من ترجمها إلى اللغة العربية، والإنياذة هى ملحمة شعرية كتبها الشاعر فرجيل فى نهاية القرن الأول قبل الميلاد (29-19ق.م) باللغة اللاتينية، وهى تصف الحياة الأسطورية لأينياس الطروادى والذى سافر غربا إلى أراضى إيطاليا وأصبح أبا لكل الرومان، ونظمت أبيات الملحمة على أسس التفعيل السداسى.
وتتألف الإنياذة من 12 مجلدا، نصفها الأول يتوسع فى وصف رحلة أينياس من طروادة إلى إيطاليا، والنصف الثانى يصور الحروب الطروادية ضد اللاتينيين وانتصاراتهم الباهرة.
والإنيادة ملحمة شعرية لاتينية تدون أحداثاً تعتبر، كما تعتبر الأوذيسة، تتمة لأحداث الإلياذة. ومع أن مؤلف الملحمتين السابقتين هو هوميروس اليوناني، ومؤلف الإنيادة هو فرجيل الرومانى فإنها تتصل ببعضها اتصالاً وثيقاً إذ إنها تتابع قصة الأمير الطروادي انياس الذى نجا بعد سقوط مدينته طروادة واستقر فى غربى إيطاليا.
وهى ثالث أشعار فرجيل، كما أنها أطولها وآخرها، وهى تروى قصصاً أسطورية تصور الشعب الروماني قبل تأسيس روما بزمن طويل، وقد نظمت بطريقة الشعر البطولي الذي عرف في القرون القديمة.