آثار السويس تستغيث بمن ينقذها من الاهمال .. وراغبى المتعة الحرام!!
السويس ـ حسين بيومى
آثار السويس والتى يرجع تاريخها الى عام 1811م والتى كانت تقف شامخة فوق ارض البطولات وشاهدة على عصر محمد على باشا وامبرطورة فرنسا .. تعانى الان من الانكسار والهزال وسكرات الموت بعد ان اصابها الاهمال فى مقتل واصبحت اليوم تستغيث بمن يحررها من الاهمال وينقذها من راغبى المتعة الحرام بداخلها ومن مرتكبى المعاصى والمحرمات ويعيدها الى مكانتها الطبيعية والتاريخية
ومن بين هذه الاثآر قصر محمد على باشا مؤسس السلالة الخديوية والذى انشاؤه من عام ( 1769م – 1849 ) ليكون مقرا له عند حضورة الى السويس لمتابعة الاشراف على اعداد وتركيب اسطول مصر الذى ينقل جنودة وعتاده الحربى فى حملة ابراهيم باشا الى الحجاز لمحاربة الوهابيين .. كما ان القصر اقيم على الطراز العثمانى ( التركى) حيث غطيت اسقف قبتة بالعلم التركى .. كما انها تتضمن سمات فنية رائعة .. وفى عصر محمد سعيد باشا استخدم هذا القصر ليكون مقرا له لمتابعة اعمال حفر قناة السويس .. وفى عام 1930م خصص المبنى مناصفة لقسم شرطة السويس ومقرا لاقامة اسرة حاكم المدينة عباس سيد احمد محافظ السويس الاسبق ومقرا له لادارة امور المدينة . وانتقل بعد ذلك المحافظ الى المقر الجديد.. واستقر المبنى بعد ذلك ليتم تخصيصة مقرا لمديرية امن السويس التى انتقلت هى الاخرى الى مقرها الجديد بجوار ديوان عام المحافظة .. كما انتقل قسم شرطة السويس الى مقرة الجديد ليصبح القصر مهجورا دون الاستفادة منه كمتحف اقليمى للسويس أو استغلالة كآثر تاريخى رغم نجاتة من القصف الجوى والمدفعى الاسرائيلى فى حرب 67 و 73 .. ورغم تسجيلة عام 1990مطبقا للقانون 117 لسنة 1983 كأحد الآثار الاسلامية
وتشير كتب التاريخ الى لوكاندة الانجليز التى شيدها رجل اعمال انجليزى لخدمة موظفى مخاطرة السويس ونزلت فية امبراطورة فرنسا “أوجينى” زوجة نابليون الثالث فى الفترة من (1826م -1920) لحضور الاحتفال بافتتاح قناة السويس وبعد ذلك اطلق على اللوكاندة قصر ” اوجينى ” ومن بين الآثار بالسويس ايضا بيت المساجيرية والتى سعت شركة المساجيرى الفرنسية عام 1861م الى انشاؤه لاستخدامه مكاتب للمستخدمين واماكن ايواء لعمالها اثناء اقامتهم اول حوض بحرى لاصلاح السفن الفرنسية التى كانت تصاب باضرار المستعمرات التى تقع فى الهند الصينية والمعروفة باسم كوشين شين ..
الغريب ان هذه الكنوز من الآثار التى اصبحت اطلال وكالاشباح اكتفت المحافظة بعملية دهان واجهتها من الخارج فقط وتركت الاهمال ينخر فى جسدها وباحاطتها باكوام القمامة والاتربة اما من داخلها فحدث ولاحرج فقد تركت لخفافيش الظلام ولكل من تسول له نفسة فى ارتكاب المحرمات .. مما جعل ابناء بلد المقاومة يتسألون فى غيظ متى نحافظ على آثارنا وعلى تراثنا؟
مؤكين ان كل مايشاهدوه من اهمال لايليق بمكانة تلك الآثار التاريخية التى تقبع فوق ارض البطولات مطالبين بتشجيرها وانارتها وتسويرها وحمايتها من خفافيش الظلام لتكون مزارا سياحيا يليق باسم السويس.
والعجيب ان كل محافظ يتولى مقاليد الامور فى المحافظة يقوم بزيارة تلك الآثار يرافقة وزير الآثار .. ويتعهدان بانقاذ تلك الآثار من الاهمال وراغبى المتعة الحرام .. وللاسف الشديد تتبخر وعودهما ادراج الرياح