“سجاد الحرانية”.. خيوط ملونة تتحول إلى لوحات فنية تبهر العالم
وصلت للعالمية بأنامل أبنائها من الفنانين، فسرقت قلب الأميرة ديانا بمجرد أو وطأت قدميها أرضها، وأسرت قلب ملك فرنسا والسويد، فضلًا عن الفيلسوف العالمى “بول سارتر”، إنها قرية الحرانية التى تقع فى منطقة الجيزة ويعتبر أهلها من أهم فنانى السجاد، واستطاعوا أن يصلوا للعالمية بأناملهم الذهبية.
رمسيس ويصا واصف.. هذه هى كلمة السر التى كانت وراء امتهان أبناء تلك القرية لفن صناعة السجاد يدويًا، وهو من رواد النهضة وتميز بامتلاك أسلوب معمارى استعان بالعديد من الأيدى العاملة لمساعدته على تنفيذه مثل صناع الجبس والزجاج النعشق، وولد في القاهرة سنة 1911، ودرس العمارة فى فرنسا، وحصل على دبلوم فيها عام 1936، ثم عاد بعدها إلى مصر للعمل فى كلية الفنون الجميلة كأستاذ للفنون وتاريخ العمارة، إلا أنه رأى مصر بنظرة مختلفة استطاع من خلالها تقدير قيمة الآثار والثقافة التى تمتلكهما مقارنة بثقافات أخرى، وأدرك أن هناك دور يقع على كاهله للاهتمام بالثقافة.
سجاد يدوى بألوان زاهية يتناثر حولك فى كل مكان تقع عيناك عليه، ورسومات تعجز العين عن تصديق كيفية إتقانها بتلك الصور دون اللجوء للتقنيات الحديثة التى تعتمد على الكمبيوتر فى صناعة ما يماثلها، إلا أن كل هذه القطع الفنية يقف خلفها أنامل ذهبية استطاعت أن تسطر أسم “سجاد الحرانية” فى قاموس العالم بأكمله.
بدأت قرية الحرانية فى صناعة السجاد اليدوى فى حقبة الخمسينات، واختاروا الرسومات الواقعية التى تحكى قصص مصرية لتزيينه، تلك التى ينجذب إليها الكثير من السائحين.
الألياف الطبيعية التى يصنع منها السجاد دون استخدام أى مواد صناعية أو كيماوية هى أكثر ما يميزه إلى جانب التصميمات المميزة والإتقان فى صناعته، وهذا هو السبب الرئيسى فى ارتفاع سعره، لأنه يكون بذلك أكثر أمانًا وأطول عمرًا، ويتم تحديد سعره وفقًا لصعوبة الرسمة المنقوشة عليه، أو كثيرة الألوان المتداخلة الذى يدل على صعوبة تصنيع تلك القطعة.
خطوات كثيرة يمر بها الخيط قبل غزله لظهوره فى صورته النهائية، حيث يتم تسخين هذه الخيوط لفترة طويلة، ثم تأتى مرحلة تلوينها، ويستخدم فى ذلك الألوان الطبيعية الخالية من أية مواد كيميائية، ويعتمد الصناع على الصوف والحرير بشكل كامل فى صناعة سجاد الحرانية اليدوى، وهى من الصناعات التى تتطلب وقت طويلة لإنجازها بسبب صعوبة بعض الرسومات التى يطلبها الزبائن، وهو من أهم الصادرات للصناعة اليدوية بمصر، كما أنه ينافس بقوة أشهر أنواع السجاد اليدوى، ومن أبرزها السجاد الإيرانى والأفغانى.