فيس بوك فى 2018 من فخ لفخ.. العام يبدأ بفضيحة وينتهى باختراق
العلاقة بين فيس بوك ومستخدميه دائمًا ما تمر بمراحل صعبة للغاية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن العديد من المستخدمين يعتمدون بشكل كامل على الموقع للتواصل والتفاعل الاجتماعى، وهو الأمر الذى يجعلهم غير قادرين على التخلى عنه حتى من فشله المستمر فى حمايتهم، ومع المشكلات التى تعرضت لها الشبكة الاجتماعية على مدار عام 2018 لا يزال هناك أكثر من 2 مليار شخص يستخدم فيس بوك حول العالم، ولكن أصبح هناك أزمة ثقة كبيرة بين الطرفين.
وهناك الكثير من الأشياء الرائعة التي يقدمها فيس بوك، ولكن هذا لا يعنى أن المستخدمين مستعدون للتنازل عن أمنهم الإلكترونى مقابل الحصول عليها، وعلى مدار الأشهر الماضية كان هناك الكثير من المشكلات التى واجهت الشبكة، وتهدد شعبيتها.
التدخل فى الانتخابات الأمريكية
كان فيس بوك من أبرز المنصات التى اعتمدت عليها روسيا للتدخل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2017، وظلت تلك المشكلة مستمرة حتى بداية العام الحالى، واعترفت الشركة بالفعل بحدوث تدخل فى الشأن الأمريكى عبر منصاتها، وقالت إن هناك جهات روسية أنفقت أموالا على إعلانات سياسية استهدفت الأمريكيين خلال فترة الانتخابات، وأقر كبار المديرين التنفيذيين فى فيس بوك بالفشل فى فى منع التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016، ذلك خلال جلسة استماع أمام لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ الأمريكى بواشنطن، والتى أنعقدت لمعالجة المخاوف من الحملات الإعلامية المضللة قبيل الانتخابات النصفية الأمريكية فى نوفمبر المقبل.
كامبريدج أنالتيكا
خلال شهر مارس الماضى اعترف فيس بوك أن شركة كامبريدج أناليتيكا للاستشارات السياسية حصلت بطريقة غير مشروعة على معلومات شخصية لما يقدر بنحو 87 مليونا من مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعى، وقال مايك شروفر كبير مسئولى التكنولوجيا في الشركة، إن معظم السبعة والثمانين مليون شخص الذين وصلت كامبريدج أناليتيكا إلى بياناتهم كانوا في الولايات المتحدة.
وبسبب تلك الأزمة أدلى مؤسس فيس بوك ورئيسها التنفيذى مارك زوكربيرج بشهادته بشأن هذه القضية أمام لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب الأمريكى.
الأخبار الكاذبة
تعد أزمة الأخبار الكاذبة من أبرز المشكلات التى واجهها موقع فيس بوك خلال السنوات القليلة الماضية، وسببت أزمة ثقة بين الموقع والمستخدمين، إذ يعد فيس بوك من أهم المصادر التى يعتمد عليها الكثيرين فى الحصول على الأخبار والمعلومات، ولكن مع التقارير والتحقيقات أثبت أن أغلب ما ينشر على فيس بوك ويتم الترويج له، عبارة عن أخبار كاذبة من مواقع وشخصيات غير موثوق بها، وعملت الشركة التكنولوجية العملاقة على مدار الأشهر الماضية على حل تلك الأزمة، من خلال طرح مبادرات وحملات للتصدى لانتشار هذا النوع من الأخبار.
اختراق 50 مليون حساب
كان البعض يظن أن أزمة “كامبريدج أنالتيكا” هى الأكبر والأخطر، حتى أعلنت الشركة رسميا عن اكتشاف خرق أمنى هائل يؤثر على 50 مليون حساب مستخدم، وتلك الثغرة تم استغلالها من قبل الهاكرز، وسمحت لهم بالدخول إلى هذا الكم من الحسابات دون الحاجة إلى معرفة “الباسور”، واستفاد المهاجمون المجهولون من شفرة تسمى “Access Tokens” للسيطرة على حسابات الأشخاص ومن المحتمل أن تمنح تلك الثغرة للمتسللين إمكانية الوصول إلى الرسائل الخاصة والصور والمشاركات، على الرغم من أن فيس بوك قال إنه لا يوجد دليل على ذلك، وحاول المتسللون أيضًا جنى المعلومات الخاصة بالأشخاص، بما فى ذلك الاسم والجنس والموطن، من أنظمة فيس بوك، وقالت الشركة إنها لا تعرف حتى الآن ما إذا كانت المعلومات الواردة من الحسابات المتضررة قد أسيء استخدامها أو تم الوصول إليه.
وتسببت تلك المشكلة فى حالة من الغضب بين المستخدمين، الذين وجهوا العديد من الانتقادات للشبكة الاجتماعية العملاقة، التى وعدت أكثر من مرة بتأمين المستخدمين والحفاظ على خصوصيتهم، وإنفاق الأموال فى هذا الغرض.