شاركت عدة دول عربية فى ملحمة حرب أكتوبر المجيدة التى تكمن خلال الجيش المصرى من دحر العدو الإسرائيلى، وأرسلت بعض الدول ألوية كاملة لتقديم الدعم للجيشين المصرى والسورى، ومنها دول العراق والجزائر والسودان والكويت والسعودية.
“وحدة العرب” شعار رفعته الدول العربية وفى مقدمتها دول الخليج التى أرسلت معدات عسكرية وبعضها مالية لمساندة مصر فى حربها، وقدمت تلك الدول شهداء فى حرب أكتوبر سجلت أسمائهم بحروف من نور فى ذاكرة التاريخ المصرى، ولعبت السعوية والكويت دورا مشرفا فى تلك الحرب التى عكست الإرادة الحقيقية للعرب لتحرير أرضهم من المحتل.
وتمثل حرب أكتوبر المجيدة ملحمة عربية خالصة شاركت فيها غالبية الدول العربية وبشكل خاص الكويت والسعودية، وكان الدعم السعودي لمصر متكاملاً، وكان على رأسه قرار العاهل السعودى الملك فيصل بن عبدالعزيز الذى أمر بقطع البترول العربى عن الغرب، حيث كان القرار بمثابة ضربة قوية فتحت الطريق للنصر العظيم.
بداية الدعم السعودى للمعركة جاء عقب العدوان الإسرائيلى على الدول العربية عام 1967، ووجه الملك فيصل نداء إلى الزعماء العرب طالبهم فيه بضرورة تقديم كافة أنواع الدعم والوقوف بجانب الدول الشقيقة المعتدى عليها وتخصيص مبالغ كبيرة لتمكينها من الصمود، وقادت السعودية معركة سياسية ودبلوماسية واقتصادية كبيرة وجبارة لخدمة المجهود الحربى العربى أسفرت فى النهاية عن انتصار أكتوبر المجيد.
وفى 17 أكتوبر عام 1973 وعقب اندلاع الحرب بأيام قرر الملك فيصل استخدام سلاح البترول فى المعركة، ودعا لاجتماع عاجل لوزراء البترول العرب فى الكويت، وخلال الاجتماع تقرر تخفيض الإنتاج الكلى العربى بنسبة 5%، كما قررت بعض الدول العربية حظر تصدير البترول كلية إلى الدول التى يثبت تأييدها لإسرائيل.
وقامت السعودية بإعلان وقف بيع البترول للغرب لدفع الدول الغربية على إجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضى العربية المحتلة، كما أعلنت أنها ستوقف إمدادات النفط إلى أميركا والدول الأخرى التى تؤيد إسرائيل في صراعها مع مصر وسوريا.
وعقب القرار التاريخى بقطع امدادات النفط عن الدول الغربية سارع وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر بزيارة الرياض فى 8 نوفمبر 1973، أملا فى الخروج بموافقة سعودية على استئناف تصدير النفط، لكنه ظل يناور ويراوغ فلم يجد سوى تصريحات قوية ومباشرة من القيادة السعودية مفادها أنه سيتم استئناف تصدير النفط بعد أن تنسحب إسرائيل من الأراضى المحتلة.
عسكريا، شاركت القوات السعودية فى الحرب ضد إسرائيل ضمن الجبهة السورية، فى الجولان وتل مرعى، وخاض الجيش السعودى معارك طاحنة مع الوحدات الإسرائيلية، وقامت السعودية بإنشاء جسر جوى لإرسال جنودها إلى الجبهة السورية، كما أرسلت قوات من لواء الملك عبد العزيز، وفوج مدفعية وفوج مظلات وسرية بندقية وسرية إشارة وسرية هاون، وفصيلة صيانة مدرعات، وسرية صيانة وحدة للجبهة السورية، وأرسلت السعودية أمراء ووزراء سعوديين لتفقد القوات المصرية على جبهة القتال وتقديم الدعم والمساندة للقادة والشعب المصرى.
وأكدت تقارير إعلامية سعودية أن 36 جنديا سعوديا قد استشهدوا فى حرب أكتوبر العام 1973، مشيرا إلى أن المملكة أرسلت دعما عسكريا كبيرا لتحرير الجولان السورية.
وحظى الملك فيصل بن عبدالعزيز خلال زيارته إلى مصر بعد النصر باستقبال شعبى يفوق الوصف، ورفعت أمامه لافتات ترحيب تقول له “أهلا ببطل معركة البترول”.
ومن تلك الدول التى أرسلت عددا من جنودها للمشاركة فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، دولة الكويت، وسقط عدد من شهداء الجيش الكويتى فى حرب أكتوبر المجيدة ونشرت وسائل إعلام كويتية أسماء شهداء جنود وضباط كويتيين الذين استشهدوا فى حرب أكتوبر المجيدة وحرب الاستنزاف ويبلغ عددهم 42 شهيدا.