شفيق متري سدراك المسيحي الذي خطب في جنوده بآيات من القرآن
لا زالت حرب أكتوبر مليئة بالأسرار والبطولات التي خلدها التاريخ لشخصيات وضعت علامة على طريق النصر، من بينهم شخصية قائد فذ في مجاله شارك في كل حروب مصر المعاصرة “56، 67، 73″، وكان أول شهيد من الضباط والقادة في حرب أكتوبر.. إنه البطل الشهيد اللواء شفيق متري سدراك “الصعيدي الجدع” كما كان يلقبه زملاؤه وقادته.
عندما وصلته خطة العبور شعر أن النصر قادم وقبل العبور بدقائق أخذ يشحذ همم جنوده قائلا: “النصر قادم لا محالة أخيرًا سنحرر سيناء”، وكانت عينيه تنظران إلى الجبهة الشرقية وكأنه ذاهب إلى الجنة.
عبر البطل إلى شرق القناة يوم السادس من أكتوبر مع أول موجة للعبور قائدا للواء الثالث مشاة التابع للفرقة 16 مشاة من الجيش الثاني، وأول لواء عبر القناة في حرب أكتوبر.
وكانت كلماته إلى أفراد وضباط لوائه: “إن أبناء مصر من عهد مينا إلى الآن ينظرون إليكم بقلوب مؤمنة وأمل باسم، وآن الأوان أن ترفرف أعلام مصر على أرض سيناء وأنا أعدكم أن كل علم سيرفع فوق إحدى مواقع القوات الإسرائيلية في سيناء سيكون موضع إعزاز وتقدير من أبناء مصر وقادتها ولكل من ساهم في رفع هذه الأعلام، وختاما أذكركم بقوله تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}”، هكذا خاطب القائد المسيحي جنوده بآيات من القرآن الكريم.
عبر الجنود سريعا، وظلوا يحققون انتصارا بعد انتصار حتى يوم استشهاده 9 أكتوبر “ثالث يوم للحرب”، فأثناء توغله لمسافة كيلومتر في عمق سيناء، وإدارته لعمليات تحرير النقطة 57 جنوب الممرات، كانت سيارته تتقدم دبابات جنود الفرقة حتى أصيبت السيارة بدانة مدفع إسرائيلي ليلقى ربه وهو في ميدان المعركة، فكان أول شهيد من الضباط.
وحصل البطل الشهيد على كل الأوسمة والنياشين أثناء حياته من حرب 56 حتى 73، وقام الرئيس أنور السادات بتكريم اسمه في مجلس الشعب عام 1974 ومنح اسمه أعلى وسام عسكري مصري وهو نجمة سيناء.