فى عملية نوعية جديدة، تمكنت القوات المسلحة الليبية من إلقاء القبض على الإرهابى المصرى الهارب هشام عشماوي، أمير تنظيم القاعدة بمدينة درنة، وذلك بحسب بيان رسمى أعلنه مكتب الإعلام التابع للجيش الليبى.
وتم خلال مداهمات بمدينة درنة إلقاء القبض على عشماوى، بخلاف القبض على زوجة الإرهابى عمر رفاعى سرور، شريك عشماوى فى تأسيس تنظيم “المرابطون” الموالى لتنيظم القاعدة داخل ليبيا.
بدورها، أعلنت غرفة عملية الكرامة فى ليبيا، أن الإرهابى هشام عشماوى، القى القبض عليه فى حى المغار بمدينة درنة، وكان يرتدى حزاما ناسفاً، موضحة أنه حاول تفجير نفسه لكنه فشل فى ذلك بسبب عنصر المفاجأة وسرعة تنفيذ العملية من قبل أفراد القوات المسلحة.
بدورها، أفادت فضائية العربية، فى خبر عاجل لها، بأن السلطات المصرية طالبت ليبيا بتسليم الإرهابى المصرى المطلوب هشام عشماوى بشكل عاجل لمحاكمته.
ويواجه عشماوى العديد من الأحكام فى قضايا إرهاب داخل مصر، ومن بينها قضية أحداث الفرافرة، حيث قررت محكمة غرب القاهرة العسكرية نهاية الشهر الماضى، إحالته و13 آخرين إلى المفتى الجمهورية، مع تحديد جلسة 11 أكتوبر الجارى للنطق بالحكم.
وتعود أحداث الفرافرة إلى يوم 21 من شهر رمضان 2014 حيث استشهد 21 فردًا من قوات حرس الحدود بكمين نقطة الكيلو 100 الواقع بمدينة الفرافرة على حدود الوادى الجديد بعد قيام عدد من المهربين مسلحين بالهجوم على الكمين بالأسلحة الثقيلة، فيما سقط 3 قتلى من المهربين.
والتحق هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، بجماعة “أنصار بيت المقدس” الإرهابية فى شمال شبه جزيرة سيناء عام 2012، أى بعد عام واحد من اندلاع أعمال الفوضى عقب ثورة يناير، وكان التحاقه بالجماعة المتطرفة بداية سلسلة جرائم دموية ارتكبها خلال السنوات الـ 7 الماضية.
ولد العشماوي في عام 1978، بحي مدينة نصر شمال العاصمة المصرية القاهرة، والتحق بالكلية الحربية عام 1996، وتخرج منها عام 2000 ثم انضم في بداية حياته العسكرية لسلاح المشاة، ثم انضم لسلاح “الصاعقة”، وخلال عمله داخل صفوف الجيش المصرى لوحظ تحول كبير في شخصيته، إلى أن وقعت مشادة كلامية بينه وخطيب مسجد في أحد معسكرات الجيش بعد أن أخطأ الخطيب دون قصد في ترتيل القرآن، فوضعته هيئة الاستخبارات الحربية، تحت الملاحظة وجرى التحقيق معه على خلفية ذلك.
وبسبب محاولاته نشر أفكار للتيار السلفى المتشدد بين زملائه وجنوده، تم نقله إلى أعمال إدارية، وفى عام 2006، تم التحقيق معه بعد نشره عبارات تحريضية ضد الجيش المصرى وتمت إحالته في عام 2007 إلى المحاكمة العسكرية.
وفى عام عام 2011، صدر ضده حكم بإنهاء خدمته العسكرية وفى عام 2012 شكل خلية إرهابية مع 4 من ضباط تم فصلهم أيضا من الخدمة، كما عمل على تجنيد عشرات العناصر التكفيرية لخليته الإرهابية، والتى انضم بهم إلى جماعة “أنصار بيت المقدس” الإرهابية.
شن بعد ذلك العديد من العمليات الإرهابية الكبيرة داخل مصر، أبرزها، محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، في عام 2013، والقضية المعروفة إعلاميًا بـ”عرب شركس”، ومذبحة كمين الفرافرة في عام 2014، واغتيال الناائب العام المصري هشام بركات في عام 2015.
وكان آخر عملية إرهابية لعشماوي في مصر قبل هروبه لليبيا، الهجوم على دورية أمنية في فى منطقة الواحات بالصحراء الغربية فى أكتوبر 2017. وهو الحادث الذي ضحيته 16 شهيدًا، خلال مداهمات مع الارهابيين.
نصب عشماوي نفسه أميرا لتنظيم المرابطين الإرهابي، وقال العميد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، في مؤتمر صحفي إن ضابطًا مصريًا سابقًا يقود جماعة متشددة في درنة.