إضاءات مشر قة على نصر اكتوبر حرب الإستنزاف وكسر ذراع إسرائيل الطولىَ (4)
بقلم / سهام عزالدين جبريل
وكما أسلفت فى المقالات السابقة أنه حرب اكتوبرلم تكن مجرد حرب مواجهة فقط بل سبقتها مرحلتين هامتين وهى مرحلة مابعد نكسة يونيو 67 مباشرة ، وهى مرحلة الصمود والتصدى ، التى لحقتها حرب الاستنزاف التى مهدت وصنعت الأرض الصلبة والجبهة الوية لملحمة حرب اكتوبر ،
حيث بدأت المرحلة الاكثر صعوبة بعد نكسة يونيو مباشرة وهى المرحلة التى جمعت فيه الجبهة المصرية شتاتها حيث تجميع واعادة بناء القوات المسلحة فى فترة لاتتعد ى بضعة شهور عرفت هذه المرحلة بمرحلة الصمود والتصدى ، تك المرحلة جزء هام يترجم مشاهد عظيمة سجلتها احداث التاريخ وكانت هى اولى اللبنات التى اسست لاسطورة انتصار اكتوبر ، انها مشاهد لابد ان ترسخ فى الوجدان وضمير الاجيال ويجب الا تغيب مشاهدها عن ذاكرة ابناء الوطن واجيالة المتعالقبة ،
بدأت أحداثها فى نهاية يونيو 67م ، وطبقا للتخطيط المصري، كان شهر فبراير 1969 يمثل نهاية الشهور الستة المحددة، كمرحلة انتقالية بما كان يطلق عليه الدفاع النشط. وشهد مارس 1969 أهم مراحل التصعيد العسكري ما بين الجولتين الثالثة والرابعة في الصراع العربي الإسرائيلي. وقد أديرت هذه المرحلة سياسيا وعسكريا بتنسيق متكامل لتحقق الهدف منها ولتتوازن في التصعيد والتهدئة. وتحددت مهامها في تقييد حرية تحركات العدو على الضفة الشرقية للقناة، وإرهاقه وإحداث أكبر خسائر به، وكانت هـذه المرحلة التي امتدت من يوم 8 مارس 1969 إلى 8 أغسطس 1970، طويلة وشاقة، وهي لا تقـل عسكريا عن أي جولة من جولات الصراع العربي الإسرائيلي، بل تعد أطول جولة في تاريخ هذا الصراع ارتبطت بمراحل زمنية قصيرة جدا توالت تباعا ، استطاعت مصر فيا كسر ذراع إسرائيل الطولىَ
فكانت المرحلة الاولى – من 8 مارس وحتى 19 يوليو 1969 واتى تحدثنا عنها فى المقال السابق ثم تلتها المرحلة الثانية والتى بدأت أواخر شهر يوليو وحتى نهاية عام 1969م ، ودارات أحداثها كالتالى :
المرحلة الثانية – من 20 يوليو وحتى نهاية عام 1969
اعتبارا من 20 يوليو 1969، بدأت المرحلة الثانية من حرب الاستنزاف بإدخال إسرائيل لعامل رئيسي جديد في هذه الحرب، اتسعت من خلاله مجالات المواجهة ليشمل مسارح العمليات بالكامل، بعد أن كانت مقتصرة على المسرح البري خلال الفترة السابقة. وقد افتتحت إسرائيل هذه المرحلة بتنفيذ العملية بوكسر، التي تتلخص في تنفيذ 500 طلعة طائرة تقصف 2500 قنبلة بإجمالي 500 طن على أهداف منتخبة خلال 10 أيام، وهي مواقع الدفاع الجوي والرادارات، ومواقع المدفعيات، والقوات في الجبهة ، ويفخر رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال حاييم بارليف، بأنه خلال الفترة من 20 يوليو وحتى 7 سبتمبر 1969، نفذت الطائرات الإسرائيلية 1000 غارة لإجبار مصر على نشر قواتها وتخفيف الحشد في جبهة القناة.
وفي يوم 9 سبتمبر 1969 قامت إسرائيل بإنزال سرية دبابات ت 55 من مخلفات حرب يونيو في منطقة أبو الدرج على ساحل البحر الأحمر، اتجهت جنوبا إلى الزعفرانة مدمرة كل الأهداف والسيارات المدنية التي اعترضت طريقها، مستغلة خلو المنطقة تماما من أية قوات عسكرية سوى بعض نقاط المراقـبة، ونقطة تمركز بحرية بها لنشي طوربيد مصريين حرصت على تدميرهما قبل بداية الإنزال بواسطة الضفادع البشرية. وقد نجحت الإغارة دعائيا على الرغم من أنها لم يكن لها مردود عسكري مؤثر، إلا أن رد فعل الإغارة كان عميقا في القيادة العامة، لتحديد مسئولية عدم اكتشاف قوة الإغارة أثناء وجودها على الشاطئ الشرقي للخليج قبل تنفيذ العملية، وكذلك مسئولية عدم اتخاذ إجراء إيجابي قوي لمواجهة القوة بعد نزولها على الشاطئ الغربي وبقائها 6 ساعات. وقد استغلت إسرائيل هذه الإغارة إعلاميا بطريقة مثيرة، بعد أن سجلت لها فيلما عرضته على الشعب الإسرائيلي.
افتتحت القوات الخاصة المصرية أول أيام شهر أكتوبر 1969، بعملية كبري للرد على إنزال العدو في الزعفرانة. فقد أبرت قوة من المجموعة 39 عمليات خاصة بحرا وجوا في منطقة رأس ملعب. وتقدمت على الطريق الساحلي في هذه المنطقة حتى رأس مطارمة، ونسفت جميع الأهداف العسكرية ثم نسفت الطريق نفسه. ووضعت ألغاما وشراكا خداعية في بعض المناطق وعادت سالمة. وقد انفجرت هذه الألغام في القوات الإسرائيلية التي هرعت للنجدة بعد انسحاب القوة.
وفي شهري نوفمبر وديسمبر، تملكت القوات المصرية زمام المبادرة وتوسعت في أعمال الكمائن النهارية، بعد أن أوقفت إسرائيل التحركات الليلية تفاديا للكمائن التي دمرت الكثير من قواته المتحركة.
ومن أهم الإغارات التي نفذت خلال هذه الفترة:ليلة 28 نوفمبر 1969:
نسفت القوات الخاصة طريق شرم الشيخ ـ الطور في منطقة جنوب سيناء، من خلال عملية إبرار بحري وجوي، كما أغارت على بعض الأهداف، في المنطقة.
ليلة 30 نوفمبر 1969: أغارت مجموعة من القوات الخاصة على موقع شمالي الشط، أدى إلى قتل وإصابة 70 فردا، وتدمير 3 دبابات، وعدد من الدشم.
يوم 6 ديسمبر 1969: احتلت قوة تقدر بحوالي مجموعه كتيبة مشاة الضفة الشرقية للقناة، بعد تدمير جميع الأهداف المعادية، والاحتياطيات المحلية، ومنطقة شؤونه الإدارية، مع التمسك بالأرض. وطلب قائد الجيش الثاني استمرار هذه القوة في مواقعها شرقا على أن يتولى الجيش تأمين أعمال قتالها، ولكن وزير الحربية أمر بعودة القوة حتى لا يتم الخروج عن الأهداف المخططة لحرب الاستنزاف. وبالفعل عادت القوة بعد آخر ضوء يوم 7 ديسمبر بعد أن ثبتت العلم المصري على الضفة الشرقية، وظل مرفوعا تحميه نيران القوات المصرية من الشاطئ الآخر حتى إيقاف إطلاق النيران.
يوم 14 ديسمبر 1969: تمكن كمين نهاري من اللواء 117 مشاة، من تدمير عربة جيب م
تقدمة على الطريق، وقتل 4 أفراد، وأسر أول ضابط إسرائيلي في حرب الاستنزاف وهو النقيب دان أفيدان، وقد حمله الجنود وعادوا به إلى الضفة الغربية نظـرا لإصابته.
جاء رد الجانب الإسرائيلي على نشاط القوات المصرية في اتجاه رأس غارب ليلة 27 ديسمبر 1969، من خلال العملية روستر التي استهدفت خطف محطة رادار ب 12 حديثة ، وكان لهذا الرادار موقع رئيسي وموقع هيكلي والمسافة بينهم كبيرة، وحتى يمكن الخداع عن مكان محطة الرادار الحقيقية تركت بأقل عدد من أفراد الحراسة، حتى تظهر على أنها هي المحطة الرئيسية ،
وقد اكتشفت إسرائيل هذه الخدعة سواء من خلال التصوير الجوي أو من خلال عملاء. ونفذت العملية بتركيز القصف الجوي على المحطة الخداعية وضد قوات الحراسة والاحتياطيات. ولكن كانت هناك عملية أخرى تنفذ في الوقت نفسه، وهي دفع طائرتين مروحيتين لحمل جهاز الرادار الحقيقي إلى الشاطئ الآخر من الخليج. ولم يتوقف القصف ضد الرادار الهيكلي أو قوات الحراسة والاحتياطيات إلا بعد وصول الرادار إلى الشاطئ الآخر.
انتهى عام 1969 والقوات المسلحة المصرية متماسكة تماما، وقد تجاوزت الحاجز النفسي الذي سببته نتائج حرب يونيو وتخطت حاجز الخوف وقد نجحت مراحل الاستنزاف في تحقيق أهدافها ،
أما ذراع إسرائيل الطويلة فلم تتمكن من تحقيق أهداف القيادة السياسية الإسرائيلية، على الرغم من أنها شنت في الفترة من 20 يوليو وحتى نهاية عام 1969 حوالي 3500 طلعة جوية في مقابل 2900 طلعة جوية مصرية معظمها للحماية والتأمين. ودارت بين القوات الجوية المصرية والإسرائيلية 22 معركة جوية اشتركت فيها 130 مقاتلة إسرائيلية في مواجهة 110 مقاتلة مصرية. وكانت خسائر المصريين 26 طائرة وخسائر العدو 14 طائرة، نظرا للفارق بين نوع الطائرات ومستوى تدريب الطيارين، حيث كانت تحرص إسرائيل على دفع أحسن طياريها المحترفين للقيام بالاشتباكات والمعارك الجوية، بينما كان معظم الطيارين المصريين حديثي الخدمة بعد حرب يونيو ، أما العمليات البرية الإيجابية الناجحة خلال عام 1969، فكانت 44 عملية ما بين إغارة وكمين، نفذ منها 5 أعمال في عمق إسرائيل، بينما نفذت إسرائيل 28 عملا إيجابيا منها 16 عملا في العمق المصري. وكانت خسائر القوات المصرية، استشهاد 16 ضابطا، و150 رتبا أخرى، أما الجرحى فكانوا 19 ضابطا، 299 رتبا أخرى، في مقابل 133 قتيل، و320 جريح في صفوف القوات الإسرائيلية طبقا لما صرح به موشي ديان.
من يناير 1970 وحتى نهاية الحرب
كان واضحا أمام القيادة الإسرائيلية أن مراحل الاستنزاف المضاد لم تتمكن من تحقيق أهدافها. فالقوات المصرية لم تتشتت في الجبهة لمواجهة أعمال الاستنزاف الإسرائيلية في عمق الصعيد والبحر الأحمر، لذلك كان لا بد من التفكير في الدخول في مرحلة جديدة للاستنزاف، يكون الهدف منها استخدام سلاح الجو الإسرائيلي لقصف العمق المصري بكثافة أكبر، لزيادة الضغط على الشعب المصري ودفعه إلى الثورة على قيادته لإيقاف حرب الاستنزاف، وإضعاف نظام الرئيس عبدالناصر أو الإطاحة به. وقد كان مهندس هذه العملية هو الجنرال عزرا وايزمان مدير العمليات برئاسة الأركان وقتها ، ووضعت الخطة في رئاسة الأركان الإسرائيلية وعرضت على رئاسة الوزراء وتم التصديق عليها ،
وقد بدأ تنفيذ الخطة بريها اعتبارا من فجر 7 يناير 1970 بطلعة جوية فوق سماء القاهرة، تخترق حاجز الصوت وتحدث فرقعة شديدة لتعلن عن بدء مرحلة جديدة من تصعيد حرب الاستنزاف.
وقد شدت هذه المرحلة انتباه المعسكرين الشرقي والغربي في آن واحد، حيث تشترك المقاتلات الأمريكية الحديثة من طراز فانتوم التي حصلت عليها إسرائيل ودخلت الخدمة فعلا اعتبارا من شهر سبتمبر 1969، وكذلك لوجود تشابه بين نظام الدفاع الجوي المصري الجاري إنشائه في هذه المرحلة ونظام الدفاع الجوي لحلف وارسو، وقد استمر القصف الجوي العنيف من الطائرات الحربية الإسرائيلية طوال الأربعة أشهر الأولى من عام 1970. حيث صرحت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل لصحيفة الفاينانشيال تايمز يوم 6 يوليو 1970 بأن طائراتها كانت تسقط ألف قنبلة على المصريين يوميا.
وقد توسعت القوات المصرية في أعمال القتال البرية نتيجة لعاملين :
أولهما الانتقام من غارات العمق الإسرائيلية بإحداث أكبر خسائر في قوات العدو،
والثانية كسر الحاجز النفسي وتسابق الوحدات والأفراد على الاشتراك في عمليات العبور، التي كانت دائما تنجح نتيجة للتخطيط السليم، والتأمين المتكامل مما منح ثقة مطلقة للمقاتلين المشاركين فيها.
وقد نفذت 16 إغارة وكمين ناجح على طول الجبهة، علاوة على ثلاث إغارات في العمق الطور وإيلات. وكانت جميع الكمائن ناجحة تماما، وأحدثت خسائر كبيرة في العدو، مما اضطره إلى تحجيم تحركاته إلى اقل حد ممكن، بل إِن تحركاته أصبحت تتم، من خلال تأمينها بمجموعات قتالية ضخمة، ومع ذلك فلم تسلم هذه الأرتال من نيران القوات المصرية.
ومن أهم الكمائن التي نفذت خلال هذه الفترة:
كمين الشط (11 فبراير 1970): من أهم الكمائن التي أحدثت خسائر كبيرة في الجانب الإسرائيلي، هي كمين نهاري من الفرقة 19 مشاة في منطقة شمال الشط يوم 11 فبراير 1970، حيث تمكن من تدمير دبابة وثلاثة عربات، وقتل 18 فردا، وأسر فردين، وردت إسرائيل مذبحة مصنع أبو زعبل في صباح اليوم التالى حيث استشهاد سبعين عاملاً وإصابت 69 آخرين.
كمين شرق الدفرسوار (25 مارس 1970): تمكن كمين من اللواء 117 مشاة، من تدمير دبابة وعربتين نصف جنزير، وقتل وجرح 15 فردا، في منطقة شرق الدفرسوار.
كمين السبت الحزين (30 مايو 1970): في 30 مايو 1970 نفذ هذا الكمين في منطقة رقبة الوزة شمال القنطرة حتى جنوب بورسعيد وقد خطط للثأر لأطفال بحر البقر في مجزرة بحر البقر، واشتركت فيه مجموعة قتال من اللواء 135 مشاة ومجموعة قتال من الكتيبة 83 صاعقة. وحددت قيادة موحدة للقوتين وقد عبرت هذه القوات ليلا، واحتلت مواقعها لاصطياد مجموعات الإجازات للجنود الإسرائيليين، التي تحرسـها قوات مقاتلة مكونة من الدبابات والعربات المدرعة. وعند الظهر، خرجت على طريق القنطرة متجهة إلى جنوب بور فؤاد مجموعة القتال الإسرائيلية، المكونة من 4 دبابة، 4 عربات مدرعة، وحافلتا ركاب إجازات. وكان على الكمين الرقم 1 المكون من عناصر الصاعقة عدم التعرض لها، ويتركها تمر إلى أن تصل إلى الكمين الرقم 2 في منطقة جنوب التينة، حيث يفتح عليها أقصى معدلات النيران. وقد جرى تنفيذ ذلك تماما، وأصيبت دبابتان وعربة مدرعة وحافلة. وحاول الجزء المتبقي الهروب والعودة إلى القنطرة ليقع في شراك الكمين الرقم 1، حيث انقضت عناصر الصاعقة لتجهز على ما تبقى من القوة. وقد أسر فردان، وتدمرت الدبابات والعربات، وقتل وجرح حوالي 35 إسرائيليا، حيث أطلق على هذا اليوم السبت الحزين في إسرائيل. وكان الرد الإسرائيلي عنيفا، استمر حوالي 48 ساعة قصف شبه متواصل على مواقع القنطرة ورقبة الوزة، ولكنه لم يحدث أي خسائر ذات أثر على القوات المصرية.
وقد استمرت الأعمال القتالية المتبادلة حتى حدث تغير هائل بعد ظهر الثلاثين من يونيو 1970، ليحسم الصراع الدائر بين بناة مواقع الصواريخ المصرية وبين ذراع إسرائيل الطويلة، حيث احتلت بعض كتائب الصواريخ مواقعها من خلال تنظيم صندوقي لعناصر الدفاع الجوي، ابتكرته العقول المصرية في قيادة الدفاع الجوي المصري. وبدأ عقب ذلك تساقط الطائرات الإسرائيلية فيما عرف بأسبوع تساقط الفانتوم، ليصاب الطيران الإسرائيلي بأول نكسة في تاريخه أثرت على أسس نظرية الأمن الإسرائيلي بالكامل. وكان هذا اليوم بمثابة إعلان لخسارة إسرائيل لجهودها في معارك حرب الاستنزاف، التي ركزت خلالها على عدم إنشاء أي مواقع صواريخ في مسرح العمليات.
المشهد فى داخل سيناء
كان المشهد داخل سيناء المحتلة ساخنا لغاية فقد قويت المقاومة خلف خطوط العدو وأصبحت المواجهات اليومية امام سلطات والرافضة لوجود الإحتلال والرافضة لكافة أشكال التعامل معه تمثل عائقا بشريا رهيبا أمامه وتقدم كل يوم نموذجا من نماذج الرفض والمقاومة كثيرة تعددت أشكالها وتنوعت ألياتها التي ترجمت أعمال المقاومة ضد العدو ومحاولاته المستميته لإحكام سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيل على سيناء كما صحب ذلك الإستمرار بالقيام بعمليات فدائية نشطة ضد معسكرات وقوات الإحتلال بسيناء ، شملت مقر الحاكم العسكري ومطار العريش وكانت الدعوة للأ ضرابات اليومية منهج حياة تترجم معانى المواجهة والرفض تفكانت وضع المتاريس في شوارع المدينة لمنع عربات ومجنزرات قوات العدو في التحرك داخل المدينة ،
وكانت الصدمة لقوات الإحتلال التي احبط مخططاتها للترويج لقبول اهالى سيناء لقوات الاحتلال فكانت الصدمة العنيفة التي واجهها الاحتلال والتي كشفت كذبه ،
لذلك كان رد الفعل عنيفا تمثل في فرض حظر التجول وإطلاق النار العشوائي على كل من يظهر في الشارع بل وعلى اطفال وقفوا في شرفات منازلهم مما أدى إلى مصرع كثيرين ونسف بيوت بالديناميت وهو ما كان يدمر البيت المستهدف وعدة بيوت حولة كعملية انتقامية ارهابية للمدينة وممن شاركوا في الدعوات اليومية للإضراب وتنفيذه ، وكشف كذب الدعاية الإسرائيلية كما إتجهت العلميات الفدائية إلى مقاومة وإعاقة نمو المستعمرات والمستوطنات الإسرائيلية التي إقيمت بالقرب من العريش والشيخ زويد ورفح وجنوب سيناء حيث تم تنفيذ أكثر من700 عملية فدائية ألحقت خسائر كبيرة بالعدو ، قدم فيها أبناء سيناء أغلي وأعز مايملكون لوطنهم وبعيداً عن الشعارات والمزايدات الإعلامية ، فقد ظهر الإنتماء الحقيقي لأهل سيناء سواء في حرب الإستنزاف أو في نصر أكتوبر 73وما قبلهما في نكسة 5 يونيو1967،،،
ومن أشهر العمليات التي قامت بها المقاومة وهي :
*عملية ضرب مطار العريش في يوم31أغسطس 1969م ، وتعتبر هذه المهمة من المهام
الصعبة نظرا لأن مطار العريش يقع جنوب المدينة في موقع حساس ، ومنطقة المطار كانت مكشوفة ، وبها خدمة مستمرة للدوريات الإسرائيلية .
*كما تم ضرب مستعمرة “ناحال سيناى” الواقعة على بعد 2كم2 شرق المدينة ، والمحصنة تماما ، حيث تمت العملية أيضا بنجاح في نفس يوم31أغسطس 1969م .
من أهم العمليات التي قام بها الإسرائيليون خلال شهر يناير 70 كان الهجوم على جزيرة شدوان، وهي جزيرة منعزلة بالقرب من منطقة تفرع خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وتؤمنها سرية صاعقة ورادار بحري لتأمين الملاحة البحرية في المنطقة. وقد وقع هذا الهجوم ليلة 22 يناير في عملية إسرائيلية ضخمة شملت إبرار بحري وجوي وقصف جوي استمر لعدة ساعات على الجزيرة، وضد بعض موانئ البحر الأحمر التي يحتمل أن تدفع نجدة للقوات المصرية. وقد استمر قتال ضار لمدة ستة ساعات كاملة بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وسرية الصاعقة المصرية. وقد ظل القطاع الذي يحوي الرادار في الجزيرة يقاوم بعنف دون أن تتمكن القوات الإسرائيلية الاقتراب منه. وقد برر وزير الدفاع الإسرائيلي أسباب هذا الهجوم الفاشـل بأنه رد على مهاجمة القوات المصرية لميناء إيلات الإسرائيلي في شهر نوفمبر 1969. وكان الرد الفوري المصري على هذه العملية غارة جوية على معسكر إسرائيلي في العريش في 24 يناير أحدثت خسائر كبيرة في قواته. ثم أعقب هذا الهجوم آخر في 27 يناير نفذته منظمة تحرير سيناء بقصف مستعمرة ناحال تكفا، حيث أصابت بعض المباني وقتلت وجرحت 35 فردا إسرائيليا.
*كما شهدت بدايات عام 1970م عدة عمليات للمنظمة ومنها :
عملية نسف خطوط المواصلات وأنابيب المياه الواصلة لمدينة القنطرة شرق حيث
وزرع الألغام في المدقات الواصلة لخطوط إمدادات العدو ومنشئاته المقامة بالمنطقة
*وقد أعلنت منظمة سيناء للمقاومة عن عدة عمليات تم تنفيذها ومنها 24عملية إمتدت في عدة مناطق بسيناء في العريش والقنطرة وشرم الشيخ ، ومنها :
*عملية نسف مخازن الأسلحة بمنطقة الخروبة شرق العريش
*نسف عشرات السيارات الإسرائيلية ، بمناطق القسيمة ، وشرم ، وخليج العقبة
*نسف جسور السكك الحديدية وخطوط الإمدادات مخازن الأسلحة وخطوط الإتصالات التي
تستخدمها قوات العدو ، في العديد من مناطق شرق العريش ، ورمانة ، ووسط سيناء ، وشرم الشيخ ، كما توسعت المنظمة في عملياتها التي إستهدفت قوات العدو وحققت خسائر له في المعدات والأفراد خلال مرحلة الاستنزاف وحتى ، انتصار أكتوبر المجيد ،
ثقة ويقين بأن في نضالهم الوطنى الكبير ودورهم الرئيسى في هذه المرحلة ، ودعمهم للقوات الجيش والمساهمة بدور فاعل في إدارة حرب الاستنزاف ، ومهاجمة قواعد العدو ومخازن ذخيرته وقواته بسيناء بهدف إضعافه ، وهو الدور الذى ساهم فى الإنتصار الكبير، في السادس من أكتوبر 1973م ،، ومازال للحديث بقية .
————————————————
خالص تحياتى / سهام عزالدين جبريل