ديوان شعر فائز بمسابقة سعاد الصباح (موت يشتهي الورد) قلق الأسئلة المكتنزة!
هناء السيد
صدر عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع ديوان شعر بعنوان (موت يشتهي الورد) للشاعر حسن بن عبده صميلي من المملكة العربية السعودية، وهو ديوان شعر فصيح يضم بين دفتيه 35 مقطوعة شعرية اتخذت شكل شعر التفعيلة، وحاز على المركز الثالث في مسابقة د.سعاد الصباح للإبداع الأدبي والفكري 2016-2017، حيث يشكل الديوان إضافة غنية لمكتبة الأدب العربي الحديث.
وقد قدّمت الدكتورة سعاد الصباح للكتاب –كما جرت العادة في الأبحاث الفائزة بالمسابقة- بمقدمة موجزة أكدت فيها أن المسابقة موجهة للمبدعين العرب من جيل الشباب منذ ما يقارب ربع قرن، في الوقت الذي تكاد تغلق فيه أبواب النشر أمام مواهب الإبداع العربي.
وذكرت د.سعاد الصباح أن استحداث جوائز سعاد الصباح للإبداع الفكري والأدبي، كان بوابة لدخول عشرات المبدعين في الآداب والفكر والفنون إلى عالم النشر، إذ تنال الأعمال الفائزة ما تستحق من اهتمام بالنشر والتكريم المادي والمعنوي، وهو ما يشكل حافزاً لجيل الشباب على العطاء والتفوق.
ومن المعلوم أن مسابقة سعاد الصباح للإبداع الأدبي والفكري حددت شروط المساهمة بعروبة البحث كاتباً ولغةً، على الرغم من أن بعض الشروط الإجرائية الأخرى تتغير أحياناً وفق اعتبارات تحددها لجان متخصصة تراعي الظروف والمعطيات.
تجدر الإشارة إلى أن الديوان مكوّن من 35 مقطوعة شعرية؛ للشاعر السعودي الشاب حسن صميلي، اعتمد فيه نمط شعر التفعيلة الحداثي، وتميز الديوان بلغته العربية الفصيحة الميسرة، وصورته الراقية، ومشاعره التي انعكست فيها تجربة الشاعر في الحياة.
يقع الديوان في ما يزيد على 130 صفحة من القطع المتوسط، ويمتاز بغلاف أنيق خال من التعقيد، وبألوان هادئة، وصورة في أرضية الغلاف لبعض الورد المتمايل بما تنسجم مع عنوان الديوان.
ودوّن د. نزار العاني ملاحظاته على المجموعة الشعرية كالتالي:
لو اكتفينا بالنظر إلى عناوين قصائد هذا الديوان ، لظهر لنا جلياً أن المكنون الشعري والإبتعاد عن التقليد والموروث لهذا الشاعر لا يخفى على عين : ( امتلاء بظل مرتبك ، وجه من جوع ،أعمى يصعد بخوفه ، جائعٌ يواري قوته ، شقوق على اشتهاء الصخر ، طوافٌ مثقلٌ بالريح ، وشاية الرمل …. إلخ ) .
يتميز هذا الديوان عن قرينَيْهِ ببساطة العبارة وسهولتها وعنايتها الفائقة باكتناز الألفاظ المتجاورة بالموسيقى : ( ستنحتُ سَوْسَنا ، يغفو على غرفِ اليقين ، انسكابات العطش ، مُتزملاً قلقي ، واقترفْ هذا القبسْ ….. إلخ ) .
والقصائد تحمل في داخلها قلق الأسئلة المتعلقة بالمشاعر والأحاسيس وخبايا النفوس الباحثة عن أمل ورجاء . وفي الديوان بحثٌ عن عدالة مفقودة وحكمة غائبة وحياة مهددة بالموت ( قصيدة : الآن في الحجرات موتْ ) . وصحيح أن اللغة الرومانسية عالية النبرة ، لكن هناك حزن وجودي عميق لمصير إنساني فاقد لليقين ، وتبشير خفي بإيمان يعيد للإنسان بهجة الروح وسكينة الوجدان والضمير.
وكل هذه الخوالج جرى صوغها بلغة جزلة وعروض سليم ، دون افتعال ، وبقوافي مطواعة وجاذبة لإصغاء الأذن ، وعبر صور شعرية تكتسي بالأصالة .
ومن أجواء الديوان:
لم أرتبكْ..
آدَمٌ في داخلي ارتبكا
تُفَّاحُهُ بأفولِ اللحظةِ اشتبكا
لم أرتبكْ..
كُنتُ أهذي علَّ نافذةً
ستحجبُ الكائنَ المخبوءَ والسككا
وحيثما تلتقي نارٌ وحارسُها
ستمَّحي الذاتُ
إنَّ الذاتَ مَحْضُ بكا