ترامب يهدد بالإنسحاب من معاهدة الأسلحة النووية .. وشبح الحرب الباردة يطل من جديد علي العالم
اتهامات امريكية لروسيا بانتهاك المعاهدة الموقعة عام 1987
روسيا تنفي انتهاك المعاهدة وتتهم اميريكا بمحاولة الهيمنة علي العالم
تنامي قوة الصين بالمحيط الهادىء احد دوافع انسحاب امريكا من المعاهدة
كتبت -د هويدا الشريف
شبح الحرب الباردة وسباق التسلح يطل من جديد علي العالم إثر تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإنسحاب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى .
المعاهدة التي وقعها الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان عام 1987 مع رئيس الاتحاد السوفيتي آنذاك ميخائيل جورباتشوف تحظر تصنيع الصواريخ النووية والتقليدية متوسطة المدى التي تطلق من قواعد أرضية بمدى يترواح من 500 إلى 5500 كيلومتر.
الإدارة الأمريكية بررت توجهها للإنسحاب باتهامات لروسيا بانها انتهكت المعاهدة ، حيث طورت صواريخ متوسطة المدى يطلق عليها “نوفاتور 9M729” أو SSC-8 ، كما اختبرت صاروخ كروز الذي يُطلق من الأرض ، وهو ما يتيح لروسيا توجيه ضربة نووية تجاه دول حلف الناتو في وقت قصير للغايه .
روسيا في المقابل تؤكد ان تطوير الأسلحة المشار اليها لا يمثل انتهاكا لمعاهدة حظر الأسلحة النووية المتوسطة المدى ، وأن محاولة الولايات المتحدة الانسحاب من المعاهدةٍ يأتي في اطار سعيها لتكون القوة الوحيدة المهيمنة على العالم .
وبرغم تذرع الولايات المتحدة بما اعتبرته انتهاكات روسية للمعاهدة ، الا ان الصين التي تتنامي قوتها غرب المحيط الهادىء ليست بعيدة عن القرار الأمريكي ، خاصة ان عدم وجود الصين كطرف في المعاهدة اتاح لها تطوير صواريخ متوسطة المدى دون قيود .
التهديدات الأمريكية تتزامن مع زيارة يقوم بها مستشار الأمن القومى الأمريكى زور جون بولتون لموسكو غدا يتوقع ان يبلغ خلالها المسؤلون الروس اعتزام بلاده الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى.
القرار الأمريكي في حال اتخاذه من شأنه ان يشعل سباق تسلح جديد في العالم وأن تكون له تبعات كبيرة على السياسة الدفاعية الأمريكية فى آسيا وتجاه الصين منافستها الاستراتيجية التى يخوص ترامب معها حربا تجارية .