قرأت لك.. فتور الشريعة.. ما دور الشريعة فى عالم اليوم؟
يطرح كتاب “فتور الشريعة” لـ أحمد عاطف أحمد والذى ترجمه طلعت فاروق وصدر عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر، سؤالا مهما ما هو دور الشريعة فى عالم اليوم؟.
ويؤكد الكتاب أن هذا السؤال يُلحّ على أذهان كثيرين، مسلمين وغير مسلمين، عوام وفقهاء، ساسة ومفكّرين، وآخرين غيرهم. ربما يرى البعض أن الأمر واضح جليّ؛ فالشريعة هى الحَكَم وهى المُهيمنة على أفعال البشر، وقد يعتقد آخرون أن أثر الديّن فى عالم اليوم أصبح هامشيًا، وأن عالم ما بعد الحداثة وما بعد الدولة هو عالم بلا حدود، ولا يمكن لنظام واحد – دينيًّا كان أو غير دينى- أن يُسيطر عليه أو أن يتحكّم فيه.
ولكن طرح السؤال بهذه الطريقة ومُحاولة الإجابة عنه بصورة مُباشرة من دون تحليل تاريخى أو مفاهيمى يُعَدُّ أنموذجًا لحالة فكريّة مشوبة بالتسطيح والتعميم من كل جانب، وهنا تأتى مُحاولة المُؤلّف فى هذا الكتاب، لا للإجابة عن هذا السؤال ولكن لبيان الإطار العقدى والفكرى والتاريخى والمعرفى لمسألة حيويّة الشريعة وفتورها عبر التاريخ. لقد نجح المُؤلف فى التعامل مع موضوعه من خلال تقسيم الصّورة الكبيرة “دور الشريعة فى حياة الإنسان” إلى قِطع من “البازل” الصغيرة، والتى يُعاد تركيبها بأدوات بحثيّة تربط بين علوم الفقهاء وحوارات المتكلمين ورؤى المحدثين، وتجمع بين علاقة الشريعة بالمجتمع والسلطة والدولة وعوام الناس، وتُلامس القضايا الفكرية المُتشابكة كالاجتهاد والتجديد والإصلاح، إلى جانب العلمانية والعولمة والحداثة. أن هذا العمل يُعَدّ رحلة فكريّة عميقة ومُهمّة فى هذه المرحلة من تاريخ الأمّة المُسلمة التى تبحث فيها عن هويتها الأصيلة بعيدًا عن التزمّت أو التعميم أو التغريب.