استهل الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمته بالقول: “بسم الله الرحمن الرحيم.. الحقيقة لازم أرحب بفخامة الرئيس عمر البشير رئيس جمهورية السودان لأنه هو الحقيقة أصر على..رغم أن البرنامج مزدحم جداً جداً فى الوقت ده لكن قال أنا مش هيفوتنى أبداً المشاركة حتى لو كان فى الحفلة الختامية..أنا برحب بفخامة الرئيس متشكرين شكراً جزيلاً..مش هنسى قبل ما أبد كلمتى أنى أوجه التحية والشكر لكل من ساهم فى خروج المنتدى بالشكل ده..بشكل جميل ورائع..وأنا بشكر كل من ساهم فيه وكمان بشكر أهل شرم الشيخ على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والجهد اللى اتعمل من جانبهم علشان يقدموا ما يمكن من ترحاب لضيوف المؤتمر”.
وتابع: “بسم الله الرحمن الرحيم.. السيدات والسادة.. فخامة الرئيس عمر البشير.. أبنائى وبناتى من شباب العالم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. “السلام” اسم الله الذى نسعى إليه ونبحث عنه.. أتحدث إليكم فخوراً بهذا الجمع الكريم وهذه النخبة المتميزة من شباب العالم، ويزداد فخرى بما مارسته من حوار ونقاش وتبادل للرؤى والعمل وفق أجندة فاعلة وموضوعية..وعلى مدار الأيام الماضية كانت فعاليات منتدى شباب العالم فرصة عظيمة لخلق حالة من الحوار الحاضرى البناء لمحاور السلام والتنمية الإبداع، وجاءت الإرادة الحقيقة من اللجنة المنظمة والمشاركين لتحويل الحوار إلى توصيات وآليات تنفيذية تصل بنا إلى واقع ملموس، كما كان التنوع والثراء للمشاركين نجاحا حقيقًا للمنتدى الذى نهدف إلى تحويله إلى منصة كبرى للحوار الدولى بين شباب العالم”.
واستكمل: “السيدات والسادة لقد بدأت الفكرة والحلم فى قلوب شباب مصر وكان تشجيعها ودعمها من الدولة حتى تحولت لحقيقية نعيشها فى هذه اللحظة، ولنا فى هذا عبرة ودرس بان اعظم النجاحات تبدأ بفكرة تتحول لحلم يتحقق بالإرادة والعزيمة ولذلك أجدد نصيحتى لشباب مصر وشباب العالم بأن جعلوا الإنسانية منهجهم والحلم سبيلهم والعمل بإخلاص وسيلتهم، وأدعو الله عز وجل بأن يهدينا القدرة على إنفاذ إرادة شبابنا وأحلامهم المشروعة وان لا نغفل أبدا عن امالهم وتطلعاتهم المحبوبة بالمحبة السلام”.
وواصل:”السيدات والسادة أن مصر الممتدة جذورها فى اعمقا التاريخ وهبة الجغرافيا، والتى تشكلت شخصيتها من تنوع عبقرية التنوع الحضارى والثقافى واستطاعت احتواء كل الحضارات حتى اصبحت الان نقطة التلاقى القادرة على جمع الفرقاء وتجاوز الصراعات وإقرار السلام وتحقيق الاستقرار، ويسعى ابنائها بإخلاص وتجرد للانطلاق نحو البناء والتنمية ونعتمد على حماس الشباب وطموحهم فى الخير والمحبة فى ظل المتغيرات الاقليمية والدولية شديدة التعقيد فرضت على مصر وشعبها مواجهة حتمية ضد الإرهاب والتطرف نيابة عن الإنسانية كلها، وتأتى فعاليات هذا المنتدى دليلا عملياً على أن الحوار والنقاش هما السبيل لمواجهة التحديات وتجاوز الصراعات، لإيجاد السبل والوسائل لتجاوز أخطاء الماضى وتحسين الاوضاع فى الحاضر وبناء المستقبل”.
وأضاف:”وكما راهنت على مخرجات هذا المنتدى الذى جمع شباب العالم ووحد أحلامهم كانت عظيمة وواقعية وكما عاهدتكم يا شباب مصر والعالم بأن الدولة المصرية ستنحاز إليكم دائماً فأننى قررت الآتى:
أولاً: إعلان مدينة أسوان عاصمة للشباب الأفريقى للعام 2019، على أن يتم خلال هذا العام ملتقى الشباب العربى والأفريقى بها لبحث أبرز القضايا والتحديات التى تواجه الشباب بالقارة الأفريقية والمنطقة العربية.
ثانياً:إقرار الدولة المصرية لإعلان شرم الشيخ للتكامل العربى الإفريقى الناتج عن نموذج محاكاة القمة العربية الإفريقية واعتماده كوثيقة رسمية تتقدم بها مصر من خلال وزارة الخارجية لدى جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقى.
ثالثاً: تكليف الاكاديمية لتدريب وتأهيل الشباب لوضع آليات تنفيذية لتدريب الشباب العربى والإفريقى فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بإطلاق البرنامج الرئاسى لتدريب الشباب الإفريقى على القيادة.
رابعاً: تبنى الدولة المصرية بكافة مؤسساتها لإقرار مبدأ أن الحفاظ على الحياة ومكافحة الإرهاب وأثرها المباشرة والجانبية كحق أساسى من حقوق الإنسان، وتشكيل مجموعة عمل مشتركة من الشباب المشاركين فى المنتدى من كل دول العالم ومؤسسات الدولة المصرية لتقديم الدعم المادى والمعنوى لضحايا الإرهاب فى العالم.
خامساً: تشكيل مجموعة بحثية متخصصة تحت إشراف إدارة المنتدى لدراسة الإيجابيات والسلبيات الناجمة عن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعى على أن تضع هذه المجموعة تصورا شاملا وآليات تنفيذية لتعظيم الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعى ثقافياً ومعرفياً وعلمياً وتقليل التأثير السلبى لها.
سادساً:قيام أجهزة الدولة المصرية بالتنسيق مع إدارة المنتدى فى تنفيذ حملة دعائية على كافة المستويات السياسية والإعلامية إقليميًا ودوليا لتوعية الرأى العام والشباب بخطورة قضية الأمن المائى ووضعها على أجندة المجتمع الدولى.
سابعاً:إطلاق مبادرة دولية لتدريب 10 آلاف شاب مصر وإفريقى كمطورى العاب وتطبيقات اليكترونية خلال الثلاث سنوات القادمة بالإضافة إلى دعم إنشاء 100 شركة متخصصة فى هذه المجالات بمصر وإفريقيا.
ثامناً: توجيه كافة أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية للعمل على إنشاء مركز إقليمى لريادة الأعمال بمصر لتقديم كافة سبل الدعم اللازمة للشركات الناشئة فى مصر ودول المنطقة.
تاسعاً: تشكيل لجنة لإدارة النصب التذكارى لإحياء الإنسانية بمدينة شرم الشيخ، يكون من ضمن أعضائها الناحتين المشاركين فى اقامتها على أن يتحول هذا النصب إلى مؤسسة دولية تهدف إلى الحفاظ على مبادئ الإنسانية وتقديم الدعم لضحايا العنف الإرهاب.
عاشراً: تكليف مجلس الوزراء بتشكل لجنة تشمل وزارة التضامن الاجتماعى والخارجية والأجهزة المعنية بالدولة تكون مهمتها إعداد تصور شامل لتعديل القانون المنظم لعمل الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى، داخل جمهورية مصر العربية من خلال الاضطلاع على التجارب الدولية المتشابهة وإجراء وار مجتمعى شامل يشارك فيه مجموعات شبابية متنوعة تمهيدًا لعرضه على البرلمان.
وواصل:”الحضور الكريم ابنائى الشباب أن البشرية التى تواجه تحديات جسيمة أبرزها انتشار الصراع والصدام وهذا العالم الذى يبحث عن إنسانيته المنهكة بفعل انتشار الفقر والجهل والمرض انما يبحثان عن غداً أفضل ويوم أروع أن غايتنا المشتركة هى أن نجعل من هذا العالم ينعم بالسلام، فتتعالى ضحكات أطفاله وتأمن نساؤه وتحمس شبابه بالعمل والمعرفة وأن تتحلى البشرية بصفات العدالة ويسكن الاستقرار فى ربوعها هذا الكون”.
وختم الرئيس كلمته قائلا: “بكل الصدق والتجرد علينا أن ننحاز مخلصين لأحلام شبابا باذلين من أجل ذلك كل الجهد وأن نضمن أن تظل قدراتهم على الحل فاعلة وأن نصيغ للأحفاد صفحات مشرقة فى كتاب الغد كتبت بمداد من الحب والتسامح والإخاء يقرؤونها أمنين مطمئنين.. أن الله الذى أسكن الحياة فى قلوبنا قد قارنها بالسلام لذا فأن الحفاظ على هذه الحياة هى غاية الله والسبيل إلى السلام.. تحيا كل شعوب العالم فى سلام.. تحيا البشرية فى تقدم وازدهار.. يحيا شباب العالم بالعمل والإخلاص والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.