كلمة د/ مشكان محمد العور من القيادة العامة لشرطة دبي دولة الإمارات العربية المتحدة
هناء السيد
لليوم التالى على التوالى استكمل مجلس المراه العربيه فعاليات المؤتمر الاقليمى الرابع للمجلس تحت عنوان “المسار من التمكين إلى الريادة والابتكاربالقاهره حيث شاركت
د/ مشكان محمد العور
من القيادة العامة لشرطة دبي
دولة الإمارات العربية المتحدة بكلمه استعرضت خلالها مسيره حقوق المراه بدوله الامارات العربية
”
وقالت لم تكن المرأة الإماراتية بعيدا عن حقوقها يوما من الأيام، فلقد آمن المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الامارات العربية المتحدة ورئيسها –طيب الله ثراه-بدور المرأة القيادي في المجتمع، ووجودها كشريك كامل الشراكة جنبا إلى جنب مع الرجل في جميع مراحل بناء واستمرارية الوطن.
لذا لم يدخر سموه جهدا في ضمان وكفالة حقوق المرأة في الدستور والقانون، وذلك منذ صدور الدستور الأول للدولة في عام (1971م).
ولم يتوقف سموه عند مرحلة سن التشريعات القانونية بالنسبة للمرأة، بل استبق الجهود الدولية في الكثير من المجالات مما جعل دولة الإمارات من الدول السباقة على الكثير من دول المنطقة والعالم، في نيل المرأة الإماراتية لحقوقها الوطنية الكاملة والتي وضعتها على قدم المساواة مع الرجل،
ولمتابعة شؤون المرأة عن قرب ترأست صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) الجمعيات النسائية كجمعية نهضة المرأة الظبيانية في 8/فبراير/1973، والاتحاد النسائي العام في27/ أغسطس/1975.
وعلى مستوى إمارة دبي تحديدا ترأست حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، صاحبة السمو الشيخة هند بنت مكتوم رئاسة جمعية النهضة النسائية بدبي، وترأست سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم مؤسسة دبي للمرأة.
وفي عهد سموه مارست المرأة الإماراتية لحقوقها على أرض الواقع، فشاركت في كافة المجالات، التنفيذية والقضائية والسياسية والتشريعية، حتى وصلت إلى أرفع المناصب في تلك الجهات، ولم ينقضي عهد سموه إلا وأصبحت المرأة ممثلة في مجلس الوزراء كوزيرة.
ولعل إرث زايد في دعم المرأة الإماراتية لم يتوقف برحيل سموه، بل استمر هذا الدعم على يد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو الحكام.
و تتابعت الإنجازات حيث تولت المرأة رئاسة المجلس الوطني الاتحادي و الذي يعد إنجازا قياديا غير مسبوق على مستوى المنطقة العربية بأكملها فضلا عن عضويته ولعل نسبة حضور المرأة الإماراتية في عضوية المجلس الوطني الاتحادي 22% لتشكل أعلى نسبة في البلدان العربية بل والكثير من دول العالم.
كما تقلدت المرأة عددا من الحقائب الوزارية، وصلت إلى عدد 9 حقائب وزارية مثل وزارة العلوم المتقدمة، وزارة السعادة، وزارة تنمية المجتمع، وزارة الأمن الغذائي المستقبلي، وزيرة التعاون الدولي، وزيرة شؤون المجلس الوطني الاتحادي، وزيرة الشباب.
لقد ادي انتقال المرأة الإماراتية من مرحلة البحث عن: “حقوق المرأة” إلى مرحلة: “المساواة مع الرجل”، ثم مرحلة: “تمكين المرأة”، وصولا إلى مرحلة: “تمكين المجتمع من خلال المرأة”، وأخيرا مرحلة: “التوازن بين الجنسين” ويأتي إنشاء “مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين” في فبراير 2015 ليؤكد على أن دولة الإمارات العربية المتحدة سباقة كعادتها في صنع المستقبل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويأتي أيضا في هذا الإطار تدشين سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك-رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة “الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة 2015-2021” والتي توفر إطارا عاما ومرجعيا إرشاديا لكل المؤسسات الحكومية (الاتحادية والمحلية) والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في وضع خطط وبرامج عملها من أجل توفير حياة كريمة للمرأة لجعلها متمكنة، ريادية، مبادرة، تشارك في كل مجالات التنمية المستدامة، بما يحقق جودة الحياة لها.
و يأتي الحصاد ،فيؤدي إلى تبوء الامارات صدارة الترتيب العالمي في الكثير من المجالات،
فلا عجب في حصول دولة الإمارات على المرتبة الأولى عربياً في تمكين المرأة، وفقاً للتقرير السنوي لمؤسسة المرأة العربية لعام 2014.
ولا عجب من حصول دولة الإمارات العربية المتحدة على المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر احترام المرأة الصادر عن «مجلس الأجندة العالمي» التابع لـ «المنتدى الاقتصادي العالمي» عام 2014.
ولا عجب من حصول دولة الإمارات العربية المتحدة على المركز الأول في تقليص الفجوة بين الجنسين على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقاً للمؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين ل «المنتدى الاقتصادي العالمي» لعام 2013.
ولا عجب أن تتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة لدول الشرق الوسط وشمال أفريقيا في “المساواة بين الجنسين”.
ولا عجب أن تتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة الدول العربية في “مؤشر السعادة”، ليصبح شعبها “أسعد شعب”.
هذا على المستوى العام للمرأة الإماراتية.
أما على المستوى الشخصي:
فقد شرفت أن أكون من أوائل الباحثين المستشرفين للمستقبل، للسعي نحو تقديم حلول مبتكرة لبلوغ أهداف الريادة وصدارة الدولة للمؤشرات العالمية وضمان استدامة مواردها والتكيف مع المتغيرات واستباق تحديات المستقبل والارتقاء بالخدمات لمواكبة التطلعات، وبالأخص في قطاع الفضاء، وذلك من خلال مواكبة فكر صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، والذي كان قد افتتح في الثامن من نوفمبر عام 1975 المحطة الأرضية للاتصال بالأقمار الصناعية في منطقة جبل علي في دبي، مدشنا بذلك أولى خطوات الإمارات في قطاع الفضاء، لتنتقل الإمارات بعدها إلى مصاف أهم اللاعبين الرئيسيين في قطاع الفضاء بأكثر من 9 أقمار اصطناعية.
حيث شاركت العالم العربي الشهير الأستاذ الدكتور/ فاروق الباز في إعداد بحث علمي بعنوان: أمن البيئات الحضارية باستخدام الاستشعار عن بعد Remote Sensing of Urban and Suburban Area، وذلك ضمن مؤلف REMOTE SENSING AND DIGITAL IMAGE PROCESSING الصادر عن دار SPRINGER
وشرفت كذلك بأن أكون أول رئيسة من شرطة دبي لمجلس الشرطة النسائي لخدمة المجتمع، ذلك المجلس الذي عمل على إبراز دور العنصر النسائي في شرطة دبي، وكذلك اشراك هذا العنصر القيادي مع فئات قيادية أخرى في المجتمع المدني خارج شرطة دبي وذلك من أجل زيادة الروابط المجتمعية والثقافية والفكرية والخدمية، بل وأطلق مبادرات ريادية إبداعية “توعوية” كان آخرها مبادرة “أمة تقرأ وتسرد” والتي ساهم فيها جهات عديدة حكومة وخاصة، وكذلك جامعات ومدارس.
ومن خلال عملي في مركز البحوث والدراسات بأكاديمية شرطة دبي فقد شرفت بأن أقدم مبادرات بحثية ابتكارية ريادية ذكية والتي كان أحدثها:
“منصة زايد المعرفية” Zayed knowledge Platform
لتواكب تلك المنصة مشروع تحدي القراءة العربي، وتواكب كذلك الاستراتيجية الوطنية للابتكار، والحكومة الذكية، ومواكبة أهداف القيادة العامة لشرطة دبي.
ولتتفاعل مع المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة “حفظه الله” بأن يكون “عام 2018 عام زايد”.
والتي تهدف إلى:
– مواكبة أهداف عام زايد.
– مواكبة استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة للابتكار.
– الوصول والتواصل الذكي مع كافة جهات المجتمع من خلال التطبيق الذكي للمبادرة.
– فتح آفاق مجالات انتاج ونشر المعرفة أمام كافة فئات المجتمع وذلك بأي من اللغتين العربية أو الإنجليزية.
وتضم المنصة مبادرتين، هما:
أولا: مبادرة “اقرأ”
وتهدف هذ المبادرة إلى تقديم المعرفة لكافة فئات المجتمع محليا واقليميا ودوليا من خلال انتاج المركز المتنوع، وذلك مقابل شهادة مشاركة الكترونية.
ثانيا: مبادرة “اكتب”
وهي مبادرة لإثراء الانتاج البحثي المعرفي المتنوع، وذلك من خلال استقطاب الخبراء والباحثين والأكاديميين من داخل وخارج الدولة، نظير مكافأة مالية تشجيعية للمشارك بالكتابة في المنصة، وذلك عن كل مشاركة معتمدة للنشر.
واستنادا إلى المنهجية البحثية العلمية للأكاديمية، واجراءات العمليات الإدارية المعتمدة (الأيزو) تم تحديد مجالات رئيسية للمبادرة، شريطة أن تتضمن الإبداع والابتكار، وذلك في المجال الأمني، الاقتصادي، التقني، البيئي، القانوني، والاجتماعي، وذلك بما يتوافق مع التوجهات الاستراتيجية للقيادة العامة لشرطة دبي.
وليس ذلك فحسب وإنما تحديد الموضوعات البحثية التالية:
1. الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة للمراقبة والكشف عن المخدرات.
2. الذكاء الإصطناعي في منع ومكافحة الجريمة.
3. الابتكار في العمل المروري.
4. الأمن الرقمي.
5. أمن مدن المستقبل واستدامتها.
6. الأمن السياحي المستدام.
و ختاما نشكر للجنة المنظمة لهذا الملتقى هذه الدعوة الكريمة، والتي تمكنت من خلالها تسليط الضوء على ما تتمع به المرأة الإماراتية في ظل الدستور والقانون، وبفضل جهود القيادة الحكيمة والحكومة الرشيدة.