بالريشة والألوان .. “سلمى” تركت منصبها بعد 7 سنوات من أجل الفن والذكريات.. صور
بلمساتها التي تضعها على الأشياء لتصمم رسوماتها الخيالية تعاود إحياء ذكريات الطفولة التي كادت أن تدفن بداخلها، وقررت التخلي عن منصبها كمسئولة فريق التسويق لدى إحدى الشركات الكبرى التي تعمل في مجال صناعة السيارات داخل العديد من دول الشرق الأوسط، وقررت أن تستكمل مسيرتها الفنية بعد الانقطاع عنها قرابة العشر سنوات، وهي المسيرة التي تغلبت بها على المرور من الفترة الذي توفى فيها والدها منذ سنتين، من خلال مشروعها الذي أطلقت عليه أسمها.
فبعد أن تخرجت “سلمى شكري”، صاحبة الـ29 عاماً، منذ 2009 بشهور بدأت حياتها مثل الكثير من الفتيات الذي يعملون في إحدى المنشآت أو الوظائف، ولكن “سلمى” قررت رفض هذه العادات رغم ترقيتها بعد مرور عام ونصف داخل الشركة التي قضت فيها 7 سنوات من العمل، وقررت خريجة كلية الأداب جامعة القاهرة التخلي عن هذا المنصب في السابعة وعشرون من عمرها لتستمر في مسيرتها الفنية.
سلمى تضع لمساتها الأخيرة على لوحاتها
قرار ليس سهلاً على الكثير في مثل سنها، وتقول لـ”اليوم السابع”: “القرار مكنش سهل عليا خالص أني أسيب 7 سنين وهبدأ حاجة جديدة وأنا مستقلة مادياً ومتعودة على دخل ثابت بعيش منه، وفجأة الدخل ده مش هيبقى موجود وأني لسة مش عارفة أيه نظامي في الرسم”، كلمات تعبر بها “سلمي” عن حالتها وشعورها الذي جمع بين القلق والخوف من المستقبل والأمل في تحقيق العديد من الإنجازات والنجاحات، ولكن تأكدها بأنها في حاجة لهذا النوع من الفن والعمل جعلها تدرك أهمية ما ستفلعه.
دافعاً ودعماً كبير اكتسبته “سلمى” من خلال ممارستها للرسم بعد وفاة والدها في أواخر عام 2015 ساعدوها على إتخاذ قرار الاستقالة، وتقول: “وفاة والدي أثرت عليا جداً لأننا كنا صحاب وكان قريب مني خصوصاً بعد وفاة والدتي من فترة كبيرة، بعد وفاته مباشرة بدأت أطلع كل طاقتي وكل اللي جوايا في الرسم”، بكلماتها تعبر بها “سلمى” عن تعلقها بهذا النوع من الفن والذي تسبب في دعم كبير لها وساعدها على تخطي هذه الفترة.
جانب من لوحات سلمى
“سألت نفسي أنا ليه مكملش في الرسم وأنا كويسة فيه وحاجة بكون مبسوطة فيها خصوصاً أني مكنتش حابة أني أفضل أشتغل في شركة وفي مكان وحاجة أنا مش حاسة نفسي فيها”، هكذا فكرت “سلمى” في خوض طريق جديد في حياتها، وقررت التفرغ الكامل لأعمالها الفنية.
وتحكي “سلمى” لـ”اليوم السابع” عن بداية هذه المسيرة وتقول أن غالبية من حولها عارضها نتيجة استقلالها المادي وبعد وفاة والدها، ولكنها استمرت واستمدت قوتها وطاقتها من تشجيع ودعم أخوها وإحدى صديقاتها الذين عرضوا عليها أن تسير في بداية الطريق لكي تخوض التجربة: “أخويا قالي أنا عارف اللي أنتي عايزاه وأنك تبدأي حاجة جديدة لنفسك وأنتي بتحبيها أفضل، وده شجعني برضوا”.
فأحبت الجلوس منفردة سارحة بخيالها لتمسك ريشتها وألوانها وتبدأ في تدوين رسوماتها لتصمم منها لوحاتها الفنية، وتقول “رسمي في الأساس من الطبيعة علشان بحب السفر، وبركز أوي في ألوان المناظر الطبيعية في محافظات مختلفة في مصر”، وانفردت “سلمى” برسوماتها المميزة بين أصدقائها ومعارفها بكثرة الألوان والأشكال الخيالية: “وشوش معظم البنات برسمها بخيالي وبغير من ألوان بشرتهم وتفاصيل عنيهم وشعرهم علشان بحس أن كل البنات فيها جمال مختلف عن التانية وبحب أخرج ده في رسوماتي”.
إحدى اللوحات
بالنسبة للرسومات والاستايل بتاع رسمي في الأساس من الطبيعة علشان أنا بحب السفر وتلاقيني بركز أوي في ألوان المناظر الطبيعية في أماكن خارج القاهرة بعيداً عن الزحمة وأغلب الرسومات وشوش معظمهم بنات وحاجات عبارة عن ألوان وبحب أرسم وشوش وبنات تحديداً برسمها بأشكال مختلفة علشان بحس أن كل بنت شكلها جميل وفي بنات مش واثقة في نفسها فبرسم وشوش وأشخاص ألوان بشرتهم وتفاصيل عنيهم وشعرهم مختلفة علشان بحس ان كل حد منهم فيه جمال
وتسعى “سلمى” في الوقت الحالي إلى التوسع وتستكمل: “وهدفي يكون عندي جاليري كبير خلال الـ3 سنين اللي جايين ومركزة أكتر الفترة دى أني أعمل رسوماتي وتصميماتي على منتجات علشان الناس تشوفها ومخططة في المستقبل أني أخرج شغلي للخارج وميبقاش في مصر بس”.
جانب من أعمال سلمى على الحوائط
جانب من اللوحات الخالية
إحدى رسومات سلمى
رسومات البنات بأنامل سلمي
جانب من اللوحات الفنية