صور.. الفوضى تجتاح باريس.. و”السترات الصفراء” تحاصر محطات الوقود.. استمرار أعمال السلب والنهب فى موجهات الأمن والمحتجين.. الحكومة تبدأ حوار مع الأحزاب لاحتواء الموقف.. و”المعارضة” تطالب بـ”انتخابات مبكرة”
مازالت الفوضى تجتاح العاصمة الفرنسية باريس، فى ظل المظاهرات، والتى تهيمن على مختلف أرجائها، احتجاجا على الإجراءات التى اتخذتها الحكومة الفرنسية مؤخرا، من بينها الزيادة فى أسعار الوقود، حيث استمرت أعمال العنف بين المتظاهرين وقوات الشرطة، كما قام المحتجون باقتحام أرقى الأحياء الباريسية وأحرقوا عشرات السيارات ونهبوا متاجر وحطموا نوافذ منازل فاخرة ومقاه في أسوأ اضطرابات بالعاصمة منذ عام 1968.
وأدت الاحتجاجات التى شهدتها باريس إلى سقوط قتيل أمس الأحد، بينما أصيب العشرات، فى حين قامت الشرطة الفرنسية باعتقال أكثر من 400 شخص ممن قاموا بأعمال نهب وعنف خلال المظاهرات، وهو الأمر الذى يعكس خطورة الأوضاع التى تشهدها فرنسا فى المرحلة الراهنة.
وقام المحتجون بقطع الطرق المؤدية إلى 11 مستودعا للوقود تملكها شركة توتال اليوم الاثنين، موضحا أن البنزين غير متوفر فى 75 من محطات الوقود التابعة لها.
ومن جانبه، أجرى رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب محادثات مع زعماء المعارضة اليوم الاثنين فيما يبحث الرئيس إيمانويل ماكرون عن سبل نزع فتيل أزمة مظاهرات تعم البلاد احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة وأدت لأعمال شغب واسع النطاق وتخريب في باريس مطلع الأسبوع.
ويرى الرئيس ماكرون إن الضرائب على المحروقات جزء من مسعاه لمحاربة تغير المناخ وإنه يريد إقناع السائقين الفرنسيين بالاستغناء عن السيارات التي تعمل بالديزل والإقبال على أنواع أقل تلويثا للبيئة. وأضاف أنه لن يحيد عن أهداف سياسته.
وتضم حركة “السترات الصفراء”، التى تقود التظاهرات التى تشهدها فرنسا وعدة دول أوروبية أخرى، أطيافا من المؤيدين من مختلف الأعمار والمهن والمناطق وبدأت على الإنترنت كرد فعل عفوى على رفع أسعار الوقود لكنها تحولت إلى تعبير أوسع عن الغضب لارتفاع تكاليف المعيشة على أبناء الطبقة المتوسطة. وتعد الحركة بلا زعامة واضحة مما يجعل المحادثات أكثر تعقيدا بالنسبة للحكومة.
وقال كريستوف شالونسون، وهو واحد من بين نحو ثمانية متحدثين شبه رسميين باسم حركة (السترات الصفراء)، تعليقا على الدعوات التى أطلقتها الحكومة الفرنسية للحوار معهم، إنه لن يشارك في محادثات “للتفاوض على الفتات.”
ودعا لوران فوكييه، رئيس حزب الجمهوريين أكبر أحزاب المعارضة، إلى استفتاء على خطة ماكرون الانتقالية للطاقة، بينما دعا جان لوك ميلينشون، رئيس حزب فرنسا الأبية، ومارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف، إلى حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة.
على جانب آخر، أعلن رئيس مركز الآثار الوطنية الفرنسية فيليب بيلافال الأحد أن كلفة الأضرار الجسيمة التى لحقت بقوس النصر خلال أعمال العنف التى رافقت تظاهرات “السترات الصفراء” فى العاصمة الفرنسية السبت قد تصل إلى مليون يورو. وقال بيلافال لصحيفة لو فيجارو “أقدّر كلفة الأضرار بمئات آلاف اليوروهات، بل حتى بمليون يورو”. وأضاف أنّ النصب “سيظلّ مغلقاً أمام الجمهور لعدة أيام.”