رؤية ورواية واحة الغروب
بقلم / سهام عزالدين جبريل
إنه إسم لقطعة عزيزة من أرض الوطن تجاه بوابتها الغربية حيث تقع على حدودها الغربية فى قلب صحراء مصرالغربية ، والتى تمتد من وادي النيل شرقا، وحتى الحدودالليبية غربا ومن البحرالمتوسط شمالاً، إلي الحدودالمصرية جنوبا
وفى القسم الشمالي، حيث السهل الساحلي، والهضبة الشمالية، ومنطقة المنخفضات العظمي، والتي تضم واحة سيوة، ومنخفض القطارة، ووادى النطرون، والواحات البحرية ، هنا كانت أحداث روايتنا الرائعة واحة الغروب هذه الرواية حاصلة على الجائزة العالمية للرواية العربية 2008 م وقد طبع منها 3 طبعات خلال سنة واحدة
يعود بهاء طاهر فى روايته البديعة (واحة الغروب) والتى لاقت نجاحا جماهيريا واستحسانا نقديا كبيرا، إلى نهايات القرن التاسع عشر، وبداية الاحتلال البريطانى لمصر، حيث يُرسل ضابط البوليس المصرى محمود عبدالظاهر، والذى كان يعيش حياة لاهية ، إلى واحة سيوة ، واحة سيوة كعقاب له بعد شك السلطات في تعاطفه مع الأفكار الثورية لجمال الدين الأفغاني والزعيم أحمد عرابي. ويصطحب الضابط معه زوجته الأيرلندية كاثرين الشغوفة بالآثار التي تبحث عن مقبرة الأسكندر الأكبر، لينغمسا في عالم جديد شديد الثراء يمزج بين الماضي والحاضر، ويقدم تجربة للعلاقة بين الشرق والغرب على المستويين الأنساني والحضاري ، وتلك العلاقات الإنسانية المتباينة والمتضاربة ، والتى اوضحتها الرواية من حيث المكان والزمان والإنسان حيث ترجع اصول سكان الواحة الى مزيج من اصول عربية حيث يطلق عليهم الشرقيين ، واخرى من أمازيغ وبربر حيث توجد حوالى 70 اسرة استقرت فى المكان منذ زمن بعيد ، حيث يوجد السكان الغربيين يوجد هناك كثير من الأثارأكثرها شهرة معبد أمون حيث مهبط الوحى المتمثل فى الإله أمون والتى نبعت منها فكرة التوحيد ، فقد كانت مكان للتعبد عند الفراعنة قديما ،
كما أن كتب التاريخ تذكر أن الإسكندر الأكبرعندما أتى الى مصر ذهب للتعميد فى هذه الواحة ، الواحة بها ايحاء واحساس روحانى طاغى لكنة خفى يستشعرة كل من يأتى إليها
وفى إسمها واحة الغروب يترجم ذلك المشهد العظيم والرائع لغروب الشمس وابتلاع تلال الصحراء لها قلما تجده فى مكان اخر يصور فى مشهد متميز مختلف عن اشكال الغروب فى اى مكان فبهاأجمل منظر للغروب، وأجمل مشهد لنجوم الليل فى الدنيا ، ويأتى شهر اكتوبر من كل عام لتشهد هذه الواحة عيدالسياحة وهو عبارة عن مهرجان التمور،أو”عيد الحصاد” لأنه يقام فور حصاد البلح والزيتون، أوعيد السياحة، أوعيد الصلح بين الشرقيين والغربيين، يحتفل به اهل الواحة عند اكتمال القمربالسماء، في شهرأكتوبرمن كل عام، حيث تحييه الواحة منذ أكثرمن 200 عام ، يتجمع فيه الأهالى تحت سفح جبل الدكرورليذبحوا الذبائح ويعدوا طعاما واحد للكل، يجلسون جميعا فى حلقات لتناول الطعام وتبادل الحديث، يأكلون بأياديهم، لا أحد يجلس أعلى من الآخر كلهم على الأرض، مساواة فى كل شىء بين الأغنياء والفقراء، بسم الله يبدأ الطعام يتبعه المديح والأناشيد الدينية من مريدى الطريقة المدنية الشاذلية، لمدة ثلاثة أيام قديما كان لاأحد يطبخ فى بيته،الآن اختلف قليلا فى هذه النقطة،آخر يوم يمرأحدهم يحمل قفة وكل من لديه فائض من الأشياء يضعها فيها، وبعد صلاة العصر يوضع ماجمع أمام الأطفال، بسم الله ، يأخذ الأطفال كل ما يحب، وفى اليوم الرابع يكون الختام بحضرة فى مسجد سيدى سليمان وينتهى العيد ، هذه بعض الصور الحيه لسكان الواحة والتى جسدت أجزاء منها رواية واحة الغروب ،
حقيقى إن هذه الرواية من بين اهم الروايات التي اثارت فضولي خاصة ان احداثها دارت في تلك الواحة واحة سيوة والتي سكانها يعدون من العرب الى جانب الامازيغ البربر فى مزيج تجمع بين تراث وعادات وتقاليد لثقافات متنوعة مابين الذين اتوا من الشرق والذين قدموا من الغرب منذ عصور قديمة واستقروا بها وهذا مادفعني للبحث عن تاريخ هذه الواحة والتشوق لزيارتها ولماذا اختار بهاء طاهر هذه المنطقة بالذات لرواية تجسد وتترجم خفايا هي صراع بين الماضي والحاضر وايضا صراع بين الغرب والشرق ،
فهى من أروع ما قرأت ، فالرواية أهم ما يميزها هى أن الكاتب يأخذك فى جو ساحر ويعرفك على أماكن لم تكن تعرف عنها إلا أسمها ثم يخرج بك من الرواوية إلى أحداث تاريخية ثم يعود بك مرة أخرى إلى الرواية بأسلوب جديد من نوعه ، وفى رأى أنه يعود سر قوة الرواية إلي عبقرية الكاتب في اختيار الزمان والمكان والأشخاص والتي ضمنت له حظ كبير من المزج بين الشخصيات وتدافع الأحداث أعجبني جدا قدرة الكاتب علي رؤية الموقف بأكثر من منظار واحد ومن ثم سرده بطريقة شيقه ، تابعت مسلسل واحة الغروب الذى عرض فى العام الماضى واتابعة مرة اخرى مع أعادة عرضه مرة اخرى بالفعل مسلسلا رائعا مما شوقنى لقرأة القصة ذاتها وتصور مشاهدها وأحداثها فى مخيلتى التى كان له مذاقا أكثر متعة،،
خالص تحياتى / سهام عزالدين جبريل