قرأت لك.. الأصولية الدينية حول العالم.. من أين يأتى التطرف؟
يعرفنا كتاب “الأصولية الدينية حول العالم.. الأصولية الإنجيلية نموذجا” لـ عبد الله أحمد لطفي الشقري والصادر عن مؤسسة وعي للأبحاث والنشر، على مفاھیم الأصولیة الدينیة، وعوامل ظھور العديد من الفرق والجماعات ذات المرجعیة الدينیة السوية والأھداف المقبولة، وغیرھا من ذوي المرجعیات المتطرفة والأھداف العنصرية التي يدعي جمیعھا التمسك بحرفیة النصوص الدينیة والنبوءات الغیبیة، لكنھا تحمل في طیاتھا الحقد والغل على غیرھا من الأمم وزرع الكراھیة بینھا.
ويحاول الكتاب أن يعرفنا بمخططات الأصولیة الإنجیلیة، حیث تعرض الباحث للعديد من الدراسات المباشرة وغیر المباشرة التي قام بالاطلاع علیھا، منھا ما يتعلق بالأصولیة الدينیة عموما ويناقش فكرھا وفلسفتھا، ومنھا ما كان يفصل في نوع معین من أنواع الأصولیة هي الأصولیة الإنجیلیة.
كما يوضح الكتاب مدى التباين والاختلاف في النظرة إلى مفھوم ظاھرة الأصولیة الدينیة بحسب الثقافة السائدة، وبحسب الباحثین وفكرھم وأيديولوجیتھم، ما بین من اعتبرھا نذير تخلف وجمود وتطرف وعنف، وبین من يراھا أحد أشكال التدين المعتدل، والصحوة والاستنارة، وما بین ھؤلاء وھؤلاء نجد القلة المحايدون الذين تجردوا وأبدوا تحفظا تجاه بعض ممارسات الأصولیة ومنھا خلط الدين بالسیاسة، وانتھاج بعضھا للعنف وسیلة لبلوغ أھدافھا.
ويكشف الكتاب أن ھناك تعمدا في إلصاق المصطلح بالأصولیة الإسلامیة، كتھمة صريحة بالإرھاب أو شتیمة بالتطرف قصد منه ربط المتلقي للمفھوم مع المدلولات السلبیة لممارسات الأصولیة المسیحیة في العصور الوسطى وكذلك الصھیونیة، على الرغم من كون الأصولیة إنما خرجت من رحمھما. وإن استخدام الأصولیة الدينیة من شأنه إذابة الفوارق بین الدول، وإلا لما كانت دولة صغیرة مثل إسرائیل تتحكم في مصائر ملايین البشر –بالحروب- في العالم، ولما كان بلد الألف نسمة (الفاتیكان)، لھا هذا النشاط الواضح، فھي تقود ثمانمائة ملیون كاثولیكي. وتشرف على أكثر من مائتي ألف كنیسة كاثولیكیة، يتبعھا ملیون وستمائة ألف قسیس.
وكذلك الأمر مع بلوغ الأصولیة الإنجیلیة ذات العقیدة البروتستانتیة و أرفع المناصب السیاسیة في دول الغرب وخصوصا الولايات المتحدة وبريطانیا.