أمه لها تاريخ عكرمة و ليونايدس
للأستاذ رضا عبد اللطيف
كثير منا شاهد فيلم 300 الذي يجسد ملحمة الملك ليونايدس و 300 من رجاله الاسبرطيين في صد هجوم جيش “احشورش” الفارسي على اليونان والذي أدى في النهاية إلى مقتلهم جميعا.
الكثير منا يعلم هذه القصة، ولكن من منا يعلم قصة حقيقية بطلها عكرمة ومعه ال٤٠٠ صحابي؟
القصة كانت في معركة اليرموك..حيث كانت المواجهة بين المسلمين والروم البيزنطيين فيما اعتبره بعض المؤرخين من اهم المعارك في تاريخ العالم لأنها جسدت أول انتصارات المسلمين في خارج الجزيرة العربية مما هيأ لهم إنشاء امبراطوريتهم العظيمة. الجدير بالذكر هنا ان المعركة استمرت ستة أيام كاملة وكان تعداد الجيشين 36 ألفا من المسلمين في مقابل 250 ألفا من الروم.
طبعا بذكر الفرق الكبير بين تعداد وتجهيز الجيشين يصبح واضحا كيف كانت المعركة صعبة وشديدة على جيش المسلمين . في اليوم الرابع للمعركة حقق الجيش البيزنطي اختراقا حاسما في صفوف جيش المسلمين حيث تعرض الكثير من جند المسلمين إلى رمي عنيف بالنبال أدى إلى فقدان الكثير لبصرهم نتيجة إصاباتهم في عيونهم وسمي ذلك اليوم بيوم خسارة العيون، وتراجع الجيش المسلم تراجعا كبيرا ولاحت الهزيمة في الأفق..
وهنا تبدأ قصتنا..
عندما أحس عكرمة (تقبله الله) بقرب الهزيمة نزل من على جواده وكسر غمد سيفه وأوغل في صفوف الروم فبادر إليه خالد بن الوليد قائد الجيش المسلم وقال “لا تفعل يا عكرمة فإن قتلك سيكون شديداً على المسلمين”
فقال عكرمة “إليك عني يا خالد فلقد كان لك مع رسول الله سابقة أما أنا وأبي فقد كنا من أشد الناس على رسول الله فدعني أكفر عما سلف مني” ثم قال “لقد قاتلت رسول الله في مواطن كثيرة وأفر من الروم اليوم إن هذا لن يكون أبداً.”
ثم نادى في المقاتلين “من يبايع على
الموت؟” فلبى نداءه 400 من الرجال فدخل عكرمة بفرقته إلى داخل صفوف الروم وقاتلو قتالا عنيفا في الوقت الذي كان بدأ يفر فيه الكثير من جند المسلمين من هول الموقف ونجح بفرقته في صد زحف الروم وقتل الآلاف من جنود الرومان وقلب الهزيمة الموشكة إلى نصر.. لكنه وفرقته استشهدو جميعا في هذه العملية
الفارق بين القصتين، أن أمجاد الإسلام أمجاد حقيقية صاغها أبطال شجعان في سبيل الله وليس أسطورة أو مبالغة أو ضربا من الخيال
مع تحياتي
رضا عبد اللطيف