أخبار دولية

أمين عام البرلمان العربي للطفل يكتب لنعلم أبناءنا حق التعبير

 

هناء السيد

تحت عنوان لنعلم أبناءنا حق التعبير كتب أيمن عثمان الباروت امين عام البرلمان العربى للطفل

لقد كان قرار الشارقة باستضافة أمانة برلمان الطفل العربي بمثابة مبادرة جديدة ، تشهد باهتمام إمارتنا المعطاءة بالطفولة على جميع الصعد والمستويات .

هذا الاهتمام الذي أهّلها للفوز بلقب المدينة الصديقة للأطفال واليافعين على مستوى مدن العالم لعام 2018.

ولا شك أن الحديث عن برلمان الطفل العربي يسلط الضوء على حق الطفل في التعبير، هذا الحق الأصيل الذي يحظى بأهمية كبيرة، على جميع المستويات، حيث ضمنته الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في عام 1989 ضمن أهم الحقوق التي يجب أن توفر للأطفال.

أما على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة التي خصصت قانون وديمة لحماية الطفولة، فقد نص هذا القانون في مادته رقم 12 وبكل وضوح على أن للطفل حق التعبير عن آرائه بحرية، وفقاً لسنه ودرجة نضجه، بما يتفق مع النظام العام والآداب العامة.

كما أتاح له الفرصة اللازمة للإفصاح عن آرائه فيما يتخذ بشأنه من سياسات وقرارات وتدابير، وذلك في حدود القوانين المعمول بها.

هذا لما لحق التعبير من خصائص مهمة جعلت منه الأساس لحقوق كثيرة، هذا عدا تلك المنافع التي يحققها للأطفال من الناحية الثقافية والتربوية والنفسية التي تجعل الأطفال يبنون الثقة في أنفسهم قادة من أجل المستقبل.

ولا شك أن النظرة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي-عضو المجلس الأعلى للاتحاد-حاكم الشارقة لحقوق الطفل جديرة بالاهتمام حيث تفاءل الجميع خيرا باستضافة الشارقة لبرلمان الطفل العربي ، هذه المبادرة التي لاقت الترحيب والتثمين من المعنيين بقضايا حقوق الطفل في مختلف دول الوطن العربي، حيث تأتي هذه الخطوة المباركة بمثابة ترسيخ في ممارسة الطفل لحقوقه وتشجيعه للإقبال على المستقبل متأهلا بكل ما يلزم .

حيث أن حقوق الطفل تعتبر المدخل و حجر الزاوية في التربية المتكاملة للطفل التي تقود إلى بناء الشخصية المتكاملة وتعود بالنفع والفائدة للأهل والوطن.

إن ما يبذل من مجهودات نحو إتاحة الكثير من الحقوق للطفل خاصة حق التعبير، ما هو إلا انبثاق لرؤى صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي ، حيث إن مجلس شورى أطفال الشارقة الذي تأسس بتوجيهات كريمة من سموه منذ أكثر من عقدين من الزمان يعتبر من أرقى الأساليب التي أتاحت لأطفال الشارقة منبرا حرا للتعبير عن رأيهم في العديد من القضايا التي تهم الطفولة حيث أثبت المجلس خلال مسيرته بأن للطفل قدرات تؤهله للمشاركة في العديد من أنشطة المجتمع بأشكال عديدة.

فنون التعبير

يعد التعبير عن النفس حجر الأساس في عملية التواصل الإنساني، ولا بد من الإشارة إلى أن وسائل التعبير عن النفس قد شهدت قفزات كبيرة عبر التاريخ، أما في عالم اليوم فبإمكان الطفل التعبير عن نفسه بوسائل عدة الشفهي منها والتعبيري كالرسم والكتابة وغيرها. حيث فتحت التقنية مجالات كثيرة ولكن يبقى الأساس في التعبير والأكثر تفضيلا هو التعبير الشفهي وخاصة على مستوى الأسرة وعلى مستوى الأصدقاء من المحيطين بالطفل.

تدريبات لرفع القدرة التعبيرية للطفل

تعتبر ملكة التعبير لدى الأطفال في نطاق القدرات النامية التي تتطور مع الطفل منذ محاولاته الأولى في التواصل مع العالم الخارجي، وهي قدرة ومهارة قابلة للتطوير عن طريق التدريب والصقل، إلا أن ما يجب أن يؤكد هو دور الوالدين الأساسي في دعم محاولات التعبير التي تظهر لدى طفلهم ، فيجب عليهم استثمار الفرصة وعدم إظهار الضيق من ضعف مهارات الأطفال التعبيرية ، وعليهم أن يصبروا مهما كان ذلك مضنيا، حيث لا يجد الوالدان في العادة وقتا كافيا بحكم انشغالاتهم بالأمور الحياتية ، ولكن عليهم معرفة ضرروه استثمار الفرصة وعدم التصدي للطفل بقهره ومنعه من الكلام الكثير كما عليهم مراعاة أمور كثيرة وخاصة عدم التدخل لتصحيح كل شيء وخاصة أخطاء النطق البسيطة التي تتحسن بمرور الأيام، ومراعاة تعليمه الصواب بأسلوب يراعي الاتكيت في نفسية الطفل. كما يجب أن يتم تعويد الأطفال على حسن الاستماع وحسن الجواب بكل احترام وخاصة لمن يكبروهم في السن، كما يجب التأكيد على دور المدرسة التي يتم فيها تدريب الطفل بشكل تلقائي ومنظم على التعبير عن نفسه بشكل أكثر مرونة وتنظيما.

تجليات حق التعبير

لا شك أن التعبير يحقق مقاصد التربية النفسية والروحية والعقلية للأطفال، فأما من الناحية النفسية فالأطفال القادرين على التعبير عن أنفسهم هم أفضل من غيرهم على مستوى الصحة النفسية وذلك أن التعبير يفيد في معرفة احتياجات الطفل مما يبعده عن الكبت وآثاره السالبة التي تظهر في تكوينات العقد النفسية.

ومن جانب اخر فكلما كان الطفل بمقدوره التعبير عن النفس كلما ارتفعت نسبة مشاركته في حماية نفسه من أي انتهاكات أو استغلال يتعرض له، حيث يكون بإمكانه الإفصاح عما يتعرض له من أذى، خاصة وإن كثيرا من العابثين ببراءة الطفولة يلجؤون إلى تهديد الطفل بالقتل حال افشائه أو الحديث عن استغلاله، ولهذا فالطفل الذي بإمكانه التعبير سيكون أكثر جرأة في الإفصاح فيما لو تعرض لأي عارض ولن يصمت لأنه يستطيع أن يوصل شكواه لأسرته بأي شكل من أشكال التعبير.

أما من الناحية العقلية فالتعبير من الأدوات المهمة في زيادة المعارف، كما يعتبر ضمن المداخل المهمة في عملية التطوير الذاتي، ومن جانب آخر يعد التعبير أداة الشورى الفاعلة التي تنمو بالمشاركة في قاعدة الخبرات الإنسانية حيث قيل أن من استشار شارك الناس عقولهم ، فالتعبير ينمي التفكير ويوجهه إلى كل ما هو إيجابي كما يزيد من معارف الأطفال واكتساب الخبرات بعملية المشاركة التي تمثلها الحوارات والنقاشات التشاركية ، حيث يتم فيها الأخذ والرد والاستماع والتعرف على أفضل طرق الصقل والتدريب والشرح والاستيعاب.

كما يساعد التعبير على تنشئة الطفل تنشئة روحية متوازنة تقوم على تفهم المجتمع وأعرافه وممارساته وطقوسه الإجتماعية، متقبلا الآخرين منفتحا عليهم ملتزما بالوسطية بعيدا كل البعد عن أسباب التطرف والغلو.

وختاما نؤكد على أن برلمان الطفل العربي سيكون ذو أثر كبير وشعار تشدو به حناجر الطفولة العربية وهي تغني ؛ من أجل غد زاهر بطموحاتها وآمالها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *