وصف عبد الفتاح السيسى القمة العربية الأوروبية الأولى بمدينة شرم الشيخ بالتاريخية، حيث شهدت على مدار اليومين الماضيين، نقاشات مثمرة، وتواصلًا مباشرًا بناءً، على مستوى مؤسسى رفيع، هو الأول من نوعه فى تاريخ العلاقات العربية الأوروبية.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسى فى ختام أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ، حيث قدم الرئيس السيسى الشكر لقادة وشعوب كل الدول المشاركة فى هذه القمة.
وأعرب السيسى عن ثقته فى أن هذا التواصل قد ساهم وبشكل كبير فى توضيح الرؤى والتوجهات بشأن العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك لكافة دولنا، متابعا: “والتى كان من الضرورى، أن تتم بشأنها عملية مكاشفة صريحة على هذا المستوى الرفيع، بما يعطى دفعة قوية للعلاقات العربية الأوروبية، ويتيح لنا أن نشرع فى بلورة رؤية استراتيجية مشتركة تجاه هذه القضايا، وأن ذلك يعد أولوية قصوى لدولنا وشعوبنا، فى ضوء تعاظم التحديات وتشابكها من جهة، والمزايا والإمكانيات والفرص لتعزيز التعاون ومواجهة هذه التحديات بشكل جماعى من جهة أخرى”.
وأشار السيسى، إلى أنه كان طبيعيًا أن تتنوع وجهات نظرنا خلال لقائنا الأول على مستوى القمة، بشأن بعض القضايا، سواء على مستوى تشخيص أسبابها، أو السبل الأمثل للتعامل معها، موضحًا أنه كان ذلك مصدر إثراء لمناقشات القمة وترسيخًا لقيمة الحوار القائم على الاحترام المتبادل، والإيمان العميق بإمكانية توسيع مساحة المشتركات الإنسانية وآفاق التعاون بيننا.
وأضاف الرئيس، أن ما يجمع المنطقتين العربية والأوروبية أكبر بكثير مما يفرقهما، مضيفًا أن ما توافقنا عليه خلال لقاءاتنا على مدى اليومين الماضيين، ربما فاق توقعات الكثيرين، بشأن ما يمكن أن يتم التوصل إليه، خلال حدث على هذا المستوى، يُعقد للمرة الأولى على الإطلاق، وهو ما نعتبره على رأس القيم المضافة لاجتماعات قمتنا العربية – الأوروبية الأولى.
وأعرب الرئيس السيسى عن ثقته فى أن نجاح القمة لا يقاس فقط بما تم خلالها من نقاش ثرى، وإنما يقاس بمقدار ما تتحول هذه القمة الناجحة إلى محطة جديدة لتعميق التعاون الممتد عبر التاريخ بين المنطقتين العربية والأوروبية.
وأوضح السيسى، أنه تم إرساء دورية انعقاد القمة العربية الأوروبية، مضيفًا: “لنضيف بذلك لبنة أخرى للصرح التعاونى المؤسسى المشترك بين دولنا، ومؤكدين عزمنا على استكمال المسيرة لمواجهة التحديات التاريخية غير المسبوقة التى نعيشها فى مطلع القرن الحادى والعشرين”.
واختتم السيسى كلمته: “أتوجه بحديثى مباشرةً إلى شعوبنا فى المنطقتين العربية والأوروبية: “أيتها الشعوب العظيمة المحبة للسلام: لقد اختتمنا اليوم بنجاح قمتنا فى شرم الشيخ، مدينة السلام، إلا أن نجاح التعاون العربى الأوروبى يظل فى النهاية رهنًا بعملكم أنتم، ولن يُكتب له الاكتمال إلا من خلال جهودكم، فأنتم أول المعنيين بلقائنا هذا، وأنتم من سيجنى ثمار عملنا المشترك، فأدعوكم، بكل ود ومحبة، أن تتجاوزوا كل ما يفرقكم، وأن تتمسكوا بكل ما يجمعكم، حتى ننطلق جميعا إلى مستقبل أفضل للإنسانية بأسرها”.