دقت طبول الحرب بين الهند وباكستان.. الخارجية الهندية: غاراتنا استهدفت معاقل المتشددين بكشمير الباكستانية.. و”إسلام أباد”: نيودلهى “مرتبكة” ونطالبها بـ”إعمال العقل”.. ويؤكد استعداد بلاده للرد على أى هجوم محتمل
يبدو أن الأوضاع بين الهند وباكستان تسير من سيئ إلى أسوأ على خلفية الهجوم الذى استهدف إقليم كشمير قبل عدة أيام، حيث انتقلت المعركة من مدارها الكلامى، على خلفية الاتهامات الهندية للحكومة الباكستانية بالتورط فى الهجوم، إلى الجانب العسكرى، على خلفية هجمات شنها الجيش الهندى على أراض خاضعة للسيطرة الباكستانية.
ففى تصريحات للجيش الباكستانى، أكد مسئولون عسكريون أن طائرات عسكرية هندية دخلت الأراضى الباكستانية فى منطقة كشمير المتنازع عليها و”أفرغت شحنة” بعدما دفعت باكستان بطائراتها صوبها.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستانى الميجر جنرال آصف غفور على تويتر اليوم الثلاثاء، “اقتحمت طائرات هندية الحدود من قطاع مظفر اباد” وذلك فى إشارة إلى الجزء الخاضع لإدارة باكستان من كشمير.
الجيش الهندى
وأضاف أن الطائرات الهندية “واجهت ردا فعالا فى الوقت المناسب من جانب القوات الجوية الباكستانية.. وأفرغت شحنة على عجل أثناء هروبها، وسقطت الشحنة بالقرب من بالاكوت ولا توجد خسائر بشرية أو مادية”.
وتقع بلدة بالاكوت فى إقليم خيبر بختون خوا فى باكستان على بعد 50 كيلومترا تقريبا من خط المراقبة الذى يعد الحدود الفعلية بين البلدين اللذين خاضا ثلاث حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا فى 1947. وقالت وزارة الدفاع الهندية إنها ليست لديها أية معلومات عما ذكرته باكستان.
ووقع قصف مرارا عبر خط المراقبة فى كشمير خلال السنوات القليلة الماضية أثناء تأجج التوترات بين البلدين، لكن انتهاك المجال الجوى نادر الحدوث.
وزير الخارجية الباكستانى شاه محمود قرشى
ومن جانبه، دعا وزير الخارجية الباكستانى شاه محمود قريشى، اليوم الثلاثاء، إلى اجتماع طارئ لكبار المسئولين بالوزارة، وذلك على خلفية ما أعلنه الجيش الباكستانى بشأن انتهاك طائرات عسكرية هندية لخط السيطرة الحدودى بين البلدين.
وأضاف أنه ينبغى على الهند “إعمال العقل” بشكل أكبر وذلك بعدما عبرت طائرات هندية الحدود إلى باكستان ونفذت ما وصفه وزير هندى بأنها ضربة جوية على معسكرات للمتشددين.
وأوضح أن القوات المسلحة الباكستانية والمواطنين فى حالة تأهب وقادرون على الدفاع عن كل زاوية وركن من البلاد، وذلك على خلفية انتهاك طائرات عسكرية هندية لخط السيطرة الحدودى بين الجانبين.
وزير خارجية الهند
ووصف قريشي هذه الواقعة بـ “العدوان”، مشيرا إلى أن القيادة الهندية أصبحت مرتبكة، كما أنها تجازف وتخاطر بالسلام الإقليمى لتحقيق مكاسب سياسية، موضحا أنه سيعقد اجتماعا مع رئيس الوزراء عمران خان ليطلعه على نتائج الاجتماع التشاورى الذى سيعقد فى وزارة الخارجية خلال ساعات.
فى حين شددت الهند، على لسان وزير التنمية البشرية براكاش جافاديكار، على أنه غاراتها الجوية استهدفت معسكرات للمتشددين داخل الأراضى الباكستانية، معتبرة أن الخطوة التى اتخذها الجيش الهندى تبدو ضرورية للدفاع عن أمن البلاد، موضحا أن رئيس الوزراء الهندى أطلق يد القوات المسلحة للدفاع عن الأراضى الهندية ضد أى اعتداء.
بينما قال وزير الخارجية الهندى فيجى جوخالى، إن العملية العسكرية قادتها المخابرات، حيث استهدفت أكبر معسكر تدريب لجماعة “جيش محمد” المسلحة، موضحا أن عددا كبيرا من المسلحين لاقوا حتفهم خلال العملية العسكرية، فى حين أكدت مصادر أن عدد القتلى بين المسلحين وصل إلى 300 شخص.
واجتمع رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى، اليوم الثلاثاء، بعدد من وزراء حكومته وعلى رأسهم وزيرى الدفاع والداخلية، وذلك لمتابعة الأوضاع بعد أن شنت القوات الهندية ضربات جوية فجر اليوم على معسكرات إرهابية عند خط المراقبة الحدودى.