“أبو طرطور” يعكس اهتمام الدولة بقطاع الثروة المعدنية والاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية.. وزير البترول: 800 مليون دولار تكلفة شركة الوادى للصناعات الفوسفاتية والأسمدة.. والطاقة الإنتاجية 1.6 مليون طن سنويا
زار أمس وزير البترول المهندس طارق الملا محافظة الوادى الجديد لأول مرة، لإحياء “أبو طرطور” من جديد، ولوضع مصر على خارطة الطريق فى صناعة الفوسفات العالمية بعد تعثر دام لمدة أربعة عقود من خلال مشروع “أبو طرطور”، والذى يعد من المشروعات الجديدة فى الوادى الجديد والذى يعكس مدى اهتمام الدولة بقطاع الثروة المعدنية والاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية التى تزخر بها محافظة الوادى الجديد.
ومن المخطط أن يتبعه مشروعات أخرى قائمة على المنتج وهو ما يشجع على جذب مزيد من الاستثمارات وتوفير فرص عمل جديدة لأبناء المحافظة.
وتقع منطقة أبو طرطور على مسافة 60 كم غرب الخارجة، وهى أغنى المناطق بخام الفوسفات، حيث يتراوح سمك الخام بين نصف متر و13 مترا شرقًا وغربًا، وقدرت احتياطيات الخام المؤكدة حوالى 700 مليون طن فى حين تصل احتياطات الخام المحتملة إلى 1000 مليون طن.
ويذكر أن الناتج القومى المصرى من الفوسفات يبلغ 5.5 مليون طن، يصدر منها أكثر من 3 ملايين طن سنويًّا، ورغم الاحتياطى الهائل والتصدير، تستورد مصر أسمدة الفوسفات من الخارج لعدم قدرة المصنعين القائمين للأسمدة على سد احتياجات الزراعة فى مصر من الأسمدة الفوسفاتية.
التحول من الخسائر إلى الأرباح
وقال رئيس مجلس إدارة شركة فوسفات مصر، المهندس خالد الغزالى حرب، أن حجم استثمارات المشروع الإجمالية يقدر بحوالى 1.4 مليار دولار ويستهدف تصدير كامل الإنتاج للخارج ومن المتوقع أن يبدأ العمل فى تنفيذ المشروع ابريل القادم، على أن يدخل مرحلة الإنتاج الفعلى خلال الربع الثالث من عام 2021″.
وأكد أن مشروع فوسفات أبو طرطور بالوادى الجديد أستطاع أن يتحول من الخسائر إلى الأرباح فمنذ عام 2009 حقق أرباح تجاوزت 200 مليون جنيه، تم سداد 213 مليون جنيه مستحقات مالية للدولة.
1.6 مليون طن سنويا الطاقة الإنتاجية لحمض الكبريتيك
مشروع مجمع إنتاج حامض الفوسفوريك بالوادى الجديد سيعتمد على 2 مليون طن سنوياً من خام الفوسفات كمدخل رئيسى للإنتاج حيث سيتم إنتاجه من هضبة أبوطرطور بالكامل، ويضم المجمع ثلاث وحدات منها وحدة لإنتاج حمض الكبريتيك المركز بطاقة 1.6 مليون طن سنوياُ وأخرى لإنتاج حمض الفوسفوريك ووحدة لمعالجته بعد الإنتاج للوصول إلى درجة النقاء المطلوبة فضلا عن توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية المنتجة من وحدة إنتاج حمض الكبريتيك بطاقة 33.5 ميجاوات لاستخدامات المجمع الصناعى والمنطقة السكنية إلى جانب ضخ الفائض فى الشبكة القومية للكهرباء.
التطور التاريخى لفوسفات أبو طرطور
فى عام 1971، بدأت فكرة المشروع، وتم حفر بئر استكشافى بهضبة أبو طرطور وأسفرت الأبحاث فى المنطقة إلى التوصل لوجود كميات كبيرة من الطفلة الزيتية المستخدمة فى إنتاج البترول مع خامات أخرى اقتصادية كالحجر الجيرى والكلوكونايت وكبريتيد الحديد، فضلًا عن الفوسفات الذى يحتوى على اليورانيوم وكثير من العناصر الأرضية كحامض الفسفوريك، وتم نقل تبعية المشروع إلى وزارة البترول والثروة المعدنية فى 2004 وفصل المشروعات التكميلية عنه، وقد بلغت التكلفة نحو 6.2 مليار جنيه، فى حين بلغت التكلفة الرأسمالية للمشروع الصناعى والمنجم نحو 2550 مليون جنيه والفوائد نحو 2019 مليون جنيه.
وفى 1974 تم إسناد مشروع المنجم إلى خبراء من الاتحاد السوفييتى السابق لكن موسكو عجزت على مدار عقدين من تطوير المنجم ووضعه على طريق الإنتاج.
وكانت شركة فوسفات مصر المالكة لنحو 25% من شركة الوادى للصناعات الفوسفاتية قد عرضت فكرة إحياء هذا المشروع خلال المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ فى العام 2015 بعد أن قدم البرلمان المصرى استجوابًا فى 2010 اتهم فيه القائمين على المشروع بالتقصير، وأصدرت وزارة البترول بيانًا تفصيليًّا حينها حول حقائق المشروع.
وضمن عمليات نهب بدأت فى 2011 استولت عصابات مسلحة على خطوط وقضبان خط سكك حديد “سفاجا- قنا” فى 2014 والمخصص لنقل القمح المستورد، وقد تسببت تلك الأزمة فى توقف حركة الاستثمارات فى المشروع، نتيجة هروب المستثمرين بسبب الانفلات الأمنى، وقدرت خسائر عمليات السطو بأكثر من 40 مليون دولار راحت لجيوب العصابات المسلحة ومصانع الحديد وتجار الخردة.
إحياء “أبو طرطور” من جديد
فى مايو الماضى، أعادت الدولة المشروع إلى دائرة الضوء عبر شركة جديدة هى “فوسفات مصر”، حيث وافق مجلس الوزراء على تخصيص منطقة امتياز 220 كيلو فى المنطقة لمصلحة الشركة لبحث وإنتاج الفوسفات.
التغلب على التحديات
وقد تم التغلب على التحديات التى واجهته وإنشاء شركة فوسفات مصر عام ٢٠٠٩ وتحويل الخسائر إلى أرباح، وجارى حالياً دراسة إعادة تأهيل خط السكة الحديد (أبوطرطور – قنا – سفاجا) وذلك تماشياً مع خطة الدولة فى الاتجاه إلى استخدام السكك الحديدية كناقل للبضائع.
ومن المخطط أن يتم ازدواج الخط كمرحلة مستقبلية وكذلك استخدامه كناقل للركاب فى الجزء الشرقى الواقع بين مدينتى قنا وسفاجا، كما أنه جارى دراسة إعادة تأهيل رصيف أبوطرطور التعدينى بميناء (سفاجا – البحر الأحمر) وكذلك تأهيل السيور الناقلة لخام الفوسفات فى موقع شركة فوسفات مصر بهضبة أبوطرطور، مشيراً إلى أن اختلاف أسعار البيع لخامات الفوسفات فى السوق العالمى طبقاً لكل نوعية، ووجود تنافس بين الشركات المصرية للاستحواذ على تصدير كميات لبعض الأسواق ويتم العرض على نفس المستهلك من أكثر من مصدر من مصر مما ينتج عنه خفض سعر البيع دون أسباب خارجية مؤثرة على الأسعار العالمية مما يفقد المنتج المصرى جزءاً من السعر لصالح هذه الأسواق ومن هذا المنطلق تأسست الشركة المصرية لتسويق الفوسفات والأسمدة الفوسفاتية لتتولى تنظيم سوق الفوسفات ووضع السياسة التسعيرية العادلة لخام الفوسفات المصدر من مصر وفقاً لطبيعة الخام ودرجة تركيزه بما يحافظ على سعر بيع الخام المصرى ويتفق مع متوسط السعر السائد فى الخارج.
800 مليون دولار تكلفة شركة الوادى للصناعات الفوسفاتية والأسمدة
وأشار وزير البترول المهندس طارق الملا أن مجمع إنتاج حامض الفوسفوريك بمنطقة أبوطرطور فى محافظة الوادى الجديد التابع لشركة الوادى للصناعات الفوسفاتية والأسمدة والجارى تنفيذ اعماله حالياً بتكلفة استثمارية تصل إلى نحو 800 مليون دولار وبطاقة إنتاجية تصل إلى 500 ألف طن سنوياً من حامض الفوسفوريك.