مستغرق في المحلية .. وكل القضايا يمكن طرحها بشرط الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها
كتبت- د. هويداالشريف
نظمت كلية الإعلام بالجامعة العربية المفتوحة ندوة استضافت خلالها الإعلامي الكبير وائل الإبراشي ، تناولت الواقع الإعلامي في مصر والتطورات المتلاحقة التي يشهدها ، وما تفرضه من تحديات على العاملين في مهنة الإعلام .
في بداية الندوة ، أكدت أ.د نرمين خضر عميد كلية الإعلام ، إن اللقاء يأتي في إطار حرص الكلية على خلق حالة من الحوار بين الطلاب ، والإعلاميين المتميزين ومن بينهم الإعلامي وائل الإبراشي ، مشيرة إلى أن ذلك يساهم كذلك في نقل خبرات هؤلاء الإعلاميين للطلاب ، ويتيح لهم الإطلاع عن قرب على المهارات التي يحتاجها سوق العمل من واقع خبرة الممارسين للمهنة .
من جانبه ، طالب أ . د عبدالحي عبيد مدير فرع الجامعة العربية المفتوحة بمصر الطلاب بالاستفادة من النافذة التي تفتحها الجامعة أمامهم ، داعيا إلى ضرورة استغلال فترة الدراسة للإعداد الجيد للتعامل مع سوق العمل التي باتت تحمل تحديات جمة لجميع الخريجين .
وفي كلمته خلال الندوة ، قال الإبراشي إن كافة القضايا الموجودة في المجتمع قابلة للنقاش، لكن الأهم هو كيفية تقديمها للجمهور والمحاور التي يتم التركيز عليها ، بما يساعد في توصيل رسالة الإعلام في خدمة الجمهور وتنويره وتوعيته بمختلف القضايا .
وأضاف الإبراشي إن كل إعلامي يختار الطريقة المناسبة لإدارة الحوار مع مصادره ، فالبعض يرى أن الحوار الهادئ يساهم في إخراج ما في جعبة الضيف من معلومات وآراء وأسرار ، فيما يعتمد آخرون استراتيجية تقوم على استفزاز الضيف ووضعه تحت ضغط .
ودعا الإبراشي إلى عقد مؤتمر قومي يناقش واقع الصحافة المطبوعة في مصر والتحديات التي تواجهها مع تراجع معدلات القراءة وانخفاض عائداتها من الإعلانات ، والمنافسة الشرسة مع الإعلام الجديد ، وتم الاتفاق على أن يعقد المؤتمر برعاية كلية الإعلام بالجامعة العربية المفتوحة فرع مصر.
وطالب الإبراشي الطلاب بالقراءة المتنوعة في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والرياضية والفنية ، معتبرا أن الثقافة تعد مكونا أساسيا من مكونات الإعلامي ، وأنه يجب أن يكون مستعد دائما ، فقد تقود الصدفة في طريقه شخصية مشهورة في أي مجال من المجالات ، وإذا لم تتوافر هذه الثقافة فإنه قد يضيع على نفسة انفرادا أو موضوعا صحفيا متميزا .
وأضاف أن التطورات التكنولوجية أذابت الحدود بين كافة التخصصات في مجال الإعلام ، مشيرا إلى أن من يعمل بالصحافة يستطيع أن يعمل في أي مجال آخر ، فيستطيع أن يكون مذيعا في الإذاعة أو التلفزيون ، أو في مجال العلاقات العامة ، حيث تساعده مهاراته الصحفية في أن يتصدى للعمل في كافة الوسائط الإعلامية.
وأكد الإبراشي أن الإعلام في مصر مستغرق في المحلية ، مشيرا إلى أن ذلك يرجع بشكل أساسي إلى التغيرات التي شهدتها البلاد في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 ، وتسارع الأحداث فيها بشكل دفع الإعلاميين إلى الاستغرق في تلك القضايا على حساب الشأن العالمي والعربي رغم أهميتهما وتأثيراتهما على الأوضاع في مصر.
وقال الإبراشي إن تيار الصحافة الاستقصائية أصبح من الاتجاهات الصحفية العالمية بالغة الأهمية التي تحتاج إلى مجهود كبير ، وأن الصحفي الاستقصائي يبحث دائما في قضايا شائكة وحساسة بحثا عن الحقيقية ، مشيرا إلى أن الإعلامي الجيد هو الذي يعمل في موضوعاته بمنطق ” الأرض المحروقة ” بمعنى أنه يغطي الموضوع من كافة زواياه وجوانبه بما لايترك للآخرين مجالا لطرحه .
وأضاف الإبراشي إن مصر شهدت مدارس صحفية متنوعة كان لها دور في إثراء العمل الصحفي من بينها مدرسة الأهرام ، ومدرسة أخبار اليوم ، ومدرسة روزاليوسف التي تتعامل بمنطق ” نحن نلامس الأسلاك العارية ” بمعنى تناول كافة القضايا الشائكة والموضوعات التي مايزال البعض يعتبرها ” تابوهات ” أو خطوط حمراء .