شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، إطلاق المنتدى العالمى للتعليم العالى والبحث العلمى، مستلهما همم المصريين وأعضاء المجتمع الأكاديمى فى مصر، قائلا: “إننا لم نشارك فى الثورة الصناعية الأولى أو الثانية أو الثالثة ولا يجب أن تفوتنا الثورة الصناعية الرابعة”.
وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسى، بكلمته خلال حضوره الجلسة الافتتاحية للمنتدى العالمى للتعليم العالى والبحث العلمى، الذى تعقده وزارة التعليم العالى والبحث العلمى اليوم الخميس بفندق الماسة بالعاصمة الإدارية الجديدة، أن تأثيرات التكنولوجيا الحديثة ستكون ضارية بشكل أكبر على المجتمعات النامية كالمجتمع المصرى، مؤكدا ضرورة مشاركة الجميع فى اللحاق بركب الثورة التكنولوجية الرابعة.
وتابع الرئيس السيسى: “إننا نحتاج لتغيير ثقافة التعليم فى مصر، شوفوا العلماء ورؤيتهم للواقع ولا يجب أن ننفصل عن هذا التناغم حول التكنولوجيات الجديدة لأنه موضوع مهم فى حياتنا وحياة أبنائنا وأحفادنا”، مشيرا إلى أن التكنولوجيات القادمة قد تسحق أجيال كاملة ولذلك لابد من الاستعداد الكامل لذلك، قائلا: “قد لا نقدر على قياس حجم التطور السريع والهائل فى التكنولوجيا على الإنسان بسبب سرعة هذا التطور وقوته”.
من جانبه، قال الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمي، إن منتدى التعليم العالى بالعاصمة الإدارية يعكس أهمية و قيمة العلماء فى نهضة اللدولة، مؤكدا استمرارية تحفيزهم المستمر والدعم غير المسبوق الذى سيقدم لهم، قائلا: “تحقيق النهضة لن يكون إلا بتطوير برامجنا الدراسية، منوها عن رسالة مصر للعالم أجمع باتجاهها إلى التعليم الرقمى والذكاء الاصطناعى”.
وكشف عن تكليفات الرئيس السيسي، والتى تمثلت فى ضرورة التحول الرقمى فى مجال المعرفة وإجراء حوارات مع الخبراء والاستفادة من التجارب الدولية وتطوير المناهج بما يتلائم مع وظائف سوق العمل، وعرض المشروعات الخاصة بالاستثمار فى الجامعات والحفاظ على القيم والمبادئ الاجتماعية، وتأهيل طلاب الجامعات لسوق العمل.
وأعلن وزير التعليم العالي، عن تضمن استراتيجية وزارة التعليم العالى والبحث العلمى خطة لمواجهة تحديات التعليم وتعظيم عائد الاستثمار فى التعليم لتوفير فرص عمل، بما يتلاءم مع رؤية مصر بالتحول من الاقتصاد الريعى إلى الاقتصاد المعرفى والذى يتطلب عددا من المهارات، مشيرا إلى أن الوزارة حرصت على مواكبة التحول الرقمى من خلال رفع البنية التحتية وكفاءة الخريجين، بالإضافة إلى جامعات جديدة تعزز توفير تعليم عالى بجانب الجامعات المهنية والدولية وفروع الجامعات الدولية، مضيفا : “نصنع مستقبل لأمة يكون مزدهر ومشرق فبالعلم والعلماء تحيا مصر”.
وترأس الرئيس عبدالفتاح السيسى، جلسة اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بحضور رؤساء الجامعات الحكومية، على هامش فعاليات المنتدى.
وشهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، والفريق أول محمد زكي، وزير الدفاع، واللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، ووزراء الاستثمار والكهرباء والتربية والتعليم والآثار، ورؤساء الجامعات الحكومية والخاصة، الجلسة الافتتاحية للمنتدى والتى تناولت ما الذى يجب أن تقوم به الجامعات فى ظل الثورة الصناعية الرابعة، تحدث خلالها وزير الاتصالات عمرو طلعت، ونائب رئيس شركة هواوي، ومدير المعهد الهندى التكنولوجي.
وقال المهندس عمرو طلعت، إن هناك تنسيق مع وزارة التعليم العالى بشأن الخريجين وإعدادهم فى ظل الثورة الصناعية الرابعة، مشيرا إلى أنه نحو 65% من الوظائف ستختفى خلال سنوات وستكون التكنولوجيا وتطورها والتحول إلى الشكل الرقمى سببا فى ذلك، قائلا: “عدد فرص وظائف العمل للمشتغلين بالتكنولوجيا فى ارتفاع وفيسبوك حقق 50 مليون مستخدم خلال 24 شهر فقط من إطلاقه بما يعكس استجابة الناس للتكنولوجيات الجديدة”.
وتابع: “هناك سياسات للتحول الرقمى والتكنولوجى واستراتيجية للذكاء الاصطناعى تعمل على الخريج بجناحين أثناء الدراسة وعقب تخرجه بسوق العمل”، مؤكدا أن مصر لديها فرصة لكى تتبوأ مكانة فى مجال التعليم التكنولوجيا”.
وشهدت الجلسة إطلاق منصة التعليم والابتكار وهى منصة تواصل اجتماعى تهتم بمجال العلوم والبحث العلمى وتهدف إلى ربط الجامعات بعضها ببعض، كما أنها تخلق مساحة تواصل بين الأكاديمين والمسؤولين وأصحاب رؤوس الأموال بالإضافة إلى جمع الباحثين من كل مجموعة علمية فى فئة واحدة.
بدء فعاليات المنتدى العالمى الأول للتعليم العالى والبحث العلمى بين الحاضر والمستقبل برعاية وتشريف السيد رئيس الجمهورية خلال الفترة من 4 ـ 6 أبريل الجارى بالعاصمة الإدارية الجديدة.
ويعقد المنتدى بالعاصمة الإدارية الجديدة باعتبارها نموذجًا معاصرا للتطوير والتخطيط والبناء للمستقبل تم إنجازه في وقت قياسى، وتؤكد قدرة المصريين على التعمير وتحقيق التنمية والانفتاح على العالم، كما يمثل المنتدى العالمي فرصة دولية لزيادة الاستثمار في التعليم العالي، وإقامة الجامعات الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
ويشارك فى فعاليات المنتدى حوالى 2000 شخصية من بينهم كبار المسئولين والعلماء والخبراء والمهتمين بالتعليم الجامعى والبحث العلمى والابتكار، و أكثر من ثلاثمائة “300” شخصية أجنبية من كبار العلماء ورؤساء الجامعات الدولية ونواب وزراء التعليم وخبراء التعليم من 55 دولة، بالإضافة إلى ممثلى المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالتعليم العالى والبحث العلمى.
يستهدف المنتدى خلق منصة دولية لتناول حاضر ومستقبل التعليم العالى والبحث العلمى والابتكار من خلال مناقشات حوارية تتناول عددا من القضايا المطروحة عالميا بطريقة تسمح بتبادل الخبرات والتجارب العالمية فى مجالات تطوير التعليم العالى والبحث العلمى والابتكار.
ويناقش المنتدى على مدار ثلاثة أيام الثورة الصناعية الرابعة والتكنولوجيا البازغة وتدويل التعليم والاقتصاد القائم على المعرفة ودور التعليم العالي والبحث العلمي في تحقيق التنمية المستدامة.
كما يناقش المنتدى عددًا من القضايا المهمة مثل تعظيم عائد الاستثمار في التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والتحديات التي يواجهها التعليم العالي والبحث العلمي على المستوى الدولي في ظل التحول الرقمي الذي يشهده العالم حاليًا.
ويطرح المنتدى أيضًا موضوعات الذكاء الاصطناعي وتأهيل الخريجين لسوق العمل الجديدة، وتحقيق الجودة في التعليم العالي، والارتقاء بوضع الجامعات المصرية في التصنيف الدولي.
ويصاحب المنتدى تنظيم معرض كبير يشارك به 85 عارضا من الجامعات المصرية الحكومية، والخاصة والأهلية، وفروع الجامعات الأجنبية فى مصر، والمراكز والمعاهد والهيئات البحثية، بالإضافة إلى المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالتعليم العالى والبحث العلمى والابتكار فى العالم.
ويتضمن المعرض جناحا للجامعات الحكومية، وجناحا للجامعات الخاصة، وجناحا للجامعات الأهلية الجديدة، وجناحا لأفرع الجامعات الأجنبية فى مصر، كما يتضمن جناحا للمراكز والمعاهد والهيئات البحثية، وجناحا لعدد من الجهات الداعمة، وجناحا للمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالتعليم،وجناحا لعدد من الوزارات.وسيفتح المعرض أبوابه لأولياء الأمور وطلاب المرحلة الثانوية يومى الجمعةوالسبت القادمين للزيارة.
كما يصاحب المنتدى تنظيم منصة حوار للشباب”Youth Talk Dome” ، ويأتى تنظيم هذه المنصة في إطار إيمان الدولة المصرية بأهمية الشباب، وتفعيل دوره في الحوار وتبادل الرؤى، فضلا عن أهمية مشاركته في تحقيق أجندة وخطط التنمية المستدامة 2030، حيث أن المنتدى سيكون نقطة التقاء لأكثر من 2000 شاب وفتاة من مختلف المحافظات يوميًا؛ بهدف الاستفادة من الخبرات والتجارب المقدمة من قبل رواد الأعمال ومديري كبرى الشركات العالمية وأصحاب الكفاءات في التخصصات المختلفة.
وستشمل الموضوعات التي ستدور حولها المنصة
موضوعات متعلقة بالإرشاد الوظيفى، والتدريب وبناء العلاقات، وتمكين الشباب، وبناء القدرات، وتطوير المهارات القيادية، وريادة الأعمال، وكيفية التغلب على التحديات، وغيرها من المهارات الضرورية لسوق العمل ومتطلباته الحديثة.
وستقام المنصة على مدار ثلاثة أيام بحضور أكثر من 50 متحدثا وأكثر من 30 رائد أعمال في مختلف المجالات، فضلا عن حضور عدد من المستثمرين وكبار المسؤولين وممثلي كبرى الشركات العالمية.