أكد عدد من الخبراء بالولايات المتحدة أن أهمية زيارة الرئيس السيسى المرتقبة لواشنطن ستدفع العلاقات بين البلدين بقوة نحو الأمام لافتين إلى أن هناك ” كيمياء خاصة ” بين الرئيسين السيسى وترامب الذى يكن احتراما كبيرا للرئيس السيسى ويعتبره “قائدا عظيما”.
وفى لقاءات لوكالة أنباء الشرق الأوسط بواشنطن قال المحلل الاقتصادى الأمريكى ويليام جونز من مؤسسة ” إى آى آر” الإخبارية إن زيارة الرئيس السيسى لواشنطن بالغة الأهمية نظرا لأن تعزيز العلاقات المصرية الأمريكية ضرورة فى الوقت الراهن خصوصا فى ظل الأوضاع المعقدة الراهنة فى منطقة الشرق الأوسط منوها إلى أن هذه العلاقات تمضى فى طريقها الصحيح.
وأعرب جونز عن اعتقاده بأن هناك ” كيمياء خاصة ” بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والرئيس عبد الفتاح السيسى ” مضيفا أن الرئيس ترامب يكن احتراما كبيرا للرئيس السيسى .
وقال إننى أعتقد أنه سيكون هناك الكثير من المناقشات بين الرئيسين بشأن استثمارات الولايات المتحدة فى مصر فى المجالات الأمنية، وأن الحوار بين الزعيمين قد يتطرق إلى بحث مكافحة الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط على وجه العموم.
وعبر جونز عن أمله فى أن تكون هناك مناقشات على نطاق أوسع بشأن العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرا إلى أن مصر تتطور بسرعة كبيرة للغاية فهناك قناة السويس الجديدة وميناء القناة والذى تتعاظم أهميته بسبب زيادة حجم التجارة بين الشرق والغرب، معربا عن اعتقاده أن الولايات المتحدة قد تلعب دورا مهما فى هذا الصدد لاسيما فى مجال العلوم والتكنولوجيا باعتبارها ما تزال اللاعب الأول فيه.
وأشار إلى أن من الممكن أن تتشارك أمريكا مع مصر فى المجالات التكنولوجيا ومساندة مصر خصوصا فى ظل خطط الرئيس السيسى الاقتصادية “الطموحة للغاية” وهو ما يدفع بالعلاقات بين الدولتين إلى مستويات أعلى.
من جانبه نبه مايكل وولر نائب رئيس مركز أبحاث السياسات الأمنية بواشنطن إلى أهمية التوقيت الذى تأتى فيه زيارة الرئيس السيسي.
وأوضح أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ينتهج مسارا جيدا للغاية فى الوقت الراهن فى إطار تنفيذ برنامجه الرئاسى، حيث صار لديه مستشار أمنى متمكن هو جون بولتون الذى يتفهم جيدا مصر وهو من مؤيديها، ويعتبر أن مصر لها أهميتها الحيوية ليس فقط بالنسبة لأمن أمريكا ولكن باعتبارها دولة صديقة وشريكة للولايات المتحدة منذ أمد بعيد ومن ثم فتوقيت الزيارة بالغ الأهمية.
وأعرب وولر عن اعتقاده أن الخطوة القادمة فى العلاقات الاستراتيجية بين مصر وأمريكا يمكن أن تتجه نحو تعزيز هذه العلاقات ليس فقط بين الزعماء، لأن الزعماء يأتون ويذهبون، ولكن بين كل مهتم بهذه العلاقات ومن ثم فنحن بحاجة إلى تقوية هذه الروابط بين الجانبين.
وشدد على ضرورة استغلال هذه الزيارة للتواصل بين المسئولين الأمريكيين الذين يعملون على صنع السياسة الخارجية والدفاعية الأمريكية إزاء مصر، مع نظرائهم المصريين وبناء علاقات قوية معهم، مشيرا إلى أهمية تجديد هذه البرامج بين البلدين.
ومن جهته قال ديفيد والاس رئيس مؤسسة ” فير إينرجى ” الاقتصادية إن هذه الزيارة لها أبعاد مهمة فى التحالف القوى بين مصر والولايات المتحدة لاسيما وأن مصر، بقيادة الرئيس السيسى ومن خلال توجهات قيادته، تحقق الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط ليس فقط من وجهة النظر الاستراتيجية بل والاقتصادية والثقافية.
وأثنى والاس على اهتمام الرئيس السيسى بتوعية شعب مصر بالحفاظ على الثقافة المصرية العريقة، مؤكدا أنه “رجل قيادة قوى يبث الحيوية فى الشعب”، ويمكنه أن يحقق عملية تحديث الاقتصاد المصرى بمشاركة المصريين.
وأعرب عن رغبته فى لفت أنظار مصر إلى محاكاة نجاح الاقتصاد الأمريكى وقوته التى تكمن فى شعبه، مشيرا إلى أن مصر بها العديد من العناصر الشابة المتميزة فى الصناعات المختلفة ومنها قطاع التعدين، على سبيل المثال، وهو مجال اهتمامه والاس، ومن ثم إذا منحوا الفرصة سينجحون، خصوصا وأن صغار رجال الأعمال هم من يقودون الاقتصادات الكبرى فى العالم كالاقتصاد الأمريكي.
وبدوره أبدى السيناتور ريتشارد بلاك، عضو مجلس الشيوخ الأمريكى، سعادته وتفاؤله الكبير تجاه الزيارة المرتقبة للرئيس السيسى لواشنطن نظرا لأن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أوضح بجلاء أنه يعتبر الرئيس السيسى قائدا عظيما ووصفه بالرجل الرائع.
وقال إن هناك العديد من القضايا المهمة التى تؤثر على كلا الدولتين لافتا إلى أن الرئيس السيسى يعد قائدا حازما اتخذ قرارات حكيمة معربا عن أمله فى تطوير العلاقات بين البلدين على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والعسكرية أيضا.
وأوضح السيناتور الأمريكى، الذى خدم فى جيش بلاده أكثر من ثلاثين عاما، قبل أن ينخرط فى العمل السياسى والبرلمانى، أن مصر تواجه مخاطر جماعات الإخوان وداعش والمنظمات الإرهابية المرتبطة بها.
وأشار بلاك إلى تصريحات للرئيس السيسى مؤخرا – ردا على ما قيل من أن مصر تحارب نحو ألف مسلح فى سيناء منذ سنوات وتحصل على معونة عسكرية سنوية من الولايات المتحدة تقدر ب 3ر1 مليار دولار، ولم تقض على الإرهاب بسيناء – فقال بلاك ” إن رد الرئيس السيسى كان جيدا حين قال إن الأمريكيين ظلوا فى أفغانستان لمدة 18 عاما أنفقوا خلالها تريليون دولار ولم يقضوا على الإرهاب هناك”.
وأشاد بلاك بالمشروعات الكبرى التى تبناها الرئيس السيسى مثل مضاعفة قناة السويس وإنشاء عاصمة جديدة ل 6 ملايين شخص دون تحميل الدولة المصرية أية أعباء.
وقال إن من أهم إنجازات الرئيس السيسى هو قطع الإمدادات عن الإرهابيين فى سوريا لافتا إلى أنه مكمن الخطورة فى ذلك أنه لو سقطت سوريا فسوف تؤثر إلى أبعد حد على منطقة شبه الجزيرة العربية برمتها.