عدد من الوزراء والاعلاميين والاكاديميين تجمعوا على منصة “الاعلامي العربي” السادس عشر بالكويت
هناء السيد
انطلقت، فعاليات الملتقي الإعلامي العربي في دورته الـ 16، لمدة يومين، و تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وحضور كوكبة من الإعلاميين في العالم العربي، بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بحضور كوكبة من الإعلاميين، ووزراء الإعلام العرب.
وبدأ الملتقى بكلمة ترحيب من السيد ماضي الخميس الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي، لكافة الحضور من وزراء وإعلاميين وطلاب من كافة الدول العربية للتواجد في الكويت، وثم أعطى أشارة البدء لأولي الجلسات والتي كانت لضيف شرف الملتقى دولة عمان، تحت عنوان “أنسنة الإعلام”
جلسات اليوم الاول
قال مروان البلوشي مدير العلاقات العامة في مكتب وزير الإعلام العماني خلال الجلسة الأولى من فعاليات الملتقى ان تجربة السلطنة في مشروع أنسنة الإعلام العماني إذ تعتمد على استراتيجيته التي انطلقت قبل عامين على محور أساسي وهو الإنسان باعتباره محور الإعلام.
واستعرض البلوشي تاريخ الصحافة العمانية في بلد المهجر وتحديدا في زنجبار متناولا ميثاق الشرف الإعلامية من خلال عرض تجربة منهجية مشروع أنسنة الإعلام مركزا على أهم بنود الميثاق.
ولفت إلى تركيز المشروع على الأطفال من خلال استعراض أنشطة برنامج (جليس الأطفال) وما يقدمه من أنشطة وندوات خاصة لبناء جيل يعتمد عليه الإعلام العماني.
كما استعرض فكرة الملتقى الإعلامي لذوي الإعاقة البصرية والسمعية وكيف أن وزارة الإعلام العمانية تبنت تدريب خمسة أشخاص من ذوي الإعاقة سنويا في مجال الإعلام.
وتطرق إلى تجربة برنامج إعلامي المستقبل لتدريب الاطفال على فنون الإعلام تحت شعار (إعلامي المستقبل) اضافة الى المتحف الإعلامي الذي تعول عليه سلطنة عمان لتستمر فكرة مشروع أنسنة الإعلام.
وفي نفس السياق، استعرض الخبير الإعلامي بالهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون العماني خالد الزجالي تجربته الإعلامية متناولا ما صنعه الأجداد من إرث عظيم.
ولفت الزجالي إلى “الاستعانة بسالم الفهد من الكويت لتأسيس الإذاعة العمانية وأحمد المنصوري من الإمارات وأن أول (ماش) لإذاعة السلطنة كان بإيعاز من سالم الفهد”.
من جهتها قالت الإعلامية العمانية دعاء الوردية إن سلطنة عمان تشكل أرضية مشتركة لتحاور جميع الأطراف في حين عملت وزارة الإعلام على أنسنة الإعلام من خلال إنتاج خطاب إنساني وقضايا ذات بعد إنساني تسلط الضوء على قضايا الإنسان وكيفية التوصل لحلول.
ولفتت الوردية الى التفاعل الشبابي النشيط الذي ينتج محتوى يتميز بسمات الاستقلالية وقبول الآخر وتناول البيئة العمانية وما يهم المواطن العماني مستعرضة عددا من تجارب الشباب العماني في مجال أنسنة الإعلام التي تحقق لها العديد من النجاحات على وسائل التواصل الاجتماعي.
بينما شهدت الجلسة الثانية للملتقى، والتي حملت عنوان “الإعلام والرياضة”، والتي أدارها الإعلامي مصطفي الآغا، وتحدث معه النجم سامي الجابر، لاعب فريق الهلال والمنتخب السعودي السابق.
وقال الآغا في بداية الجلسة، على الإعلام الرياضي أن يكون شريكًا في الانجاز والاخفاق، خاصة أن رفعت الإعلام من رفعت الرياضي والعكس صحيح.
واسترسل: اعتقد إن الاعلام الرياضي ليس لديه وضوح في مهنيته، بسبب الانتماء لطرف ضد طرف أخر.
وأضاف: يجب على الإعلامي ان يكون مُلم بما يقوله، لان الأثارة الإعلامية شئ في منتهى الخطورة ، ويؤثر بالسلب على الوسط الرياضي.
وأشار إلى أن التعصب الرياضي أصبح شئ مدمر للرياضة، وهو ما شهدناه في مباراة مصر أمام المنتخب الجزائري، في التصفيبات المؤهلة لكأس العام 2010، وكيف خلق التعصب الكروي شئ من الخلاف بين جمهور البلدين، قبل عودة الأمور إلى طبيعتها، وايضًا بيان عائلة سامي الجابر لتؤكد أنها سعودية، بعد الإشاعات التي طالتهم.
ومن جانيه، تحدث مدرب المنتخب السعودي السابق سامي الجابر، إلى الدور المهم الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، على الرياضة حيث من الممكن ان تكون سبب في القضاء علي رياضي والعكس صحيح، مشددًا ان الإعلام الرياضي يملك الأدوات لكننا نعاني جراء دخول ممن لا علاقة لهم بالرياضة، إذ يعتبرها البعض مجرد دخل اضافي أو وسيلة للشهرة في حين يتصف بعض الإعلام الرياضي بعدم وضوح في المهنية.
وأردف خلال الجلسة، أن هناك من الإعلاميين الرياضيين ممن يمثلون صورة مشرفة جدً للاعلام الذي اعتبر سلطة رابعة، حيث هناك من قدم لي مساعدات كثيرا لكي أحقق نجاحات لكن هناك الكثير مما يعوق الحركة الرياضية بسبب دخلاء الإعلام الرياضي معتبرا الإعلام الرياضي منصة كبيرة تمثل الشريحة الاكبر من المتابعين وهو الداعم الأكبر لانجاح الحياة الرياضية بشكل عام.
وحذر نجم الكرة السعودية، من التعصب الرياضي واصف بأنه واحد من اخطر الاشياء الموجودة حاليًا مؤكدًا انه يحمل المسئولية كاملة للاعلام .
وختم كلمته قائلا” الإعلام بالنسبة لأي رياضي هو محور كبير في حياته ونتكلم في البداية عن المقروء والمسموع والرياضي والآن أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هي المحور الأساسي”.
بينما شهدت الجلسة الثالثة، والتي حملت عنوان، (التنمر الإعلامي والإلكتروني) والذي دارها الإعلامي المصري رامي رضوان وشارمه الحديث الفنانة المصرية بشرة، و الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات، والإعلامية العمانية هيام الجابري، والإعلامية البحرني شيماء رحيمي.
وقال رامي رضوان أن هناك إحصاءات عالمية عن نسب التنمر وهي 50% من سكان العالم تعرضوا للتنمر و20 % يتعرضون للتنمر يوميًا، موضحًا ان مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت الرصاصة التي تقتل الإنسان بالتنمر يوميًا.
وأضاف التنمر قضية شائكة وخطيرة يجب تسليط الضوء عليها محذرا من خطورة التنمر على وسائل التواصل الاجتماعي والذي قد يؤدي الى الانتحار.
وأوضح أن هناك واحد من كل 10 اشخاص تعرضوا للانتحار و 7 من بين كل 10 اشخاص تعرضوا للتنمر بصورة مستمرة والمواقع الالكتورنية جعلت التنمر الاولكترونية ان ينشر الشائعات والتلاعب ببعض الصور لابتزاز الضحية حتي اصبح التنمر قضية شديدة الأهمية.
وشدد الإعلامي المصري أن أغلب حالات التنمر ضد النساء تأتي من النساء أنفسهن طبقا لدراسات الأمم المتحدة داعيا إلى أهمية دراسة تلك الظاهرة التي قد تدمر الأسر وإيجاد معالجات جذرية للقضاء عليها.
وفي نفس السياق، أكدت الفنانة المصرية بشرى عن تجربتها وما تعرضت له من تنمر وعن استحداث هذا المصطلح خصوصا في السنوات الأخيرة لافتة إلى ضرورة تعريف المصطلح ومن الذي يحكم على فعل التنمر وكيفية التعامل معه.
وأضافت قائلة: يجب ان نعرف التنمر ويجب ان نفصل بين فعل التنمر والافعال الاخري التي تختلط فيها المفاهيم.
واشارت شيماء رحيمي، عن أهمية الرد بإيجابية على المتنمرأو التجاهل.
وأكدت أن الانسان القوي لا يجرح أحد الضعيف الجبان هو الذي يجرح نحتاج للثقافة بالقراءة لكي ننتهى من ظاهرة التنمر.
في حين قالت رابعة الزيات إن التنمر الإلكتروني ظاهرة قديمة لكن حدتها زادت بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تؤدي بالفعل الى الانتحار.
وختمت: هناك شعرة بين النقد الساخر والتهكم والتنمر من أجل إضحاك الناس، وللأسف هناك من يقطع تلك الشعرة دون عمد لذا يقع في التنمر.
وبدورها قالت هيام الجابري إنه لا بد من الاعتياد على الحرية الفردية واحترام حريات الاخرين لافتة إلى أن مشكلة التنمر ليست عربية فقط ولا بد من التعامل معها بجدية والتركيز على سلبياتها.
وأردفت، حق ابداء الرأي والحرية في التعبير هي حق مشروع وهذا برأيي يجب ان نعمل ابناءنا من اجل التغيير والانحياز للتطور من باب الحرية.
ومن جانبها علق الفنان المصري سامح السريطي: من الذي يقود من؟ الاعلامي البصري ام شبكات التواصل الاجتماعي؟.. ما هو الهدف من التنمر.. أنا أعتقد أن الهدف منه هو ضرب رموز المجتمع اذا كانت شخصيات عامة أو رياضية او سياسية، والهدف من التنمر يرجع إلى استهداف زيادة الفولوز أو الإعلانات فيبدأ المتنمر باختيار شخص ما لتحقيق مكسب ما لاثارة أمور كثيرة
وشارك في الحوار الإعلامي اللبناني نيشان، وقال : إن الشرخ القائم بين الدول العربية جاء بسبب التنمر ويعتبر متعمد.. فمثلا التجربة اللبنانية في القيادة إذا صبحت متنمرة فيصير الشعب ايضا متنمر.. انا اقل ان كلنا متنمرون وكلنا متنمر عليهم.. نحن ضحايا ولكن ايضا جلادين.. إن الانظمة السياسية كانت تعمل بجيوش الكترونية، فاذا ما تنمرت انت لا تنتمي الى الجماعة فبالتالي يتنمرون عليك لانك بهذا اصبحت من الخوارج.
وجاءت الجلسة الرابعة والختامية لفعاليات الملتقى الإعلامي العربي تحت بعنوان (يوم الإعلام العربي بين الواقع والمستقبل) وأدار الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس الجلسة وشاركه كلا من نبيل أو ردينة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الإعلام دولة فلسطين، ود.عبدالمنعم الحسني وزير إعلام عمان، وعلى الرميحي وزير إعلام مملكة البحرين
وقال وزير الإعلام العماني عبدالمنعم الحسيني: أقدم التحية وأقدر اختيارنا كضيف شرف للملتقى الإعلامي العربي ونحن في مرحلة نوعية في الإعلام العربي بشكل عام ولم تعد المؤسسات الإعلامية المؤسساتية هي فقط من في الساحة.. بل أصبح كل انسان على وجه يمكنه ان يكون اعلاميا.. ولكن كيف يمكن أن يكون هذه التجربة الاعلامية بشكل مفيد لنا على المستوى الانساني والبشري.. نحن امام مرحلة أصبح بها كل شيء مباحا، علينا جميعا ان نقيم أنفسنا وان ننظر كل يوم في مرآة آنفسنا ونسأل ماذا قدمنا وماذا سنقدم.. إن فكرة أنسنة الاعلام ليست حلما ولم ندعي المثالية.. لكننا امام مرحلة تقتضي علينا ان نتماسك ليس فقط على المستوى الفردي أو المؤسساتي ولكن على مستوى المنظومة الإعلامية .. هناك ثلاث دوائر مبنية على الفرد والدولة والمنظمة فإنها دوائر لابد ان تتكاتف وتتماسك حتى تمضي البشرية إلى الأمام.. لا نقول أننا سنحل كل مشاكل العالم.. ولكن علينا ان نفهم واقعنا.. فمثلا الطالب في المرحلة الابتدائية بتغريدة يمكن ان يشوه أفراد.. أنا لا اتحدث عن المسئولين وانما اي فرد في العالم قابل للتشويه ربما في هذه المرلحة اكثر من المراحل الماضية بكثير.. لذلك عندما نتحدث عن مفهوم الانسنة نحاول قدر الامكان أن نكون انسانيين كاعلاميين وعلى مستوى المؤسسات.. بشكل عام.
ومن جانب قال نبيل أبوردينة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الإعلام بدولة فلسطين: إنني أكرر دائما الشكر لشعب الكويت جميعا.. وبصفة خاصة نحن كفلسطين لا نستطيع ان نفصل بين الاعلام والسياسة، فيجب ان يعلم الجميع ان الاعلام الوطني في المرحلة القادمة سيكون له اهمية في منتهي الخطورة.. سابقا المؤامرة كانت على فلسطين.. ولكن الان انتقلت إلى بقية الدول العربية.. فهناك جزء اخر من الربيع العربي بدأن أن يتغلل مرة أخرى.. وهنا دور الاعلام فلابد ان يكون واضحا.. والمعركة القادمة ليست صراخ على الفضائيات وليست مجرد كلمات وشعر هنا وهناك.. فيجب أن نعمل المرحلة القادمة على ان يكون النهوض وطني للشعب الفلسطيني والامة العربية، فهناك ما يسمى بصفقة القرن وإننا نسميها صفقة العار.. هذا ما يجب ان نركز عليه فالامة العربية تتعرض لمؤامرة الخطيرة لم تحدث منذ عشرات السنوات..
وأيضا هناك تهديد من إسرائيل ليس لفلسطين فقط.. ولكن لكل الدول العربية، ومن يقدم لنا الدعم نقول له شكرا.. ولم ننجر للمعارك السنوية، الشعب الفلسطيني ينتظر دعما قويا من دولة الكويت الان في مجلس الامن ونحن على ثقة تامة بأنها ستقوم بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية .
وشارك الدكتور عبدالمنعم الحسني وزير اعلام البحرين وقال: انا سعيد بأن اتواجد في هذا الملتقى.. على المستوى الشخصي استفيد استفادة كبيرة وأرى أن ما يعانيه الاعلام العربي اليوم.. هو ما يعانيه الاعلام في العالم بأكمله وأكثر ما يعاني منه الاعلام العربي.. اننا مازلنا في مرحلة مخاض ..
نحن نفتقد للتحليل والدراسة العلمية كاعلام عربي.. وأكثر ما يعانيه الان الاعلام في العالم هو سيطرة الشارع التجاري والاجندة التجارية، سواء على وسائل الاعلام او السوشيال ميديا.
ومن جانبه علق يوسف الهوتي الاعلامي العماني وعبر عن رأيه: الاعلام الرسمي العربي تعرض لمنافسة شديدة من الاعلام الفضائي.. وبالتالي جعل الاعلام العربي الرسمي خلف الدوائر للمشاهدين والمستمعين .. لقد عملت في الاعلام الرسمي والفضائي ووجدت أن الفرق كبير، ما حدث في الوطن العربي بما يسمى بالربيع العربي قد أدى إلى شرخ كبير بين النظم والقاعدة الشعبية، فالاعلام اليوم مازال يتعامل مع الجمهور بنفس الالية والرؤية للاسف الشديد..
وأكمل حديثه : أين انتم وإين الإعلام الرسمي مع التحدي الجديد الصعب عندما يتحول كل انسان إلى اعلامي.. فالاعلام الرسمي يجب ان يخرج من عباءته الرسمية وان يخرج للشارع ..
وشارك في الحوار على الرميحي وزير الإعلام البحريني قائلا: لابد من وجود تنظيم لقطاع الاعلام.. ودائما ما نأخذ دول الغرب بانها المثال.. وأؤكد من خلال أي شخص مطلع على الاعلام الغربي أنه يعلم بانها ليست حرية مطلقة .. وانما العملية كلها مصطلحات تستخدم في الكثير من المؤسسات الاعلامية التي تديره أجهزة الاستخبارات، فإن الاعلام هو انعكاس للواقع.. وهناك مؤسسات كثيرة في دولنا العربية تتعامل مع الاعلام بشيء من الحذر..
هناك الكثير من المسئولين يهابون التعامل مع الإعلام، ونرى في كل المؤسسات الحكومية أن لديها حسابات على السوشيال ميديا ولكنها تفتقد إلى سرعة التواصل.. فالغرب قد تعدى وطننا العربي في سرعة التواصل.
وفي ختام الجلسة الرابعة قال الدكتور عبدالمنعم الحسيني.. وزير الإعلام العماني: إن أفكار الأنسنة والتنمر والأفكار التي طرحناها في الملتقى اليوم كلها تحتاج إلى آليات تنفيذ..هذه المسألة ليست فقط ملقاة على عاتق الحكومات.. بل نحن كإعلاميين علينا دور الأساس.. فالمسألة تحتاج إلى هذا الحوار الدائم.. بيننا كإعلاميين وفي داخل المؤسسات او خارجها، .فان القيم الانسانية المشتركة هي التي تقدمنا للأمام.
حفل الافتتاح
اكد وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري ضرورة الاستثمار في مجال صناعة الإعلام، نظرا إلى أهميته في بناء الفكر الإنساني وخلق أجيال قادرة على تحمل مسؤولياتها الوطنية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الجبري خلال حفل افتتاح أعمال الدورة الـ 16 من الملتقى الإعلامي العربي، الذي أقيم مساء أول من أمس في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وحضور عدد من وزراء الإعلام العرب ووفود إعلامية وفنية ورياضية عربية رفيعة المستوى.
وقال الجبري إن حرص الكويت على استمرار دورات الملتقى الإعلامي العربي يعكس الرؤية الاستشرافية للقيادة لمفهوم الإعلام وأهميته في مواجهة التحديات التي تواجه دولنا وشبابنا. وأوضح أن الدورة الأولى للملتقى التي انطلقت عام 2003 على أرض الكويت كانت بمباركة ورعاية سامية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حينما كان سموه نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للخارجية، ما يؤكد الاهتمام الذي توليه القيادة الكويتية لمنظومة الإعلام بكل أشكالها. وشدد على أهمية الاستثمار في صناعة الإعلام بما يسهم في خلق أجيال قادرة على تحمل مسؤولياتها الوطنية بفكر مستنير ورؤية خلاقة من أجل غد ينعم فيه عالمنا العربي بالاستقرار والتنمية بعيدا عن أفكار الغلو والتطرف والكراهية والإرهاب.
وأكد الجبري ضرورة قيام المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة بدورها في تطوير صناعة الإعلام عبر إعداد كوادر تمتلك المقومات والمهارات اللازمة للعمل الإعلامي تجعلها قادرة على مواجهة ما يحمله الغد من تحديات في ظل حروب الجيلين الرابع والخامس التي يمثل الإعلام قاعدتها الأساسية.
ولفت إلى أن هذه الحروب تستهدف في المقام الأول شباب الأمة، مشيرا في الوقت نفسه إلى استراتيجيات عمل الحكومة منذ 2013 كأساس للتنمية الشاملة والمستدامة وهو ما تقوم وزارة الإعلام بتنفيذه للقطاع الإعلامي الرسمي، بالتعاون والتنسيق مع الإعلام الخاص وفق أحدث النظريات المعمول بها عالميا في مجالي التدريب والتأهيل.
وثمن اختيار سلطنة عمان كضيف شرف الدورة الحالية للملتقى، مشيدا بما للسلطنة من أثر كبير في دعم الثقافة والفكر والإعلام بمختلف الأنشطة والفعاليات، وما يشهده الإعلام هناك من تطور وتقدم ونجاح يواكب إرثها الثقافي والحضاري الضارب في أعماق التاريخ الخليجي والعربي. وأشاد بالمبادرة التي قدمها الملتقى في دورته الحالية والمتمثلة في دعوة 150 شابا وفتاة من أنحاء الوطن العربي للمشاركة في فعالياته وأنشطته بما يمكنهم من صقل مواهبهم ومواجهة خطر وتحديات تطور وسائل الإعلام والاتصال على الأمن الاجتماعي والقومي للدول العربية.
من جانبه، قال الأمين العام المساعد لقطاع الاتصال والإعلام في جامعة الدول العربية بدر الدين العلالي، في كلمة ألقاها نيابة عن الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط، إن الإعلاميين يقومون بعمل دؤوب في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الأمة.
وأوضح العلالي أن المنطقة تعيش حالة من الأزمات والصراعات التي تعصف بأمنها واستقرارها تحول دون نموها وازدهارها الأمر الذي يتطلب تسخير كل الجهود وعلى رأسها الإعلامية لمواجهتها.
بدوره، قال الأمين العام للملتقى ماضي الخميس في كلمة مماثلة إن الإعلام بات صناعة كبيرة وثقيلة ومتطورة، لذا كان لزاما أن يجمع هذا الملتقى المسؤولين والعاملين والطلبة في هذا المجال ليخرج بنتيجة حقيقية وملموسة تسهم في تعزيز مسيرة الإعلام العربي وتخدم قضاياه.
ورأى الخميس أن الإعلام يعيش اليوم تراجعا وارتباكا، معربا عن أمله في أن يقوم الملتقى بمناقشة ومعالجة هموم الساحة الإعلامية، لافتا إلى أن حق المجتمع في تلقي أطروحات إعلامية تحميه وتبنيه وتقيه.
وأعرب عن شكره للرعاية الكريمة التي يوليها سمو رئيس مجلس الوزراء لفعاليات الملتقى الذي يعد حلما أشرق قبل 16 عاما لتبزغ منه اليوم مئات الأحلام.
وألقى وزير الإعلام العماني د.عبدالمنعم الحسني كلمة بلاده (ضيف الشرف)، أعرب فيها عن جزيل الشكر للكويت على احتضان هذا التظاهرة الإعلامية التي تستهدف مشاركة التجارب والخبرات.
وقال الحسني إن التقنية الحديثة التي يواجهها العالم تشكل تحديا للإعلام التقليدي، لكن يجب ألا تشكل خوفا كونها سهلت وقاربت بين المجتمعات وأتاحت للإعلاميين فرصا كبيرة.
وأعلن عن إطلاق مبادرة لتكريم ثلاث تجارب شبابية تحتفي بالإنسان والقيم الإنسانية كمشاريع ومبادرات، داعيا الشباب العربي للاشتراك فيها.
المكرمون في الملتقى الإعلامي العربي
على هامش حفل الافتتاح، تم تكريم كوكبة من العاملين في الحقل الإعلامي والصحافي والفني والرياضي العربي، تقديرا لجهودهم وإبداعهم وتميزهم في مجالات عملهم بما يحقق التميز وخدمة أهداف التنمية والاستقرار، وهم:
٭ ضيف الشرف: سلطنة عمان ويتسلم الجائزة د.عبدالمنعم الحسني وزير الإعلام
٭ الإعلامية اللبنانية: زينة يازجي
٭ اللاعب السعودي سامي الجابر
٭ رئيس جمعية الصحافيين – عمان: د.محمد العريمي
٭ الإعلامي اللبناني: زاهي وهبة
٭ الفنان المصري سامح الصريطي
٭ جائزة الإبداع لنشرة الأخبار mbc مساعد الثبيتي
٭ د.حسين أمين رئيس مركز أدهم الإعلامي في الجامعة الأمريكية – مصر
٭ الفنانة القديرة سعاد عبدالله
٭ الإعلامية القديرة ماما أنيسة
كما تم تكريم بعض المؤسسات الداعمة للملتقى، وهي:
٭ وزارة الإعلام الكويتية وتتسلمها وكيلة الوزارة منيرة الهويدي
٭ الهيئة العامة للشباب
٭ الديوان الأميري تتسلمها سحر العقاب مديرة المراكز الثقافية
٭ فايز العنزي مدير العلاقات العامة والإعلام – الخطوط الجوية الكويتية
٭ شركة «زين» ويسلمها مدير العلاقات العامة والإعلام وليد الخشتي
٭ مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي
٭ شركة كوندور ويتسلمها المدير العام محمد الدعاس
٭ تكريم وزير الإعلام محمد الجبري.اليوم الثانيي
اليوم الثاني
اختتم الملتقي الإعلامي العربي في دورته السادسة عشر جلساته لليوم الثاني بعدد من الجلسات جاءت الجلسة الأولى بحوار للاكاديمي والداعية والإعلامي د.محمد العوضي بعنوان ” تجربتي مع الإعلام” وأدارها الاعلامي الكويتي محمد السداني.
وقال العوضي ” ليس من السهل ان يأتي انسان ويتحدث أمام جماهير شابة تخصصها فيما هو مهتم به ومحترف.. وما طلبه مني الاستاذ ماضي الخميس، هو شيء خفف عني الخوف في المهنية لكي انقل تجربتي الإعلامية.
وتابع العوضي قائلا ” في عام 1995 بعد ست سنوات من العمل في التليفزيون سالت المخرج لماذا استبعدوني؟ وعرفت منه الإجابة : لان في السنة الاخيرة خرجت عن النسق وهاجمت الكاتب المصري حسين احمد امين وهو ابن الاديب الكبير احمد امين ، لانه هاجم الامام البخاري على الهواء وانتقدت ذلك ، فانا اعلم ان البخاري بشر وكتابه مخلوق بشري، ولكن هناك فرق بين الانتقاد العلمي وبين الشغب.
وأشار العوضي ” في السنة التي أوقفت فيها انتقلت للعمل في تليفزيون البحرين وعملت ثلاثين حلقة وبعدها ثمانين حلقة وبعدها جاء وزير الإعلام الكويتي قال لي ارجع واطلب منك سهرة في مواضيع حوارية ورجعت عملت برنامج عن “ساعة صريحة” وكانت اول حلقة عن التدين المغشوش، وبعدها عملت بقناة الراي سهرات وبرنامج ” اكثر الناس ” وبرنامج ” زدني علما ” واخر شيء لي كان “سواعد الإخاء” وكان يسجل في تركيا ويجلس فيه مشايخ من كل انحاء العالم الإسلامي .
وأضاف العوضي قائلا ” انا ثقافتي الخاصة فلسفة وعقيدة واديان وفرق وثقافتي الافقية منوعة فعملت دمجا لأكون قريبا من الناس بتلقائية، وكنت في 30 حلقة في رمضان كالتالي حلقات خاصة وحلقات عن العشاق، وحلقات عن المقابلات للنخب والكفاءات لإبرازهم في المجتمع.
وأشار العوضي الى ان الانسان عبارة عن عقل ونفس يمتزجان ، ولكن هذا الوعظ لا يلقى بطريقة تقليدية، انا لا ارضى بدين ليس عقلاني فالوجدانيات ثمرة العقل، الإعلام تليفزيون او اذاعة او صحافة اما انها ملك رجل اعمال أو ملك الدولة، ولهذا كلا له اتجاه ويوظف هذه الوظيفة في هذا الاتجاه فتكتشف سطوة المال والراعي يتدخل في المذيع والوقت والبث والمهنية.
واردف العوضي قائلا ” تجربتي الاعلامية علمتني تقدير الناس وكلامي عن الوافدين وحاجاتهم وكلامي عن السجناء والبؤساء والمظلومين يجعلني ارضي ضميري.
وفي الجلسة الثانية بعنوان ” مستقبل الإعلام وإعلام المستقبل” والتي أدارها الإعلامي الكويتي أحمد الفضلي ، وشارك فيها
من د.عبدالحميد الأنصاري