حقا إنه يوم إحتضان الوطن
بقلم / سهام عزالدين جبريل
اليوم هو يوم غير عادى انه يوم عودة سيناء يوم إحتضان الوطن ،
ومازال شريط الذكريات النابض بتسجيل هذه الذلكرى يعود ليشع بنوره ويعيد إنتاج ، فيضان الذكريات التى تعيد اشراقات ذلك اليوم العظيم وما تجسده موا قف لاحداث لهذا اليوم ولوحاته النابضة من احداث ومشاهد لاتقدر بكنوز الدنيا كلها ، انها مشاهد لإحتضان الوطن ، وهل هناك أغلى من أن يحتضن الوطن ابناؤة وأرضة العائدة بعد سنوات مريرة من الأحتلال ، وهل هناك أروع من أن يحتضن ابناء الوطن وطنهم الذى حرررهم من نير اسلاك العزلة وسنوات الحرمان انه يوم من ايام الوطن العظيمة ،
لقد حظيت بأن أكون ى من ابناء هذا الجيل الذى عاش ذلك المشهد وسجلت ذاكرتى كل لحظاته النابضة ، فيوم العودة كان يوما غير عاديا ، فهو يوم احتضان الوطن حلم كنا نحلم به ونحن اطفال صغار حلم ابناء جيلى ممن حرموا ان يعيشوا طفولتهم تحت حماية درع الوطن ، واستيقظت سنوات طفولتهم البريئة واحلامهم الصغيرة على سطوة مجنزرات الاحتلال البغيض ، فقد عاشت طفولتنا ىسنوات طويلة مريرة كان زادها شعلة الوطنية ورحيق حلم التحرير الذى ولد وعاش فى تلك القلوب الغضة والنفوس البريئة والعقول المستنيرة ،
كان حلمنا هذا الذى نسجته حكاوى الامهات والجدات وكنا نسمعة فى كل لحظة يرددة الاباء والاجداد متى يوم العود ألا إن نصر الله قريب ، عشنا سنوات نتشارك الحلم ىمع الاباء والاجداد ىالامهات والجدات ، نسجة وجداننا وصنعته خيالاتنا فكانت جكاوينا كلها ماذا سنعد لهذا اليوم العظيم ، يوم احتضان اليوطن
حقا إنه يوما مشهودا فمن قبلها بعدة شهور بل ومن قبلها بسنوات ونحن نعد لهذا اليوم الموعود ، فمنذ استلام مدينة العريش فى مايو 1979م وأستكمال المرحلة (ب) والتى كانت حدودها حتى الريسة والتى كانت بها المغسلة الاسرائيلية ، وتلك كانت حدودنا فى المرحلة (ب)
ثم جاء استكمال مراحل انسحاب فى المرحلة (ج) وحسب التقسيم الزمنى لخطة الإنسحاب حتى ابريل 1982م ، وهو الوقت الزمنى للإنسحاب منها وحتى اخر حدودنا الشر قية فى مدينة رفح والتى شهد رفع العلمى المصرى عليها خفا قا فى ذلك اليوم المشهود مع إشراقة 25ابريل 1982م ،
فى تلك الفترة كنا قد أتممنا كافة الاجراءات اللازمة لتفطية مشاهد الانسحاب وكان المركز الصحفى بمركز اعلام العريش منوط له كل الصلاحيات والتواصل مع كافة وسائل الاعلام المصرية واالعالمية ، وكان من حظى ان أكون حينها قد تخرجت من كلية الاعلام جامعة القاهرة وعينت فى مركز اعلام العريش ،
وكان من الرائع ومن عظيم حظى أن أكون مع اول قافلة أعلامية تدخل الاراضى المحررة حيث انطلقت قافلتنا الاعلامية التى كانت تغطيها الاعلام المصرية لتجتاز كل الحواجز والاسلاك الشائكة ، تنفض عن أرض الوطن غبرة سنوات مظلمة من الاحتلال المرير وتشع بضياء الحرية على ربوع سيناء الغالية
أانلطقنا من المقر القديم المؤ قت لديوان عام المحافظة وإتجهنا شرقا نحو الريسة شرق مدينة العريش انطلقت قافلتنا اعلامية المرتدية علم الوطن الغالى تجتاز ذلك الطريق الذى كان يوما حلما عظيما ، تحتضن احياء وقرى تبعث فيها اشراقات شمس التحرير من الريسة ، قبر عمير ، ياميت ، ابو شنار ، الشبخ زويد ابو طويلة البرس ، الماسورة حتى وصلنا الى ساحة النصر برفح حيث انطلق العلم المصرى حفاقا يحتضن ربوع الوطن ويرفرف على سمائة المحرررة ،
انطلاقتنا نحو ارضنا المحررة كان ابطالها ومشاهدها تمثل روعة الاحتضان والعودة ففى كل فكل خطوة نخطوها نجد اهلنا المصطفين على طول جانبى الطريق يحتضنون سيارات القافة الاعلامية وينثرون الورود والفل والياسمين علىيها ، مشاهد رائعة يصعب تجسيدها او وصفها لانها مواقف ومشاهد اعلى من ان توصف !!!
ومابين ىمشاهد إحتضان الوطن ومابين مشاهد إنسحاب ، جسد ذلك التنا قض وتلك المفارقات مابين سيارت ترتدى علم الوطن يحتضنها ابناؤه ومابين مجنزرات المحتل وخيبة مخططاته ، تترجمها مشاهد صراخ المستوطنين على مشارف المستعمرات التى والتى كتنت تجرهم عنوة للخروج من تلك التى كان قد صنعها المحتل كان المشهد اكثر الما واروع نشوه !!!
وعلى مشارف مستوطنة ياميت التى احرقوها المستوطنين عدا المعبد ذلك اليهودى ، كان المشهد درامى للغاية جسد لوحات درامية مابين وطن يحتضن ارضة العائدة التى كانت مغتصبة ومابين محتل غاصب يجبرعلى ترك ارض احتلها عنوة ، وظلما وعدوانا ، وتخيل انها ممكن أن تكون مستقرا له ،
وياتى الفصل الاخير من تلك الدراما الانسانية الوطنية مابين إسقاط علم المحتل وأرتفاع علم الوطن مرفرفا خفاقا على ربوع ترابه الوطنى وعلى حدودة وأرضة المحررة ، اجتضان الوطن على بوابتة الشرقية فى مشهد تحدى حضارى يسمو بقيم الحضارة والحرية وإسترداد كل ذرة من تراب من الوطن الغالى ، إنها مصر عندما تحتضن ارضها وشعبها وترابها الوطنى ، حقا إنه يوم إحتضان الوطن .
————————————————-
خالص تحياتى / سهام عزالدين جبريل