أعلن الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، صباح السبت، عن كشف أثري جديد بمنطقة الاهرامات الأثرية، وذلك وسط تغطية إعلامية محلية وعالمية واسعة.
وقال العناني إن بعثة الآثار المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قد نجحت في الكشف عن جزء من جبانة أثرية من عصر الدولة القديمة، وذلك اثناء أعمال الحفر الأثري في الجزء الجنوبي الشرقي لمنطقة آثار الهرم.
وأوضح الوزير، خلال المؤتمر الصحفي، أن الأعمال بدأت في صعيد مصر منذ أغسطس الماضي، حيث تفضل رئيس الجمهورية بافتتاح متحف سوهاج القومي، وسلسلة من الاكتشافات الكثيرة منها خوي، وورشة التحنيط.
وأضاف أنه تم إنجاز ٣ مشاريع للمياه الجوفية في ٣٣ يوما بتكلفة ٣٠٠ مليون جنيه، وذلك لإنقاذ معالم أثرية هامه منها، كوم أمبو بأسوان، وكوم الشقافة بالإسكندرية، والاوزيريون بسوهاج، موضحا أنهم كانوا يعانون من خطر المياه الجوفية لمدة أكثر من ١٠٠ عام.
وتابع: «هذا بالإضافة إلى إقامة العديد من التماثيل الضخمة بعد إعادة تجميعها وترميمها بالأقصر واخميم»، مشيرا إلى أن كل هذه الإنجازات والاكتشافات الأثرية هامة، لافتا إلى أن المشروعات لا تعد فقط إضافة علمية وأثرية، بل خير ترويج لمصر لإبراز صورتها الحقيقية وقوتها الناعمة أمام العالم أجمع وخاصة في وجود عدد كبير من الاعلام العالمي والمحلي.
وبدوره، أعرب الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق، عن سعادته بدعوة وزير الآثار لحضور الإعلان عن هذا الكشف الأثري، مشيرا إلى أن «المنطقة التي تم فيها الكشف تعد منطقة هامة بالنسبة له، حيث تم الكشف فيها عن مقابر العمال بناة الأهرامات من قبل، والذي يعتبر كشف مهم جدا لأنه يؤكد أن المصريين لم يكونوا عبيد، بل قاموا ببناء مقابرهم للعالم الاخر مثل ملوكهم».
وشدد «حواس» على أن هذا الكشف ليس له فقط أهمية أثرية بل أهمية سياحية ايضا، حيث أن الكشف سيتم الحديث عنه في كل مكان في العالم، ووجه الشكر إلى «العناني» لما يقوم به من أعمال لإظهار الصورة الإيجابية عن مصر للعالم، عن طريق الإعلان عن الاكتشافات الجديدة والافتتاحات والمشروعات الأثرية التي تدخل كل بيت في العالم توضح أهمية مصر الثقافية، مؤكدا أنه تم الكشف فقط عن ٣٠% من آثار مصر.
فيما أوضح الدكتور مصطفى وزيري أن الجبانة تضم العديد من آبار الدفن والمقابر التي تعود لعصر الدولة القديمة، وتؤرخ أقدم مقبرة تم الكشف عنها في الموقع إلى عصر الأسرة الخامسة (حوالي 2500 سنة قبل الميلاد)، والتي تمثل مقبرة جماعية شيدت من الحجر الجيري، لشخصين يدعي أحدهما «بحنوي- كا»- والذي لم يعثر على اسمه من قبل في منطقة آثار الهرم، مضيفا: «حمل بحنوي-كا سبعة ألقاب منها مطهر كل من الملك خفرع، والملك سركاف، والملك ني وسررع، وكاهن الملك نفرإيركارع وكاهن المعبودة ماعت وأكبر القضاة سناَ في قاعة المحاكمة، بينما يدعى الآخر نوي وقد حمل خمسة ألقاب أهمها رئيس المقاطعة الكبيرة والمشرف على المستوطنات الجديدة ومطهر الملك خفرع».
وأضاف وزيري أن من أهم ما عثر عليه داخل المقبرة تمثال من الحجر الجيري في حالة جيدة من الحفظ، يمثل صاحب المقبرة وزوجته وأحد أبنائه، ولا يحتوي التمثال على أية نقوش.
فيما قال أشرف محيي، مدير منطقة آثار الهرم، إنه قد أعيد استخدام هذه الجبانة للدفن على نطاق واسع في العصر المتأخر، بداية من القرن السابع قبل الميلاد، حيث عثر بداخلها على العديد من التوابيت الخشبية ذات الأشكال الآدمية تعود إلى ذلك العصر، مشيرا إلى أنها توابيت ملونة بألوان زاهية ومزخرفة بزخارف متنوعة، يحتوي بعضها على شريط طولي بالكتابة الهيروغليفية يتوسط غطاء بعض تلك التوابيت، كما تم العثور على العديد من أوجه الأقنعة الخشبية والطينية الملونة.