قرأت لك… كتاب الطبقات الكبير سيرة النبى ومؤرخ الصحابة
يعد كتاب الطبقات الكبير لمحمد بن سعد بن منيع البصرى الزهرى المشهور بابن سعد، من أهم الكتب التى ألفت فى الطبقات وتراجم الرجال، ولم يسبقه فى هذا الموضوع إلا “كتاب الطبقات” لشيخه الواقدى، غير أن كتاب الواقدى لم يصل إلينا، ويقال إن ابن سعد أفاد منه كثيراً، حيث خرج فى أحد عشر جزءاً.
هذا الكتاب يعد مرجعًا فى السيرة والتراجم والتواريخ، حيث تناول فيه مصنفه السيرة النبوية المطهرة، عارضًا لمن كان يفتى بالمدينة، ولجمع القرآن الكريم، ثم قدم تراجم الصحابة ومن بعدهم من التابعين وبعض الفقهاء والعلماء، ومن منهج المصنف فى الكتاب أنه يذكر اسم العلم المترجم له، ونسبه، وإسلامه، ومآثره، وما ورد فى فضله فى ترجمة مطولة، وقد بلغ عدد الأعلام المترجم لهم (4725) علمًا، ويعتبر هذا الكتاب من أقدم الكتب التى وصلت إلينا من كتب التواريخ الجامعة لرواة السنة من ثقات وضعفاء، وهو مرتب على الطبقات، وقد تكلم على الرواة جرحًا وتعديلًا.
خصص ابن سعد قسمين من طبقاته لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وجعل باقى أجزائه لتراجم الصحابة والتابعين، وخصص الجزء الأخير للنساء.
ثم جعل الصحابة الذين يمثلون الجيل الأول من الرجال فى خمس طبقات، وبنى تقسيمه هذا على السابقة فى الإسلام والفضل، وراعى داخل كل طبقة عنصر النسب والشرف، فبدأ الطبقة الاولى “أهل بدر” برسول الله ص ثم الاقرب فالأقرب إليه فى النسب.
وسار على هذا المنهج فى الطبقة الثانية من الصحابة، وهم الذين لم يشهدوا “بدراً” ولهم اسلام قديم وهاجر معظمهم إلى أرض الحبشة وشهدوا “أُحداً” وما بعدها. واتبع المنهج نفسه فى الطبقة الثالثة، وهم الذين شهدوا “الخندق” وما بعدها. وجعل الطبقة الرابعة لمن أسلم عند فتح مكة وما بعد ذلك.
وسمى الكتاب بهذا الاسم الطبقات، الاسم الأول: الطبقات الكبير، حيث جاء هذا الاسم مثبتاً هكذا فى أكثر من نسخة من نسخ الكتاب الخطية، كما جاء هذا الاسم أيضاً فى عدد من المصادر المطبوعة، أما الاسم الثاني: الطبقـات الكبرى، حيث جـاء مسمى هكذا فى بعض المصادر، وهذه التسمية أشهر من الأولى.
محمد بن سعد بن منيع الزهري، مولاهم، أبو عبد الله، مؤرخ ثقة، من حفاظ الحديث. ولد فى البصرة سنة (168هـ) وسكن بغداد، فتوفى فيها سنة (230هـ) وصحب الواقدى المؤرخ، زمانًا، فكتب له وروى عنه، وعرف بكاتب الواقدى.