آية و5 تفسيرات.. الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق
نواصل فى اليوم الثالث عشر من شهر رمضان الكريم سلسلة آية و5 تفسيرات، ونتوقف عند الجزء الثالث عشر ومع سورة الرعد الآية رقم 20 والتى يقول فيها الله سبحانه وتعالى “الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ”.
تفسير ابن كثير
(الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق) وليسوا كالمنافقين الذين إذا عاهد أحدهم غدر، وإذا خاصم فجر، وإذا حدث كذب، وإذا ائتمن خان .
تفسير القرطبى
قوله تعالى: الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق فيه مسألتان:
الأولى: قوله تعالى: الذين يوفون بعهد الله هذا من صفة ذوى الألباب، أى إنما يتذكر أولو الألباب الموفون بعهد الله. والعهد اسم للجنس ; أى بجميع عهود الله، وهى أوامره ونواهيه التى وصى بها عبيده ; ويدخل فى هذه الألفاظ التزام جميع الفروض، وتجنب جميع المعاصى. وقوله: ولا ينقضون الميثاق يحتمل أن يريد به جنس المواثيق، أى إذا عقدوا فى طاعة الله عهدا لم ينقضوه. قال قتادة: تقدم الله إلى عباده فى نقض الميثاق ونهى عنه فى بضع وعشرين آية: ويحتمل أن يشير إلى ميثاق بعينه، هو الذى أخذه الله على عباده حين أخرجهم من صلب أبيهم آدم. وقال القفال: هو ما ركب فى عقولهم من دلائل التوحيد والنبوات.
الثانية: روى أبو داود وغيره عن عوف بن مالك قال: كنا عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سبعة أو ثمانية أو تسعة فقال: ألا تبايعون رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكنا حديث عهد ببيعة فقلنا: قد بايعناك حتى قالها ثلاثا ; فبسطنا أيدينا فبايعناه، فقال قائل: يا رسول الله ! إنا قد بايعناك فعلى ماذا نبايعك ؟ قال: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وتصلوا الصلوات الخمس وتسمعوا وتطيعوا – وأسر كلمة خفية – قال: لا تسألوا الناس شيئا. قال: ولقد كان بعض أولئك النفر يسقط – سوطه فما يسأل أحدا أن يناوله إياه.
تفسير البغوى
( الذين يوفون بعهد الله) بما أمرهم الله تعالى به وفرضه عليهم فلا يخالفونه ( ولا ينقضون الميثاق) وقيل: أراد العهد الذى أخذه على ذرية آدم عليه السلام حين أخرجهم من صلبه .
تفسير السعدى
فإن سألت عن وصفهم، فلا تجد أحسن من وصف الله لهم بقوله:
(الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ) الذى عهده إليهم والذى عاهدهم عليه من القيام بحقوقه كاملة موفرة، فالوفاء بها توفيتها حقها من التتميم لها، والنصح فيها (و) من تمام الوفاء بها أنهم (لَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ) أى: العهد الذى عاهدوا عليه الله، فدخل فى ذلك جميع المواثيق والعهود والأيمان والنذور، التى يعقدها العباد. فلا يكون العبد من أولى الألباب الذين لهم الثواب العظيم، إلا بأدائها كاملة، وعدم نقضها وبخسها.
تفسير الطبرى
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إنما يتعظ ويعتبر بآيات الله أولو الألباب، الذين يوفون بوصية الله التى أوصاهم بها (3) (ولا ينقضون الميثاق)، ولا يخالفون العهد الذى عاهدوا الله عليه إلى خلافه، فيعملوا بغير ما أمرهم به، ويخالفوا إلى ما نهى عنه.