الدروس الخصوصية
لواء ناصر قطامش
الدروس الخصوصية افة اجتماعية ضربت الاسرة المصرية في اعز ما تملك “اولادهم” وعجز الجميع
عن ايجاد حل جذري لها حتى باتت احد اهم المشاكل التى تواجه المجتمع كله بل ويمتد تاثيرها السلبى على الاقتصاد القومى بالكامل.
وارى ان “المافيا” التى تشكل دائرة كبيرة من اللهب تحاصر الجميع حتى تكاد تحرق باقى عناصر ومكونات الحياة فى مصر وهذه المافيا تبذل كل جهودها وعلى مر العصور فى افشال وعرقلة اى محاولة من جانب الدولة او الافراد او حتى المؤسسات التعليمية الدولية التى تعتمد على مناهج تعليمية متكاملة لا مجال للدروس الخصوصية بها.
ورغم استقلال تلك المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية التى تحمل الصفة الدولية الا انها لم
تستطع تغيير نمط الاعتماد على الدروس الخصوصية حيث وجدنا تلك الظاهرة العجيبة تتسرب اليها بعد مرور وقت قصير لتعلن ان حالة مصر مستعصية وان دائرة اللهب لاتزال تحاصر الجميع.
وهنا اطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى بالتدخل بصفته وشخصه بعد ان قرر ان مواجهة كل المشكلات المزمنة التى تحاصر البلاد بحلول جذرية وبافكار غير تقليدية اعتمادا على الروح الجديدة التى استطاع ان يبثها فى الشعب المصرى بضرورة العمل بروح التحدى لمواجهة كافة المشكلات المستعصية للانطلاق نحو افاق التقدم والرقى ولذلك فان ملف الدروس الخصوصية “الخطير” يستحق
الاهتمام.
ومن المعروف أن الإنفاق العائلى على الدروس الخصوصية بلغت 17 ملياراً و500 ألف جنيه سنويا بجانب 1.5 مليار تذهب لشراء الكتب الخارجية بنسبة 42.1% من إنفاق الأسرة فى مصر يذهب إلى الدروس الخصوصية، حيث تنفق الأسر على مراكز الدروس الخصوصية، رغم ارتفاع معدلات الفقر، وذلك خلال 34 أسبوعاً هى عمر عام دراسى، ويدفع الطالب نحو 100 جنيه فى الحصة الواحدة (فى المتوسط)، وقد تصل إلى 300 جنيه فى الثانوية العامة.
كما لايخفى إن العملية التعليمية في ظل الدروس الخصوصية تلغي دور التعليم في تكوين شخصية الطالب معرفيا وفكريا وإجتماعيا وخلقيا وسلوكيا, وهكذا تم اختزال العملية التعليمية فى الاهتمام بالنظام والتعامل وتنمية المواهب والتعاون والولاء للمدرسة.
كل هذا ادى الى ضياع هيبة المعلم بعد ان صار سلعة يشتريها الطلاب وظاهرة الدروس الخصوصية تقلل من قدرة النظام التعليمى على الاحتفاظ بثقة الطلبة بالمدرسة كمؤسسة تعليمية تهدف الى تادية رسالتها على اكمل وجه ومن وجهة نظر الخبراء ان حل هذه المشكله لابد من تمكين وزارة
التربية والتعليم بتوفير المعلمين المختصين والمؤهلين اكاديميا وتربويا فى المدارس الى جانب المضى بلا تراجع فى التعلم الالكترونى الذى حتما سيؤتى ثمارا جيدة تصنع مستقبل واعد للشباب الذى هو نصف الحاضر وكل المستقبل.