تسلمت السلطات المصرية الإرهابى هشام عشماوى الذى ألقى الجيش الوطنى الليبى القبض عليه فى مدينة درنة أكتوبر الماضى، وهو أحد أبرز قيادات تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى، والذى شكل تنظيم المرابطون فى الأراضى الليبية وشكل أحد أذرع تنظيم القاعدة فى شمال إفريقيا.
وشارك الإرهابى هشام عشماوى فى تدريب عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامى فى مثلث السلفادور الذى يقع فى جنوب ليبيا، فضلا عن تواصله مع القيادى فى التنظيم مختار بلمختار لتشكيل تحالف يقاتل إلى جانب تنظيم القاعدة.
والتقى الإرهابى المصرى هشام عشماوى فى عام 2014 مع الإرهابى الجزائرى مختار بلمختار فى صحراء ليبيا، لبحث انضمام “المرابطون” و”حركة الموقعين بالدم” التى يقودها بملختار وحركة التوحيد والجهاد فى شرق إفريقيا للعمل على تقوية تنظيم القاعدة فى غرب إفريقيا.
كانت غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبى فى المنطقة الغربية قد كشفت عن عن أسماء قيادات إرهابية تتبع جماعة عشماوي تتلقى العلاج فى المستشفى الإيطالى بمدينة مصراتة غرب البلاد.
وقال العميد خالد المحجوب مدير المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة فى بيان صحفي إن مجموعات من الإرهابيين المطلوبين دوليًا ومحليًا يتلقون العلاج فى المستشفى إيطالى ميدانى فى مصراتة.
وكشف العميد المحجوب، عن أسماء الإرهابيين الذين يتلقون العلاج فى المستشفى الإيطالى بمصراتة منهم عناصر تتبعالإرهابى هشام عشماوي ومنهم إبراهيم عاطف خضير أبو الدهماء ويتنمى لتنظيم المرابطين، وعدد آخر من الإرهابيين التابعين للإرهابى هشام عشماوي المقبوض عليه في مدينة درنة.
وأعلنت الجماعات الإرهابية التى تنشط فى منطقة الساحل الإفريقى وشمال إفريقيا عن اندماج فيما بينها ومنها تنظيم “المرابطون” وما يسمى جماعة “أنصار الدين” وإمارة منطقة الصحراء الكبرى قى كيان جديد يسمى “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” عام 2017، وذلك بقيادة إياد غالى، وقدم الكيان الإرهابى الجديد البيعة لأيمن الظواهرى ولأمير تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى المدعو أبو مصعب عبد الودود.
وتتخوف القيادات الإرهابية فى تنظيم ما يعرف “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” من اعترافات هشام عشماوى، ما سيدفعها إلى تغيير تحركاتها وخططها فى الجنوب الليبي، خوفا من اعترافات هشام عشماوى وتحديد معسكرات الجماعات المتطرفة التى تنشط فى ليبيا بشكل خاص وشمال إفريقيا بشكل عام.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية فى سبتمبر الماضى، إدراج جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إلى القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية، وتجميد أى ممتلكات أو مصالح فى الولايات المتحدة لهذه الجماعة الإرهابية، ولم يعد بإمكان المواطنين الأمريكيين منذ ذلك الحين التعامل معها أو تقديم أى دعم مادى لها.
وكشفت تقارير إعلامية عن مشاركة الإرهابى هشام عشماوىفى عمليات ضد الجيش الليبى جنوب البلاد، فضلا عن قيادته للجماعات الإرهابية فى مدينة درنة شرق ليبيا، واستقطابه لعناصر متطرفة شابة لتعزيز قدرات تنظيم “المرابطون” خلال عام 2014، إلا أن العملية العسكرية التى قادها الجيش الليبى منتصف العام الجارى أدت لانهيار دفاعات الجماعات المتطرفة التى سيطرت على درنة منذ عام 2011.
وأكد مراقبون أن اعترافات الإرهابى هشام عشماوى ساعدت القوات المسلحة الليبية فى استهداف معسكرات الجماعات المتطرفة فى ليبيا، وخاصة العناصر التى تنشط فى جنوب البلاد ومنطقة الساحل الإفريقى.
وأوضح المراقبون أن سقوط قيادات بارزة فى تنظيم القاعدة مثل هشام عشماوى ومرعى زغبية، سيساهم بشكل كبير فى انهيار دفاعات الجماعات المتطرفة فى ليبيا، ودفع تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى لتغيير خططه وتحركاته واستراتيجيته التى يتبعها فى ليبيا.
ويمثل إلقاء القبض على هشام عشماوى دفعة معنوية إلى مقاتلى الجيش الليبى، فضلا عن تشجيع دول الجوار الليبى على التنسيق مع القيادة العامة للجيش الليبى لمكافحة الإرهاب والتطرف، وملاحقة عصابات الجريمة التى تهدد أمن واستقرار دول شمال إفريقيا بشكل خاص والدول الأوروبية بشكل عام.
وتعول الأطراف الليبية على الجهود التى تقودها مصر لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية باعتبارها الحل الوحيد للأزمة الراهنة التى تعانى منها البلاد، وتعالت بعض الأصوات السياسية التى تنادى بضرورة توحيد مؤسسة الجيش، وذلك للبدء فى المسار الديمقراطى فى ليبيا عبر توحيد المؤسسات السيادية وإجراء انتخابات تشريعية وعامة فى البلاد.