أخبار دولية

انطلاق احتفالية تسليم جوائز الدورة الأولى لجائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية في قضايا الطفولة والتنمية

هناء السيد

شهدت القاهرة ا نطلاق احتفالية تسليم جوائز الفائزين بالدورة الأولى من جائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية في قضايا الطفولة والتنمية، والتي نظمها المجلس العربي للطفولة والتنمية، تحت رعاية وبحضـــــــــور صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طــــــلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، وبمشاركة أكثر من 200 مشاركا من 10 دول عربية.

الأمير عبد العزيز بن طلال:
المنهج العلمي هو السبيل لاستشكاف الواقع وتحديد الفجوات ووضع سبل العلاج
تحدث صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية في الاحتفالية لافتا إلى أن تلك الجائزة البحثية بادر بتأسيسها وتخير اسمها والده الراحل الأمير طلال بن عبد العزيز مؤسس المجلس، إدراكا منه بأهمية البحث العلمي خاصة في مجال الطفولة والتنمية وباعتبار أن المنهج العلمي هو السبيل الحقيقي لاستكشاف الواقع وتحديد الفجوات ووضع السبل نحو العلاج، وصولا إلى تنمية حقيقية ومستدامة.
وأضاف سموه إلى أن اختيار موضوع الدورة الأولى للجائزة “التنشئة على المواطنة” لم يأت من فراغ حيث تشير نتائج بعض الدراسات إلى أن أحد أهم المشكلات التي تواجه المجتمعات العربية تتمثل في بناء المواطنة بمفهومها المعاصر القائم على حقوق الإنسان، مما دعا المجلس تماشيا مع الخبرة المتراكمة لديه في مساراته العملية والفكرية المتنوعة، وتحقيقا لتوجهه الاستراتيجي إلى دراسة واقع النسق التعليمي والثقافي العربي في مجال إكساب قيم المواطنة، والعمل على تطبيق نموذجه “تربية الأمل” لتنشئة الطفل، بهدف تنمية وعي الطفل وإيقاظ ذاته المبدعة، وإطلاق طاقاته الإنسانية الخلاقة، وإنفاذ حقوقه، وتأكيد حمايته، وتنمية قدراته، للمشاركة في تحقيق مواطنة إيجابية مستنيرة.
كما أعلن سموه خلال كلمته، أنه تواصلا مع ما أنجز في الدورة الأولى للجائزة، وتأكيدا على دور المجلس في دعم وتحفيز العمل البحثي في مجال الطفولة والتنمية، واستكمالا لمسيرة والده الأمير طلال مؤسس المجلس انطلاق الدورة الثانية من الجائزة ليكون موضوعها “تمكين الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية الرابعة” هذا الموضوع الذي يمثل توجه المجلس الاستراتيجي القادم ،إداراكا بأن هذه الثورة الصناعية قادمة لا محالة وإنه علينا أن نكون مهيئين لها.

المشاركون:
المواطنة هى السبيل لمواجهة الارهاب والتطرف وتحقيق التنمية المستدامة
وكانت مراسم إحتفالية تسليم الجوائز قد بدأت بعرض فيلم قصير حول مسيرة الدورة الاولى لجائزة الملك عبد العزيز للبحوث فى قضايا الطفولة والتنمية فى الوطن العربى “التنشئة على المواطنة”، متضمنا مسيرة المجلس وربطها بتوجهاته وتراكماته الفكرية، أعقبه إجراء حوار مفتوح حول “المواطنة والتنشئة” شارك فيه سمو الأمير عبد العزيز بن طلال والدكتور مفيد شهاب أستاذ القانون الدولى ووزير التعليم العالى الأسبق، والأستاذ ناصر القحطانى المدير التنفيذى لبرنامج الخليج العربى للتنمية “أجفند”، والدكتور حسن البيلاوى الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية، وأدارته الإعلامية أمينة خيرى.
وقد أوضح الدكتور مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي ووزير التعليم الأسبق في مداخلته الفرق بين مفهوم المواطنة العاطفي الذي يرتبط بالوطن تلقائيا ومنذ الميلاد إلى المفهوم القانوني السياسي وارتباط ذلك بالدولة، مشددا ان المواطنة يجب أن تكون للجميع، داعيا إلى المشاركة والتعاون كي تكون المواطنة ممارسة فعلية تتناسب مع شرف الانتماء للوطن، وأن المواطنة تتحول إلى ممارسة فعلية من خلال التنشئة خاصة بين النشء والشباب.
في حين استعرض الأستاذ ناصر القحطانى المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية “اجفند” العلاقة بين المواطنة وأهداف التنمية المستدامة، حيث اوضح أن أهداف التنمية المستدامة 2030 التي اعتمدتها الأمم المتحدة منهاج عمل عالمي تشتمل على 17 هدف تتضامن كلها في تحقيق المواطنة بمفهومها التنموي، وهو ما يقوم به أجفند من خلال برامجه ومشروعاته في مجالات الطفولة المبكرة وتمكين المرأة وتنمية المجتمع المدني والمنظمات الأهلية والتعليم المفتوح، وكذلك بنوك الفقراء التي تقوم على فكرة أن المجتمع الذي ينتشر فيه الفقر يكون مفهوم المواطنة فيه غير متكامل.
ونوه الدكتور حسن البيلاوى أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية إلى توجهات المجلس الإستراتيجية وارتباطها بقضايا المواطنة والثورة الصناعية الرابعة، وأن المجلس العربي للطفولة والتنمية استهدف من خلال تلك الجائزة البحثية خلق تيار فكري علمي تربوي مستنير، يساعد على بناء سياسات وطنية داعمة لتنشئة الطفل وتنمية قدراته، ووضع أطر ومواصفات لمؤسسات تنشئة الطفل لتكون بيئة تمكينية حقيقية توفر فرص النمو والنماء للطفل، بما يحقق التكامل بين المواطن والوطن والمواطنة، ورصد حركة الفكر العربي، والتعرف على علماء وشباب من الخبراء يمثلون قوة دعم فكري لتنمية الطفل والبحث العلمي وإنتاج المعرفة. وأوضح سيادته أهمية قضية المواطنة كموضوع للجائزة في هذه الدورة، حيث تعد المواطنة من القضايا الهامة والحيوية الآن وخاصة في المرحلة الحالية التي تمر بها أوطاننا وما يحيط بها من أخطار، وليس أمام أبنائها إلا حماية أوطانهم وتحقيق تقدمها، وبالتالي البحث عن السياج العقلاني الذي يوفر سياق التنوير والتماسك الاجتماعي في ثقافتنا وواقعنا الاجتماعي.
وخلال الحوار وجه المشاركون تحية عرفان لروح الأمير طلال بن عبد العزيز مؤسس المجلس والمبادر بتأسيس الجائزة، وأكدوا على أهمية قضية المواطنة وارتباطها بقضايا التطرف والإرهاب والتهميش والفقر، ودور الإعلام فى تعميق فكرة المواطنة، كما أكدوا على ضرورة استمرار الجائزة لما احدثته من حراك بحثي وإضافة للمحتوى المعرفي وما قد تحققه من اثر اجتماعي اذا ما وضعت نتائجها موضوع تنفيذ.، واوصوا بأهمية اجراء دراسة تحليلية لما قدم من بحوث ورصد التوجهات الفكرية فيها.

الفائزون بالجائزة:
يوجهون الشكر للمجلس وكل من قدم جهدا لحياة أفضل للإنسان
وفي كلمة باسم الفائزين، قدم الفائزون أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان للأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، مؤكدين أنه لا يمكن للأعمال الجليلة أن ترى النور إلا من خلال الجهود العظيمة التي يبذلها أناس يؤمنون بأهمية العمل والعطاء، وتقديم الأفكار الرائدة، والتوجهات الإيجابية التي تحافظ على الأصالة، في إطار من المعاصرة، وتستثمر كل الإمكانات التي تسهم في بناء الأمة، وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة، من أجل حياة أفضل للإنسان في الوطن العربي.
وفى ختام الإحتفالية قام سمو الأمير عبد العزيز بن طلال بتسليم الجوائز للفائزين بها، حيث تنافس على الجائزة 87 بحثا تقدم بهم 108 باحث من 11 دولة عربية، وشارك في تحكيم البحوث المقدمة 45 خبيرا عربيا وفق مجموعة من الضوابط والمعايير التي وضعتها لجنة علمية تضم نخبة من الخبراء العرب. وفاز بالجوائز ١٧ باحثا من ٧ دول عربية.

يذكر بأن الاحتفالية قد حضرها سفير المملكة العربية السعودية أسامة بن أحمد النقلي، وبعض اعضاء البعثات الدبلوماسية في مصر، وممثل عن جامعة الدول العربية، والدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم الأسبق، والدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم الأسبق، وعدد من رؤساء الجامعات وعمداء الكليات، فضلا عن العلماء والخبراء والباحثين من الجامعات والمراكز البحثية في العالم العربي، وممثلو المنظمات الإقليمية والدولية، والإعلام.

ل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *