“عشان متخسرش فى البورصة”..هذه الأسهم أرباحها مرتفعة وأسعارها رخيصة
تراجعت البورصة المصرية، من أعلى قمة تاريخية حققتها العام الماضى ليخسر المؤشر الرئيسى ما يقرب من 5 آلاف نقطة، وتدنت أسعار الأسهم بشكل ملحوظ مما انعكس على ضعف أحجام التداول، وبالتالى ابتعد كثير من المسثمرين عن سوق المال خاصة صغار المستثمرين الذين تكبدوا خسائر، ولا يستطيعوا حاليا اختيار أو تكوين محفظة استثمارية تساهم بشكل فعال فى المحافظة على أموالهم وتحقيق أرباح معقولة أو على الأقل تعويض الخسائر التى حققوها فى الفترة الماضية.
ولذا ينصح فى ذلك التوقيت أن يعود المسثتمرون مرة أخرى إلى بعض الأدوات الأساسية التى تساعد على اختيار صحيح ومناسب للفترة المتذبذبة التى يمر بها السوق، ومن أهم تلك الأدوات مضاعف الربحية ذلك المصطلح الذى يدور فى أذهان المستثمرين فى الأسواق المالية عادة عندما يرغبون عن شراء أدواتهم المالية فيقومون بتحليل البيانات الخاصة بالاسهم المشتراه لكى يستند قرارتهم الاستثمارية على اسس مالية سليمة ذات جدوى اقتصادية وبعد الانخفاض فى أسعار الأسهم التى وصلت إلى مستويات متدنية، يتجه المستثمرون إلى استخدم مضاعف الربحية كمعيار منطقى ومقنع وموجه لشراء أسهم الشركات الأقل مضاعف ربحية، لكى يكون لهم السبق فى الشراء قبل كبار المستثمرين.
ويحدد مضاعف الربحية من خلال حاصل قسمة سعر السهم فى السوق على ربح السهم الواحد فى الشركة، وربحية السهم، هى حاصل قسمة صافى الربح للشركة خلال الفترة المالية على عدد أسهمها، ولا يعتبر صافى الربح للشركة معبراً فى حد ذاته عند أدائها، بل لا بد من معرفة نصيب السهم الواحد من هذه الأرباح، كما لا يعد سعر السهم السوقى مرتفعاً أو منخفضاً مؤشرا لشئ إلا مقارنة بأداء الشركة المالى، لذلك يتم اللجوء إلى مقارنة سعر السهم السوقى بربحية السهم الواحد وهو ما يطلق عليه “مضاعف الربحية”.
وتتمثل أهمية استخدام مضاعف الربحية كأداة لتكوين محافظ المستثمرين الاستثمارية فى أن هذه النسبة تعكس العلاقة بين السعر المدفوع للسهم بالمقارنة مع الأرباح التى يدرها على المستثمر، وتمتاز هذه النسبة بالسهولة فى الحساب لمعظم الأسهم بالإضافة إلى أنه يتم استخدامها بشكل موسع مع معظم الأسواق ويمكن الاعتماد عليها لقياس خصائص أخرى للشركات مثل معدلات المخاطرة والنمو، ويمكن أن يستخدم مضاعف الربحية لمقارنة الشركات فى نفس القطاع، وكذلك للمقارنة بين أسواق المال فى البلاد المختلفة وفى الفترات الزمنية المختلفة.
ويستخدم مضاعف الربحية أيضا فى قياس اتجاهات السوق النفسية وتفصيلاته إلا أن هذه الميزة أحياناً تنقلب إلى إتجاه عكسى عندما يحدث خطأ عام فى السوق عند تقييم قطاع بأكمله.
ونظرياً، كلما ارتفع مضاعف الربحية لسهم شركة يكون غير جاذب للاستثمار، لأن العائد لن يكون مرضياً، إلا أن هناك حقيقة أخرى تقول إن هناك شركات يكون مضاعف ربحيتها مرتفعا لكن أسهمها تمثل فرصا جيدة للاستثمار، لأن ارتفاع المضاعف قد يكون سببه ارتفاع نسبة النقد لدى الشركة وبطبيعة الحال فإن توافر النقد (سيولة زائدة) لدى شركة هو أمر سلبى يدل على عدم وجود فرص استثمارية جيدة يمكن توجيه هذه السيولة صوبها ومن ثم تعظيم أرباح المستثمرين.
ولكن فى المقابل فإن توافر السيولة لدى الشركة له إيجابيات أيضا يمكن حصرها فى أن يكون للشركة قدرة على اقتناص الفرص الجيدة وقتما ظهرت وأينما كانت، كما يكون لديها ميزة تنافسية عند التفاوض على استحواذ يمثل فرصة استثمارية آنية لا يجب التفريط فيها ويساعد الشركة فى تنفيذ الخطط التوسعية وإنجاز مشاريع مستقبلية، قد تدر أرباحاً جيدة للمستثمر بالسهم بالإضافة إلى ضمان عدم وجود مشاكل فى سداد التزامات الشركة فى مواعيد استحقاقاتها وتتمكن الشركة من إعادة شراء أسهمها من السوق، وذلك فى حال كان سهمها مغرياً للشراء، كما يعود ذلك بالإيجاب على السهم لأن الشركة ترسل إشارة ايجابية للسوق بأنها ترى فى السهم فرصة للاستثمار.